كويتو 15 نوفمبر 2016 / أعرب الرئيس الإكوادورى رافائيل كوريا عن الأمل فى أن تؤدى زيارة الدولة القادمة التى يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بلاده إلى توسيع التعاون بين الجانبين فى مختلف المجالات.
وقال الرئيس كوريا لوكالة أنباء ((شينخوا)) فى مقابلة أخيرة إن الهدف هو "تحقيق أقصى استفادة متبادلة" من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف أن زيارة شي في وقت لاحق هذا الأسبوع وهي جزء من جولة تضم ثلاث دول فى أمريكا اللاتينية، سوف تكون "تاريخية ونافعة" مشيرا إلى أن الزيارة سوف تسجل كالأولى التي يقوم بها رئيس صيني إلى الإكوادور التى اقامت العلاقات الدبلوماسية مع العملاق الآسيوى منذ 36 عاما مضت.
وفى عام 2015 وفى زيارته الثانية إلى الصين بعد الوصول الى السلطة فى عام 2007، اتفقت الإكوادور والصين على رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
التمويل الصيني للمشروعات الاستراتيجية
أشاد الرئيس الإكوادورى بشدة بأهمية الاستثمار الصينى فى بلاده التى أعاقت قيود التمويل اقتصادها لفترة طويلة.
وقال كوريا إن الصين شاركت فى تنمية الاقتصاد والصناعة والطاقة فى الإكوادور كشريك استراتيجى، وإن بلاده أصبحت واحدة من الدول التى اجتذبت الجزء الأكبر من التمويل الصينى.
وقد قدمت الصين تمويلا بلغت قيمته نحو 15 مليار دولار أمريكى لتمويل تلك الدولة التى تقع فى أمريكا الجنوبية خلال الأعوام العشرة الماضية.
وأضاف كوريا "ان تدعيم الصين عن طريق المشروعات والتمويل قد غير بالفعل تاريخ الإكوادور".
وأشار إلى أن الدول النامية الصغيرة مثل الإكوادور ليست لديها موارد داخلية للتمويل الذى تحتاجه "للخروج من التخلف".
وأضاف "لدينا مشروعات مربحة للغاية الا اننا نحتاج الى تمويل وان الصين لديها هذا التمويل".
وقال "وبفضل التعاون التمويلى مع الصين فإن الإكوادور تخلصت من واحدة من أسوأ شبكات الطرق فى أمريكا الجنوبية والتى أصبحت الأفضل الآن".
تعاون برجماتى واعد
حققت الدولتان تقدما هاما فى التعاون فى الطاقة والتعدين وبناء البنية الأساسية.
ومن بين محطات الطاقة المائية الثمانية التى يجرى تشييدها وإتمامها فإن سبعا منها أقامتها شركات صينية الأمر الذى ساعد فى تحويل الإكوادور التى كانت فقيرة فى مجال الطاقة الى دولة مصدرة للطاقة.
وخلال زيارة شي، من المتوقع ان يفتتح رمزيا محطة كوكا كودو سينكلير التى تعد اكبر محطة للقوى المائية، فى احتفال بالعاصمة كويتو حيث ان المنشأة أقيمت فى منطقة نائية بين مقاطعتى نابو وسكومبيوس بالأمازون.
وقد أقامت المحطة التى تبلغ طاقتها 1500 ميجاوات شركة سينوهيدرو الصينية.
وقال كوريا "ان هذه المشروعات أتاحت لنا الحصول على استقلال فى مجال الطاقة وأن نحصل على واحد من اكثر مصادر الطاقة انسجاما مع البيئة".
وأضاف أن "أكثر من 90 فى المائة من طاقتنا يمكن أن تأتى الآن من الطاقة المائية النظيفة والمتجددة ويرجع هذا فى جانب منه إلى التعاون والتمويل الصينى".
ويأمل كوريا، الذى سيترك منصبه فى مايو 2017، أن تواصل الصين الاستثمار فى الإكوادور التى تمتلك حافظة "مشروعات مربحة" تبلغ قيمتها ما يقرب من 40 مليار دولار أمريكي فى بناء السفن والصلب.
وأضاف أن "لدينا شركات صينية تقوم ببناء الطرق السريعة ومحطات الكهرباء المائية ولدينا أيضا شركات بترول وتعدين. وعلى ذلك هناك استثمارات بالفعل. لكن الكثير من المشروعات عالية الربحية تعد بالغة الأهمية لتنمية الدولة".
وقال إن السياحة واحدة من المجالات التى بها مجال واسع للنمو.
وقد استقبلت الإكوادور التى تصنف من بين الدول الخمس الأولى فى العالم فى التنوع الحيوى, 18200 زائر صيني فى عام 2015.
وقد أقامت الدولتان علاقات وثيقة فى العقد الماضى كما يتضح من دور الصين فى جهود الإغاثة بعد وقوع زلزال بقوة 7.8 درجة دمر بلدات على طول الساحل الشمالى للإكوادور فى ابريل الماضي وأسفر عن مقتل 673 شخصا.
وكواحدة من أوليات الدول التى تقدم مساعدات انسانية على الفور بعد الزلزال، قدمت الصين أكثر من 5 آلاف خيمة للمشردين إلى جانب إمدادات أساسية اخرى وتبرعت ايضا بمبلغ مليونى دولار نقدا.
وأضاف كوريا "ليست لدي إلا كلمات الامتنان والتقدير للرئيس شي وحكومته ولكل أفراد الشعب الصينى للتضامن العظيم الذى أبدوه للإكوادور".