استقرار النمو الصيني والانتقال نحو الجودة..الرؤية الحقيقية

بكين 25 أكتوبر 2016 /يمكننا قراءة الصحف كل ربع سنة أو كل شهر أو حتى كل أسبوع ، داخل الصين أو خارجها، فنجدها تقول إن الاقتصاد الصيني قد يواجه أو على وشك مواجهة ورطة كبيرة، غير أن الحقيقة أصبحت مختلفة عن التشاؤم الذي نتج بسبب البداية المتذبذبة من العام الحالي.

وأصدرت الصين مؤخرا بيانات بشأن أدائها في المجال الاقتصادي خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام الجاري، والتي ضمنت التأكيد على بلوغ معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 6.7 بالمائة والزيادة البالغة 6.0 بالمائة للقيمة المضافة في المؤسسات الصناعية الكبيرة، ولا شك أن هذه النتيجة تشير إلى أداء مشجع أكثر للصين هذا العام قياسا بالعام المنصرم.

ويمكن القول إن هناك صعوبات عديدة في ظل الظروف العالمية المحيطة حاليا، حيث لا تستطيع الصين الاندفاع في تحقيق النمو "بسرعة الصاروخ" بالشكل التي حققته في العقد الأول بعد عام 2000، حين كانت تبلغ معدلات النمو وقتها حوالي 10 بالمائة.

وبعبارة أخرى، ما يراه الناس في هذه البلاد خلال 2016، هو السيناريو الفعلي للتنمية، الذي يعد أهم وأثبت من أي إستراتيجية مكتوبة على الورق أو أي سياسة صادرة في بيان صحفي للحكومة.

ويرى خبراء ومسؤولو المنظمات الدولية أن المؤشرات الاقتصادية "علامة جيدة" تظهر حفاظ الاقتصاد الصيني على نمو قوي، مشيرين إلى ثقتهم في تحقيق الصين هدفها في النمو هذا العام.

قال خبير من مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى بكين إن النمو الاقتصادي البالغ 6.7 بالمائة في الثلاثة الأرباع الأولى يؤكد أن الصين تسير في الاتجاه الجيد، متوقعا أن تحافظ الصين على النمو، وستحقق خطتها في التحول من نمط النمو المعتمد على الحجم إلى الاهتمام الأكثر بالجودة.

ذكر جورج تشيدي، مدير مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب إن معظم الأهداف الصينية المحددة قيد التحقيق، الأمر الذي يظهر أن الحكومة والوسط الاقتصادي الصيني تمكنوا من إيجاد طرق ملائمة للحفاظ على استقرار النمو الاقتصادي، مضيفا أن جميع الدول تواجه صعوبات متزايدة للحفاظ على سرعة عالية نسبيا في النمو بعد وصولها إلى مرحلة محددة، فيما تنجح الصين في تحقيق اختراق بهذا المجال.

أكد تشيدي على أن السلطات الصينية أدركت بشكل واضح مشكلة القدرة الإنتاجية المفرطة واتخذ إجراءات ملموسة لمعالجتها، كما عملت على التخلص من القدرة الإنتاجية شديدة التلوث ومنخفضة الفعالية والغير صديقة للموارد والبيئة.

ولفت إلى أن نجاح التنمية الاقتصادية الصينية لا ينتمي إلى الصين فقط، بل سيفيد العالم أيضا، لأن الصين أصبحت أهم المحركات الاقتصادية العالمية، مضيفا أنه واثق بتحقيق الصين هدفها الاقتصادي الذي وضعته في الخطة الخمسية الـ13، قائلا إن آفاق الصين مشرقة.