أعلنت المعارضة السورية المسلحة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية يوم 6 نوفمبر الجاري عن إنطلاق عملية "غضب الفرات" لتحرير الرقة شمال شرق سوريا المعقل الأبرز لتنظيم "الدولة الاسلامية". ويعتقد الراي العام السوري أنه بدون مشاركة روسيا والقوات الحكومية السورية ، لا يمكن تشكيل قوة متماسكة،مما يقلص الى حد ما فعالية مكافحة التطرف. وقال بسام أبو عبد الله - أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق لمراسل صحيفة الشعب اليومية، أن ما تقوم به امريكا في سوريا من عمليات عسكرية متراخية لن يقضي على التطرف، ولكن محاولة على مد يد وكلاء لزيادة الفوضى وتقسيم سوريا.
ووفقا لما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم القوى الديمقراطية السورية جيهان شيخ أحمد، يشارك في عملية "غضب الفرات" نحو 30 ألف مقاتل من المدينة ، وستوفر قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة الغطاء الجوى للقوات خلال عملية تحرير الرقة من تنظيم " الدولة الاسلامية". ووفقا لما ذكرته قناة روسيا اليوم التلفزيونية ، يشارك حوالي 200 من افراد الجيش الامريكي في العمليات البرية.
أعلن عن إنشاء قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر 2015، متكونة من 25 ألف فرد من الاكراد و5000 من العرب ، ويرتكز النشاط الرئيسي في المنطقة الشرقة والشمالية السورية. وارسلت الولايات المتحدة نحو 300 من أفراد الجيش وتوفير مساعدات من الاسلحة لمساعدة المعارضة السورية المسلحة في حربها ضد تنظيم " الدولة الاسلامية".
في الآونة الأخيرة، دخلت العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب في الفترة النشطة.وفي ظل مساعدتها، شن الجيش العراقي والمسلحون من الاكراد يوم 17 أكتوبر معركة تحرير الموصل من تنظيم " الدولة الاسلامية". قال قائد القوات الأميركية في العراق ستيفن تاونسند في أواخر اكتوبر،انه من المرجح ان يتخذ تنظيم "الدولة الإسلامية"الرقة معقلا لشن الهجمات،وإن القوة العسكرية الوحيدة التي يمكنها أن تكون جاهزة للمشاركة في الحرب ضد تنظيم " الدولة الاسلامية " في الرقة في أقرب وقت ممكن هي قوات سوريا الديمقراطية.
تقع محافظة الرقة في الجزء الشرقي من الحدود السورية، ومجاورة لمحافظة نينوي العراقية التي اصبحت المنطقة الاساسية المسيطر عليها فعليا من قبل تنظيم " الدولة الاسلامية". ووفقا لتقديرات وسائل الاعلام الامريكية، يوجد بالرقة ما لا يقل عن 5000 من المتطرفين و200 ألف مدني.ووفقا لما ذكرته شبكة الاخبار الامريكية، بعد أسبوع من شن الجيش العراقي معركة الموصل هرب ما لا يقل عن 100 متطرف الى مدينة الرقة. ويعتقد الرأي العام السوري أن معركة الموصل أشعلت فتيل عملية "غضب الفرات".وذكرت صحيفة "الوطن" السورية يوم 7 نوفمبر الجاري، أن استعادة الرقة مجرد حرب دعاية، يبقى أن ننتظر فعاليتها. أولا، القوة القتالية لقوات سوريا الديمقراطية مشكوك فيها، ثانيا،تباطؤ تقدم استعادة الموصل فى اليومين الأخيرين،فتحتاج الولايات المتحدة الى نقطة مضيئة جديدة في الكفاح ضد الارهاب.
حاليا، القوات الحكومية السورية لم تستجب بعد الى الوضع ذات الصلة بالرقة. ويعتقد بعض المحللين أنه بالرغم من أن مكونات " القوى الديمقراطية" من الاكراد الراغبين في الاستقلال، إلا أن محاربة الارهاب هي المشكلة الاكثر الحاحا في الوقت الحاضر، ومن مصلحتها التعاون مع الحكومة السورية ، و بالمقارنة مع الحكومة السورية، فإن العلاقة بين " القوى الديمقراطية " والحكومة التركية اكثر توترا. ويعتقد الجانب التركي دائما أن هناك ارتباط بين اكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا منظمة ارهابية.
وقال رئيس هيئة الاركان الأمريكية المشتركة جوزيف دانفورد يوم 7 نوفمبر، أن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد تنظيم "الدولة الاسلامية " سيعمل مع تركيا على إعداد خطة بعيدة المدى من أجل تحرير الرقة.ووفقا للخطة التي نشرت على الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع الامريكية ، فإن التحالف الدولي وتركيا سيسيطران معا على الرقة بمجرد الانتهاء من عملية التحرير.وفي هذا الصدد، يعتقد بسام أبو عبد الله ، أن الحديث عن تقسيم الرقة سابق لاوانه ،وان اشراك امريكا لتركيا في عملية الرقة هو من أجل ارضاء الاخيرة التي غابت عن عملية استعادة الرقة لا غير .