تعليق: احترام المصالح الأساسية أساس العلاقات بين الصين والنرويج

بكين 19 ديسمبر 2016 /ذاب جليد العلاقات بين الصين والنرويج اليوم (الاثنين)، بعد تجميد لمدة 6 أعوام، ليتضح أن الاحترام المتبادل هو حجر أساس العلاقات الثنائية.

وفي بيان صدر خلال زيارة وزير الخارجية النرويجي بورج برينده، أكدت النرويج مجددا على التزامها بسياسة صين واحدة وعلى احترام سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها.

وكإحدى أولى الدول الغربية التي اعترفت بدولة الصين وأقامت معها علاقات دبلوماسية، تولت النرويج الصدارة فى العلاقات مع الصين حتى عام 2010 حينما قامت لجنة جائزة نوبل بالنرويج بمنح جائزة نوبل إلى ليو شياو بو، مجرم صيني أدين بالتحريض على تخريب سلطة الدولة عام 2009.

وقد أيدت الحكومة النرويجية قرار لجنة نوبل المنحاز، لتكون النتيجة توتر العلاقات بين البلدين، الأمر الذي شكل انتكاسة أدت إلى وقف التجارة والتبادلات الشعبية، بما يعارض مصلحة الشعبين.

ويبرهن التاريخ على أن مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والتوافق مع المصالح الأساسية الخاصة بكل طرف هي مبادئ أساسية في سبيل تحقيق علاقات طيبة ومستدامة بين الدول ذات الانظمة الاجتماعية والظروف الوطنية المختلفة.

إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الصين والنرويج لهذه الأعوام الستة أكد للعالم أن الإضرار بمصالح الصين الأساسية والتدخل في شؤونها الداخلية وانتهاك سيادتها القضائية لا بد أن يكون أمرا له عواقبه الوخيمة.

وفي إطار اعترافها بالضرر الذي أحدثته، بذلت النرويج جهدا كبيرا لاعادة العلاقات إلى طبيعتها السابقة. وأوضحت تصريحات إيجابية من الطرفين اليوم أن فصلا جديدا في العلاقات الثنائية قد بدأ.

وفي الواقع، ان البلدين تعاونا بشكل جيد جدا في عدد كبير من المجالات قبل هذه الأزمة، حيث كانت الجولة الثامنة من محادثات اتفاقية التجارة الحرة اختتمت في سبتمبر 2010، وذلك قبل 3 شهور من أزمة جائزة نوبل.

وخلال هذه الزيارة، أقرت كل من الصين والنرويج مجددا بأنهما تشتركان فى نطاق واسع من المصالح المشتركة وأن لدى البلدين إمكانيات كبيرة للتعاون في مجالات كثيرة تشمل التجارة والانتاج السمكي والمالية واستكشاف النفط البحري والغاز وحماية البيئة.

وبتطبيع العلاقات بين الصين والنرويج، اتفق البلدان على استئناف مفاوضات التجارة الحرة وعلى تعزيز التجارة والاستثمار.

ومن هذا المنظور، فإن تحسين العلاقات بين الصين والنرويج أمر يعود بالنفع على البلدين، ويصب في صالح العلاقات الصينية- الأوروبية والتجارة العالمية بشكل عام.