تعليق: لماذا تعتزم اليابان توسيع قواعدها العسكرية في الخارج؟

ذكرت وكالة رويترز مؤخرا إن اليابان ستستأجر أراضي إضافية العام المقبل لتوسيع قاعدتها العسكرية في جيبوتي بشرق أفريقيا. وكانت الحكومة اليابانية قد استأجرت عام 2009 بموجب قانون "محاربة القراصنة" قطعة أرض لاقامة قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية. وتعتبر أيضا أول قاعدة عسكرية يابانية في الخارج. وتم تأسيسها في يوليو عام 2011، على مساحة 12 مليون متر مربع بهدف توفير الخدمات اللوجستية لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية المشاركة في مهمة محاربة القراصنة الصوماليين.

وحول مخطط رفع من مستوى القاعدة العسكرية اليابانية في جيبوتي. أفادت صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية في وقت مبكر من عام 2015، أن الحكومة اليابانية تخطط لتوسيع قاعدة قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية في جيبوتي، وجعلها قاعدة عسكرية متعددة الأغراض في أفريقيا والشرق الاوسط. وقالت وزيرة الدفاع اليابانية تومومي خلال زيارتها الى جيبوتي في أغسطس هذا العام ، أن الحكومة اليابانية تعتزم توسيع وظائف القاعدة. ما يجعلنا نقول اليوم ، أن اليابان وضعت هذه الخطة رسميا على جدول الاعمال.

خروج القوات العسكرية

تعتزم اليابان توسيع مهمة قوات الدفاع الذاتية في ظل قانون الحماية الياباني الجديد. ووفقا لتقارير وسائل الاعلام اليابانية، ذكرت الحكومة اليابانية مرارا وتكرارا بأنه بعد توسيع القاعدة لن يقف عملها عند مكافحة القرصنة، وأنما تكون قادرة على التعامل مع الانشطة الارهابية المتكررة في منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا، وتقديم الدعم لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة. وقال لو ياو دونغ مدير مكتب دراسات الدبلوماسية في معهد البحوث اليابانى التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية ، أن هدف اليابان سواء من توسيع القاعدة أو انشاء قاعدة متعددة الوظائف قوية هو تعزيز وجودها العسكري في الخارج، وتحقيق المزيد من المشاركة في الشؤون الإقليمية والعالمية. ووفقا لتقارير ذات الصلة، أرسلت اليابان في يوليو من هذا العام ثلاث طائرات انطلقت من القاعدة العسكرية في جيبوتي للمساعدة في اجلاء المواطنيين اليابانيين اثرأعمال العنف التي وقعت في جوبا عاصمة جنوب السودان. وتعتبرهذه المرة الثانية التي تؤدي قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية مثل هذا المهام، ما يبين تعزيز قدرة قوات الدفاع الذاتية اليابانية في الخارج، والسعي اليابان الى جعل دورها اكثر أهمية في الشؤون الاقليمية ايضا. وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر موقع جيبوتي مهما جدا ، حيث تقع بين البحر الأحمر وخليج عدن ، على ساحل مضيق باب المندب، وهو محورا رئيسيا يربط بين المحيط الهندي وبحر الابيض المتوسط، وهو الجزء الخلفي الواسع لافريقيا، وأمام الشرق الاوسط، ما يجعل اهميته الاستراتيجية أمر بديهي .وقال لو:" توسيع اليابان قاعدتها العسكرية يحمي ممراتها البحرية وفي نفس الوقت يمهد الطريق لتدخلها في شؤون الأمن الافريقي والشرق الاوسط."

عولمة تحالف اليابان وأمريكا 

يرى تشو يونغ شنغ أستاذ في معهد دراسات العلاقات الدولية بالأكاديمية الدبلوماسية، أن توسيع اليابان لقاعدة العسكرية هذه المرة يشمل الزيادة في العدد والتوسيع في الموقع، ولا تجري تغيرات جوهرية في طبيعة قوتها." مضيفا، " لكن اذا تحدثنا من الناحية الاساسية، فإن اليابان تنظر الى جيبوتي كموقع استراتيجي لاقامة قواتها العسكرية." وأشار تشو يونغ شنغ الى أن اليابان تسعى الى لعب دور أكبر في منطقة المحيط الهندي ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ حتى تتماشى إلى حد ما مع الاستراتيجية الامريكية الدولية. وأن موقع جيبوتي استراتيجي هام في ساحل شرق أفريقيا، وبالتالي فإن توسع اليابان لقواعدها العسكرية تنطوي على التنسيق مع السياسة الامريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولكن ايضا نوع من السيطرة الامريكية في مضيق ملقا.وقال لو ياو دونغ: "تظهر سياسة رئيس وزراء اليابان شينزو ابي الخارجية أن توسع قوات الدفاع الذاتي اليابانية لن يقتصر على المجتمع المحلي، ولكن الخروج الى الخارج ايضا. بالاضافة الى تطوير عولمة التحالف الياباني الامريكي. مما سيخلق عواملا عدم اليقين في البيئة الامنية الاقليمية ، وهذا بحاجة الى الحذر."