عمان 6 نوفمبر 2016 / اتفق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس البولندي أندريه دودا، خلال مباحثات عُقدت اليوم (الأحد) في عمان، على العمل لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، خاصة ما يتعلق بالتعاون في مجال التصنيع العسكري، وفق بيان للديوان الملكي الأردني.
وركزت المباحثات على ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أزمات، خاصة ما يتصل بجهود تحقيق السلام، ومحاربة الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
ونقل البيان عن الملك عبد الله الثاني قوله إن بلدينا يتمتعان "بعلاقات مميزة وأنا أستذكر حسن الضيافة خلال زيارتي إلى بولندا منذ فترة ليست بالبعيدة".
وأعرب الملك عن أمله في أن تشكل زيارة الرئيس البولندي للأردن فرصة للبناء على العلاقات الطيبة بين البلدين، قائلا "نأمل أن نكون قادرين على تقوية العلاقات الاقتصادية بين بلدينا لتكون جسرا يجمع بين الشعبين".
بدوره، أكد الرئيس البولندي تطلعه للبناء على زيارته للأردن، وبما يخدم البلدين ويعزز العلاقات بينهما، قائلا: "إنه لشرف كبير وأنا مسرور جدا أن أكون أول رئيس لجمهورية بولندا يقوم بزيارة رسمية إلى الأردن".
يشار إلى أن زيارة الرئيس دودا للأردن تعد أول زيارة يقوم بها لدولة عربية.
وأضاف الرئيس دودا أن المملكة الأردنية الهاشمية تتمتع بأفضل وأقوى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وقال إن "الاستقرار واحترام الديمقراطية هي من الصفات التي يتميز بها الأردن".
وأكد الرئيس البولندي أن التعاون بدأ بين البلدين "منذ فترة طويلة، وفي عام 2004 وقع البلدان اتفاقية في مجال التعاون الدفاعي، وكلي أمل أن نرى نتائج هذه الاتفاقية".
وأعرب عن سعادته بارتفاع حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين، وقال إن "هذا مهم جدا بالنسبة لي لأن الترويج للمشاريع البولندية على الساحة الدولية يأتي على قمة أولوياتي".
وعبر عن تطلعه بأن يقود برنامج زيارته للأردن إلى المزيد من التعاون في المجالين الاقتصادي والعسكري.
وتناولت المباحثات، مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، حيث استعرض الملك عبد الله الثاني مواقف الأردن الداعمة للجهود المبذولة في التعامل مع مختلف الأزمات، والتوصل لحلول سياسية لها، تسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار على مستوى العالم.
وحول مستجدات الأزمة السورية، أكد الملك عبد الثاني ضرورة إيجاد حل سياسي شامل في سوريا، لافتا إلى الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين، وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
من جهته، أكد الرئيس البولندي أن بلاده ستستمر بدعم الأردن لمساعدته في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، وقال "نحن منفتحون على أي مبادرات جديدة في هذا المجال".
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام في المنطقة، أكد الرئيس دودا أن "الهدف من العملية السلمية يجب أن يكون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وفي هذا السياق، أكد الرئيس البولندي أن بلاده تدرك حجم الجهود التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على دعم بلاده للمساعي الهادفة إلى إعادة إحياء عملية السلام، وكذلك جهود محاربة الإرهاب.
وقال الرئيس دودا، مخاطبا الملك، "بفضل جهودكم، الأردن جزيرة آمنة وسط محيط من عدم الاستقرار".
وتناولت المباحثات الجهود الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب وعصاباته، إذ أكد الملك عبد الثاني أن اتباع نهج شمولي أمر بالغ الأهمية لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد الجميع في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا.
ووصل الرئيس البولندي وعقيلته إلى عمان السبت، في زيارة عمل للمملكة الأردنية تستمر عدة أيام يعقد خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين الأردنيين تتناول تطوير علاقات التعاون بين البلدين، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.