ليما 12 نوفمبر 2016 / أظهر أورلاندو ليفا ميزا، خلال ترعرعه في بيرو، ولعا متناميا تجاه المطبخ والفنون القتالية الصينية، ولكن قراره بأن يصبح طبيبا مختصا في الطب الصيني التقليدي هو ما جعله يعزز علاقاته مع الصين.
وقال ليفا، الذي يشغل حاليا منصب المدير العام لمستشفى الشرطة في ليما، إنه "سيكون من المساعد كثيرا تعزيز ممارسة الطب الصيني التقليدي، وخاصة الوخز بالإبر"، مشددا على أنه يود رؤية المزيد من التعاون بين الصين وبيرو في المجال الصحي.
وبعد حصوله وزوجته، آنا ريوخا، على شهادتيهما في الطب من جامعة سان ماركوس الوطنية الكبرى في ليما، قررا متابعة الدراسات العليا في الطب الصيني التقليدي.
وفازا بمنحتين دراسيتين من الحكومة الصينية في عام 1986 وتوجها إلى الصين.
وكان القدر يرتب للقاء بين ليفا والصين. إذ أنه عندما كان فتى يبلغ من العمر 15 عاما، كان من محبي أفلام الدفاع عن النفس لدرجة أنه أطلق على نفسه اسم "دا لونغ" أو التنين الكبير، وبعد سنوات، سمى ابنه الأول "شياو لونغ" أو التنين الصغير.
وقال ليفا في مقابلة خاصة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الطب الصيني التقليدي لديه العديد من المجالات، بما في ذلك الأدوية العشبية، لكن "من بين جميع هذه المجالات، أثار تعلم الوخز بالإبر إعجابنا أكثر وحفزنا أكثر.
ووصل ليفا إلى بكين وهو لا يعرف أي شيء عن اللغة، باستثناء جملة "تاي با" وهي عبارة عن مصطلح يستخدم شعبيا في العديد من المطاعم الصينية في ليما لطلب "خدمة سخية".
وقال "لقد كان أول شيء يتوجب علي تعلمه في الصين هو اللغة، بالطبع، درسنا اللغة الموجهة للصحة .. وبعد ذلك بدأنا في تعلم الطب التقليدي في جميع مجالاته، ولكن خصوصا الوخز بالإبر".
وأمضى ليفا سنتين في معهد بكين للطب الصيني التقليدي وسنة واحدة كمتدرب في مستشفى شانغهاي لونغهوا، التابعة لجامعة شانغهاي للطب الصيني التقليدي.
وخلال إقامته في بكين، أصبح مفتونا بمشهد مئات الأشخاص من جميع الأعمار وهم يمارسون التاي تشي في الحدائق والأماكن العامة الأخرى، وسرعان ما انضم إليهم وتعلم 18 من الخطوات الأساسية، وتدفق الحركات والتنفس.
وعندما عاد ليفا وزوجته إلى بيرو، بدأ بممارسة الطب الصيني التقليدي، ووجدا أنه يمكن أن يستفيد منه المجتمع الطبي هناك.
وقال ليفا إن "عملية تعليم بدأت، لأنه كان يعتبر جديدا على (السلطات الصحية) الوطنية".
ولفت إلى أنه مع تنامي الاهتمام في هذا المجال، فقد شرعا في إجراء دورات تعليمية في كلية الطب في بيرو.
وأدت هذه الندوات في مجال الصحة العامة في نهاية المطاف إلى نشره لكتاب، بالتعاون مع ريوخا والدكتورة كلارا لياو هينغ، حول مبادئ الوخز بالإبر وممارسة التاي تشي.
وقد طبق ليفا معارفه بشكل أساسي على مرضى يعانون من الآلام المزمنة والروماتيزم، إضافة إلى أمراض أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والصداع النصفي والأرق.
كما قام ليفا بتثقيف السكان المحليين عن فوائد تاي تشي، وذلك من خلال إعطاء خمس دورات، مدة كل منها 10 أسابيع، كل سنة.
وما تزال روابط عائلة ليفا مع الصين أخذة في النمو، إذ أن ابنه الأكبر بيدرو، البالغ من العمر 27 عاما والذي ولد في بكين، يدرس حاليا في الصين للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال والتجارة الدولية.
في حين عاد ليفا برفقة زوجته وابنته زويلا، البالغة من العمر 24 عاما، إلى الصين في خمس مناسبات خلال السنوات الـ 27 الماضية، ثلاث مرات منها للمشاركة في دورات طبية ومرتين كسياح.