الجزائر 18 أكتوبر 2016/ دعا وزير المجاهدين الجزائريين (قدامى المحاربين) الطيب زيتوني اليوم (الثلاثاء) إلى معاقبة فرنسا بسبب ما اقترفته من عمليات تقتيل وإبادة في الجزائر إبان حقبة الإستعمار التي امتدت من 1830 إلى 1962.
وقال زيتوني في حديث مع إذاعة الجزائر الحكومية إنه "يجب معاقبة فرنسا على الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري من تنكيل وتقتيل وإبادة مع العلم أنها تدعي الديمقراطية والمساواة والحرية وسيصل اليوم الذي يرفع فيه ملف معاناة الشعب الجزائري داخل مكاتب حقوق الإنسان من قبل المؤرخين".
وأوضح أن تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأخيرة التي وصف فيها المجاهدين الجزائريين إبان فترة الإحتلال الفرنسي بالإرهابيين "تتناقض مع تصريحاته السابقة خلال زيارته الرسمية للجزائر في 2012 (كان أدان فترة الإستعمار) ويبدو لي أن بعض الساسة في فرنسا ما زالوا يحنون إلى الجزائر فرنسية".
وقال إن "فرنسا معقدة من الثورة الجزائرية" ثورة التحرير من الإحتلال (نوفمبر 1954 - يوليو 1962).
وأعرب زيتوني عن أسفه لما وصلت إليه العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الآونة الأخيرة بسبب تصريحات أولاند وهو "ما يزعزع الثقة التي استطعنا نسجها بين البلدين خلال السنوات الأخيرة لحل المشاكل العالقة".
وأشار إلى أنه رغم إخطار فرنسا بوجود أكثر من ألفي (مجاهد) مفقود إبان فترة الإحتلال سواء كانوا مسجونين في مراكز التعذيب أو داخل مقرات الشرطة والدرك والجيش الفرنسي إلا أن فرنسا تتكتم عن هذه القضية.
وقال إن فرنسا تعرض في متحف من متاحفها جماجم لقادة المقاومة الجزائرية وهذه "العملية دامت أكثر من قرن ونصف وهذه الجريمة تدخل ضمن جرائم فرنسا التي لن تمحى في تاريخ الإنسانية".
وشدد على أن تصريحات الرئيس الفرنسي "ضد ثوارنا لن تزيد الجزائر إلا قوة وثباتا في مواقفها المستمدة من ثورة نوفمبر المجيدة ".
واعتبر زيتوني أن "ما أقدمت عليه فرنسا من جرائم شرسة خلال تواجدها بالجزائر طيلة 132 سنة لم تقم به أي دولة أخرى حتى النازية".
وكان وزير المجاهدين الجزائريين السابق الشريف عباس اتهم فرنسا بحرق 8 آلاف قرية جزائرية بأهلها وما فيها إبان فترة الاستعمار.