لوس انغليس 17 أكتوبر 2016 / قال أساتذة في علم الفلك إن الصين بما تملكه من تلسكوبات قوية بمقدورها إن تكون لاعبا قويا في متابعة المجرات" المفقودة" في ضوء تقديرات حديثة تقول إن الكون يضم مجرات أكثر بعشرة أضعاف مما هو شائع.
وقال تشنغ تساي، زميل هابل بجامعة كاليفورنيا، لوكالة ((شينخوا)) إن " الدليل على وجود أكثر من 10 أضعاف من المجرات غير المنظورة بالنسبة للتلسكوبات الحالية يشكل دافعا قويا لتطوير وبناء تلسكوبات الجيل التالي مثل التلسكوبات الفضائية والمرافق الأرضية العملاقة وكذا ابتكار استراتيجيات جديدة للمراقبة".
وأضاف تساي أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد كتب مؤخرا أن علم الفلك أمر حاسم لدفع التقدم العلمي والابتكار. وفي مجال المناظير المستقبلية، ستصبح الصين "لاعبا قويا".
وتوصلت دراسة حديثة أجراها فريق من علماء الفلك بقيادة كريستوفر كونسيليتشي بجامعة نوتنغهام البريطانية إلى أن عدد المجرات في الكون يزيد 10 مرات عن التقديرات السابقة. وأظهر تحليلا لصور وبيانات جمعها تلسكوب هابل الفضائي لوكالة ناسا الأمريكية إضافة الى بيانات من تلسكوبات أخرى أن هناك مجرات باهتة أو خافتة على مسافات بعيدة جدا لا يمكن رؤيتها بالمناظير الحالية.
وقال شيويه سوي جيان، الأستاذ ونائب مدير المراصد الفلكية الوطنية الصينية التابعة لأكاديمية العلوم الصينية، إن الصين تعمل على تلسكوبين جديدين " يشكلان أدوات مثالية لرصد المجرات البعيدة"، مشيرا إلى منظار بصري فضائي طوله مترين وتلسكوب بصري أرضي طوله 12 مترا.
وأضاف أن التلسكوبين هما جزء من مجموعة مشاريع فلكية كبري تنفذها الصين.
ووفقا لشيويه، فإن التلسكوب الأول سيكون محل تجربة أكثر تحديا وطموحا لمختبر الفضائي الصيني تيانغقونغ.
ومن جانبه، قال تشين شويه ليه، الأستاذ بالمراصد الفلكية الوطنية الصينية، إن حساسية هذا التلسكوب ستقارن بتلك الموجودة ضمن مراقبة تلسكوب المجال العميق لهابل وسيكون بمقدوره مراقبة جزء أكبر بكثير من السماء.
ومن المحتمل أن يبدأ بناء التلسكوب الأرضي البالغ طوله 12 مترا في عام 2019، على الأرجح في التبت، وسيكون نقطة انطلاق نحو تعاون دولي بشأن تلسكوب الـ30 مترا. والأخير هو مشروع تعاوني طموح بين الولايات المتحدة وكندا والصين والهند واليابان.
وقال ماو شو ده، الأستاذ ومدير مركز الفيزياء الفلكية بجامعة تسينغهوا الصينية، وعضو مجلس حكام تلسكوب الـ30 مترا، إن " الصين باعتبارها عضو في المرصد الدولي لتليسكوب الـ30 مترا تقدم مساهمات كبيرة فائقة التكنولوجيا لهذا المرصد العالمي الرائد".
ووفقا لماو، فإن المجرات البعيدة باهتة جدا من الأرض وربما يكون تلسكوب من فئة الـ30 مترا مثل تليسكوب الـ30 مترا ضروريا للتدقيق في الهياكل الداخلية لتلك المجرات.
ولسوء الحظ، تأخر مشروع تلسكوب الـ30 مترا كثيرا مثيرا حالة من الغموض حيال موقعه النهائي والجدول الزمني لبنائه.
ورغم ذلك، قال إدوارد ستون، المدير التنفيذي للمرصد الدولي لتلسكوب الـ30 مترا وديفيد موريسوري أستاذ الفيزياء بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا لوكالة ((شينخوا)) إنهما يواصلان التطلع الى تعاون أمريكي-صيني في الفلك والفيزياء الفلكية.
علاوة على ذلك، ذكره ستيرل فيني، أستاذ الفيزياء الفليكية النظرية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، لوكالة ((شينخوا)) إن تلسكوب جيمس ويب الفضائي قيد البناء حاليا والذي يتوقع أن يطلق في أكتوبر 2018 ربما يكشف بعض المجرات غير المنظورة في الوقت الحالي.
ولن يكون تلسكوب جيمس ويب، الذي تعمل عليه وكالة ناسا الأمريكية ووكالة الفضاء الكندية ووكالة الفضاء الأوربية بشكل مشترك، أكبر بكثير من تلسكوب هابل الفضائي فحسب، وإنما سيكون الأمثل لضوء الأشعة تحت الحمراء، ما يسمح له بالتعامل مع تأثير ظاهرة الانزياح نحو الأحمر الكوني.