حذر مسؤول في الامم المتحدة من عمليات الاقتتال الطائفي والعرقي المحتملة في الموصل، في ظل المكاسب التي احرزتها قوات الحكومة العراقية والقوات الموالية لها في العملية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، آخر معقل رئيسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد.
وفقا لما ذكرعلى موقع قناة الجزيرة القطرية، حذر أداما ديينغ، المستشار الخاص للأمين العام المعني بمنع الإبادة الجماعية يوم 1 نوفمبر الجاري، من حدوث أي شكل من أشكال الصراع الانتقامي في الموصل، داعيا الحكومة العراقية إلى اتخاذ اجراءات فورية وفعالة لمنع القوات الامنية أو الميليشيات المسلحة المرتبطة بها من الانتقام في الموصل. ولم يأتي التحذير عبثا وأنما وفقا لمصادر.حيث أن عدم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة بعد التخلص من تنظيم " الدولة الاسلامية" قد يؤدي الى نشوب صراع عرقي واسع النطاق نظرا للطبيعة الخاصة وملامح المعركة في الموصل.
وتعتبر مدينة الموصل في شمال العراق أكبر مدينة في العراق بعد بغداد، وأيضا المركز الاقتصادي والمنتج الرئيسي للنفط في شمال العراق. ويسكن الموصل أكثر من مليونين نسمة أغلبيتهم من مسلمين السنة، بالإضافة إلى الأكراد والتركمان والعرب الشيعة. وتعتبر محافظة نينوى مركزها مدينة الموصل، منطقة معزولة يسكن فيها السنة، تحيط بها منطقة حكم الذاتية الكردية شمالا وشرقيا وجنوبيا.
لقد بدأت الخلافات بين القوى السياسية العراقية حول من سيسيطر على الموصل بعد الحرب قبل بدء معركة الموصل في 17 اكتوبر،ولكن لم يتم التوصل الى اتفاق على هذه المسألة حتى الآن بالرغم من قرب استرجاع الموصل. وتتجمع القوى المختلفة في الموصل حاليا،. ووفقا للتقارير، دخلت القوات العراقية الخاصة الاولى منطقة على ساحل نهر دجلة شرقيا للموصل في يوم 1 نوفمبر، على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة. وقبل يوم واحد، قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في خطاب بثه التلفزيون الوطني ،ليس لعناصر تنظيم " الدولة الاسلامية" طريق للهروب، " إما الموت أو الاستسلام".
يشارك في معركة الموصل الجيش العراقي بالضافة الى قوات الامن الكردية ، ومليشيات الشيعية وعدد قليل من المسلحين السنيين. والميليشيات الشيعية اساسا في الغرب والجنوب الغربي من مدينة الموصل، في حين تتركز قوات الامن الكردية بصورة رئيسية في الشمال والشرق. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام العربية، شهد استعادة قوات الحكومة العراقية تكريت والفلوجة من سيطرة تنظيم " الدولة الاسلامية" مقتل بعض السكان من المسلمين السنة على يد الفصائل الميليشيا الاخرى، وتدمير المرافق الدينية. لذلك، دعت شخصيات الدينية السنية إلى وقف دخول الميليشيات الكردية والشيعية المسلحة مدينة الموصل قبل بدأ المعركة.
أعد تنظيم " الدولة الاسلامية" بالفعل لمقاومة القوات الحكومية. ليس فقط بحفر الخنادق ،وأنما زرع الالغام في الطرق والمباني الهامة ايضا، ولكن ايضا اعتقال اعداد كبيرة من الناس لاستخدامهم ك" درع بشري". وبالاضافة الى ذلك، الالاف من المسلحين في الموصل، بعضهم من الخارج والمناطق العراقية الأخرى، وبعضهم من سكان المحليين. وبعد استعادة الموصل، من المحتمل أن يختفي عدد قليل من المسلحين الباقين على قيد الحياة ضمن السكان المحليين ،وهذا لا يشكل الصعوبات للقضاء على المسلحين فقط ، ولكن زيادة احتمال الحاق الاذى بالمدنيين أيضا.
ستكون عواقب نشوب قتال بين الفصائل المختلفة بعد استعادة مدينة الموصل خطيرة جدا. من ناحية، ستؤدي الى تفاقم الصراع المتوتر بالفعل بين العراقيين السنة والشيعة والاكراد، من ناحية اخرى، استغلال الفرصة من قبلما تبقى من الارهابيين ونشر الافكار المتطرفة بين السكان السنة ، وخلق الظروف لعودة القوات الارهابية. لذلك، منع أعمال القتل في الموصل ، بلا شك أحد المهمات الكبيرة التي تواجهها الحكومة العراقية بعد استعادة مدينة الموصل.