هانغتشو 17 نوفمبر 2016 / في مهرجان الشراء على الانترنت الذي صادف يوم 11 نوفمبر، شهد عمالقة التجارة الالكترونية مثل علي بابا وجينغدونغ وسونينغ قفزات كبيرة في أحجام مبيعاتها، بينما سجلت شبكة ( علي اكسبريس ) للتجارة الالكترونية الدولية التابعة لعلي بابا رقما قياسيا في نفس اليوم، بعد أن تعاقد 6.21 مليون مشتر من روسيا وإسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا على 35.78 مليون صفقة عبر الشبكة، ما حوّل المهرجان إلى فعالية دولية.
وبهذا الخصوص؛ قال وانغ جيان، البروفسور في جامعة الأعمال والاقتصاد الدوليين ببكين إن تداول البضائع على نطاق العالم يمكنه ضخ المزيد من الحيوية والمساهمة في دفع انتعاش سوق الاستهلاك الدولي، فضلا عن تقديم الفائدة لقطاع البيع بالتجزئة العالمي، وتوفير فرص تجارية أكثر لقطاع التصنيع في الصين ودول أخرى.
وخلال منتدى بوآو الآسيوي الذي انعقد في مارس الماضي، دعا ما يون، رئيس مجلس إدارة علي بابا لإنشاء منصة تجارة الكترونية عالمية تعرف أيضا بـ( إي دبليو تي بي )، بهدف مساعدة الدول النامية والأقل نموا والمؤسسات المتوسطة والصغيرة والشباب للدخول إلى السوق والاقتصاد العالمي.
وبهذا الصدد، رأى ما تشي جيان، الباحث في مركز دراسة الترويج والنشر على وسائل الإعلام الجديدة التابع لجامعة بكين، رأى أن التجارة التقليدية غالبا ما تتم بين مؤسسات كبيرة أو مؤسسات عابرة للحدود، غير أن منصة عالمية من شأنها تقديم فرص متساوية للمؤسسات المتوسطة والصغيرة للمشاركة في التجارة العالمية.
ولاحظ بعض الاقتصاديين أن جهود الصين لمساعدة المناطق الأقل نموا عبر التطور السريع لتكنولوجيا الانترنت قد حققت إنجازات ملحوظة. إذ أن التجارة الالكترونية شهدت ازدهارا في الأرياف الصينية الشاسعة في السنوات الأخيرة، مثل قرية دونغقاو بمقاطعة خبي في شمالي الصين، التي تشتهر بمنتجاتها من الكشمير، وقرية ليوتسون التابعة لمدينة يي وو بمقاطعة تشجيانغ في شرقي الصين والمعروفة بقاعدة البضائع الصغيرة، كما أن مناطق وسط وغربي البلاد بدأت تشهد ظهور عدد من القرى المشتغلة في التجارة الاكترونية على شبكة تاوباو.
عبر منصات التجارة على الشبكات العنكبوتية، أنشأ كثير من الشباب الصيني أعمالهم الخاصة في مساقط رؤوسهم، ومن ناحية أخرى، حلّ ذلك مشكلة صعوبة بيع المنتجات الزراعية ، ما دفع رفع دخول المزارعين .
وحول هذا قال شن يانغ، البروفسور في معهد الإعلام والنشر بجامعة تشينغهوا، قال إن بإمكان المناطق الفقيرة مواكبة المسار السريع بالاعتماد على تطور التجارة الالكترونية وإكمال بناء البنية التحتية الأساسية، كما أن بإمكان الصين مشاركة هذه التجربة مع الدول النامية والدول الواقعة على طول الحزام والطريق.
وتوجد كثير من الدول النامية التي تحتاج بشكل مُلح إلى البنية الأساسية للانترنت ، فمثلا ، بلغ عرض حزم الانترنت الثابت للدول على طول الحزام والطريق 10 - 20 ميغا في الثانية، بينما يبلغ عرض حزم الانترنت على الجهاز المحمول أقل من 10 ميغا في الثانية.
ولذا؛ تعمل الصين على دفع تنمية بناء البنية الأساسية للشبكات العنكبوتية في الدول على طول الحزام والطريق وتقليل الفجوة في المجال الرقمي، بمساعدة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية والصندوق الصيني للاستثمار في الانترنت والصندوق الصيني لتنمية الانترنت ، سعيا وراء مساعدة الدول النامية وشعوبها للحصول على المعلومات والمعارف من خلال الانترنت وخلق الثروات.