تقرير اخباري: بدء مفاوضات سلام بين الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني أواخر أكتوبر

بوغوتا 10 أكتوبر 2016 /أعلنت الحكومة الكولومبية وحركة جيش التحرير الوطني (إلن)، ثاني أكبر مجموعة متمردة في البلاد، يوم الاثنين أنهما ستبدآن محادثات سلام في 27 أكتوبر.

جاء الإعلان في أعقاب إتفاق سلام أبرمته الحكومة مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، أكبر جماعة مسلحة، رفضه الشعب في استفتاء في الثاني من أكتوبر الجاري.

وقال الجانبان في بيان مشترك صدر في العاصمة الفنزويلية كاراكاس إن مفاوضات السلام مع جيش التحرير الوطني (إلن) سوف تجرى في كيتو بالإكوادور.

وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس في حديث متلفز بث بعد ظهر الاثنين " لدينا نبأ سار"، وتقدم بالشكر لنظيره الإكوادوري رافائيل كوريا لموافقته على استضافة المحادثات.

وفي لفتة طيبة من جانبها، أفرجت الحركة المتمردة عن رهينة مدني تم تسليمه إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت سابق من اليوم.

وقال رئيس وفد الصليب الأحمر في كولومبيا خريستوف هارنيتش، إن الشخص الذي أطلق سراحه في "طريقه حاليا الى أسرته وأحبابه"، عازيا نجاح العملية إلى حيادية اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحوار الصادق بين الأطراف المعنية بالنزاع المسلح.

وتعهد جيش التحرير الوطني بالإفراج عن رهينتين أخريين قبل بدء محادثات السلام.

وقال سانتوس " كان من المهم أن تبدأ عملية التحرير قبل التقدم إلى طاولة المفاوضات.

وقضي الرجل المفرج عنه نيلسون الاركون 3 أشهر في الآسر. ويعتبر ثالث رهينة تفرج عنها الحركة المتمردة في الأسبوعين الماضيين بعد الإفراج عن اثنين من المدنيين.

وأكد جيش التحرير الوطني في بيان أنه قام بتسليم 3 مدنيين خلال الأسبوعين الماضيين إلى وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وساعد جيش التحرير الوطني منذ بداية هذا العام على تحرير 14 شخصا من أيدي جماعات مسلحة، وفقا للبيان.

وقال البيان الصادر في كراكاس يوم الاثنين إن الجانبين وضعا بالفعل جدول أعمال لبحث قضايا عدة بما في ذلك مشاركة المجتمع في عملية السلام والإصلاحات الديمقراطية وتعويضات الضحايا.

ولا يبدو أن رفض اتفاق السلام مع فارك في الاستفتاء الوطني ثبط من مساعي جيش التحرير الوطني لإبرام اتفاق سلام خاص به.

وفور الإعلان عن نتائج الاستفتاء، قالت الحركة المتمردة إنها " دعت الكولومبيين الى مواصلة النضال باستماتة من أجل السلام".

وقال سانتوس " الآن نحرز تقدما مع جيش التحرير الوطني وسيكون السلام شاملا".

ويأتي هذا التطور الأحدث في عملية السلام الكولومبية بعد 3 أيام من فوز سانتوس بجائزة نوبل للسلام للعام 2016 يوم 7 أكتوبر " لجهوده الدؤوبة من أجل إنهاء الحرب الأهلية المستمرة في بلاده منذ أكثر من نصف قرن".

وبدأ سانتوس مفاوضات في هافانا استمرت 4 أعوام انتهت يتوقيع إتفاق سلام بين الحكومة الكولومبية وفارك في منتجع كارتاغينا الكولومبي الشهر الماضي.

وبعد رفض الاتفاق مع فارك، بدأ سانتوس محادثات الأسبوع الماضي مع قادة المعسكر الرافض لإتفاق السلام الجاري بحثا عن مخرج لعملية المصالحة في الدولة. حضر الاجتماع الرئيس السابق الفارو أوريبي وغيره من قادة المركز الديمقراطي، الحزب المعارض الرئيسي.

كما اتفقت الحكومة وفارك يوم الجمعة على" إقامة عملية "سريعة وفعالة" للعمل "بشكل سريع" لإنقاذ إتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بشق الأنفس.

وفي بيان مشترك، أعربت الحكومة وحركة فارك عن التزامهما باتفاق السلام، الذي تم توقيعه في 26 سبتمبر، ومعالجة الشكوك والشواغل التي أعرب عنها الكولومبيون في الاستفتاء .

وتحظى عملية السلام في كولومبيا باهتمام ودعم كبيرين من قبل المجتمع الدولي. وأشادت كوبا يوم الاثنين بإعلان بدء المفاضات بين الحكومة الكولومبية وجيش التحرير الوطني ووصفتها بأنها " خطوة جديدة باتجاه التوصل إلى سلام دائم في كولومبيا" وأعربت عن دعمها لتلك الخطوة.

وتقول تقارير إن كوبا من المتوقع أن تستضيف المرحلة الثانية من المحادثات التي ستبدأ بالإكوادور.

وبعد رفض الاستفتاء الأسبوع الماضي، حث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الأطراف المعنية على مواصلة المسار والعمل " لخلق بيئة مواتية للمناقشات السياسية التي يؤمل أن تفضي إلى ختام ناجح لعملية السلام".