بكين 19 ديسمبر 2016 /سيتابع خبراء الدبلوماسية الذين يعرفون أهمية العلاقات الصينية الأمريكية بقدر من الترقب والتوقع اجتماع المجمع الانتخابي في كل ولاية أمريكية اليوم (الاثنين) لانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بشكل رسمي.
وتجلت مشاعرهم المتفاوتة. تسبب الرئيس الأمريكي المنتخب خلال الأسابيع الماضية في أحداث أثارت شكوكا كبيرة حول قدرته وطموحه في جعل العلاقات الصينية الأمريكية ركيزة بناءة في اجندته.
وإذا تابعنا حرفيا التصريحات التي نشرها ترامب على حسابه على تويتر، فيبدوا أن الملياردير مستعد للتعامل مع العلاقات الثنائية بعقلية تجارية. فهو لم يستبعد محاولات للتعامل مع سياسة الصين الواحدة كصفقة والقى اللوم على الرينمبيني في زيادة عجز الميزانية الأمريكية واتهم الصين بسرقة غواصة أمريكية غير مأهولة كانت تعمل ضمن عمليات المراقبة التي تقوم بها البلاد في بحر الصين الجنوبي.
وحتى الاتفاقات تتطلب احتراما أكثر من الجانبين لحدود بعضهما البعض والتعقل. وقد اخبرت بكين كل إدارة امريكية بخطوطها الحمراء والتي لا تقبل التفاوض -- سيادة أراضيها سواء في تايوان أو جزر بحر الصين الجنوبي.
ناهيك عن أن الدبلوماسية أكثر ثقلا وتعقيدا من القيام بأعمال تجارية وتستحق المزيد من التعقل والحسابات. وبعد كل شي، من ستتعامل معها إدارة ترامب هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر شريك تجاري لها.
عاجلا أم آجلا سيدرك ترامب كما فعل سابقوه الأهمية الاستراتيجية لسياسة الصين السلمية أو البناءة على الاقل وسيعود للاشتراك مع بكين في التعاون البراجماتي بدلا من الاعمال الاستفزازية غير المرغوب بها وعلى الرغم من أن النزاعات يتعذر اجتنابها لاي كيان اقتصادي مع هذه المصالح المتشابكة.
والجدير بالملاحظة هو حقيقة أن التعاون هو الخيار الوحيد للصين وللولايات المتحدة. فسيكون كارثة لا يمكن تحملها للجميع إذا ارادت البلدان اللتين لا يمكن مقارنة مصالحهما ونفوذهما العالمي حل الخلافات بالتشكك والعداوة في المقام الأول.
ومع اقتراب انتقال الرئاسة في عام 2017، مازال من الضروري للإدارة المنتهية ولايتها وساكن البيت الأبيض الحالي أن يقدر أهمية التعاون الصيني الأمريكي من أجل مصلحة العالم وأن يتخذ قرارات قائمة على التقديرات العقلانية.
ويرجع الأمر إلى ترامب في أن يجعل سياسته مع الصين أصولا بدلا من ديون لإدارته. ولكن يتوقع في البداية أن يلتزم بوعده بتعميق التعاون الأمريكي الصيني من أجل تحقيق نتائج متبادلة النفع عندما تلقى محادثة تهنئة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويتطلب ذلك منه أن يضع نفسه مكان الآخرين وأن يشرع في اتصالات لتصفية الأجواء مع الصين.