بقلم بول مارتن،رئيس الوزراء السابق ووزير المالية السابق لكندا
تعتبر مجموعة العشرين منتدى دوليا رئيسيا للتعاون الاقتصادي.وقد تكونت قمة مجموعة الـ 20 بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية فى عام 2008،ما يمثل تقدما هاما في الإدارة الاقتصادية العالمية.لكن القمم السابقة لم تتمكن من كسر الركود الاقتصادي العالمي،ولم تلبي توقعات العالم الخارجي. لذا على مجموعة العشرين الآن ان تلعب دورا أكبر فى ظل عدم خروج الاقتصاد العالمي من أزمته.
ويسرنى جدا ان مجموعة العشرين تتقدم فى اتجاه صحيح حاليا بعد تولى الصين رئاستها.وقدمت الصين أداءا متميزا في تحضير قمة هانغتشو لمجموعة العشرين، حيث عملت على تعزيز التواصل مع الدول الأعضاء الأخرى،ونظمت العديد من الاجتماعات على مستوى مراكز الأبحاث والوزراء قبل افتتاح قمة هانغتشو،وأثق فى أن الصين ستستضيف دورة ناجحة لقمة الـ20.
ومن المتوقع ان تكون قمة هانغتشو لمجموعة العشرين اجتماعا فى تاريخ مجموعة العشرين.أولا،تعتبر الصين أحد الاقتصادات الأكثر أهمية في العالم،لذا فإن استضافتها للقمة ستزيد قيمة الأخيرة.ثانيا،قامت الصين بمناقشات مكثفة حول القضايا الهامة التى ستتناولها القمة،وتعاونت مع الأطراف المختلفة للتوصل إلى انجازات مثمرة تحضيرا للقمة،كما ستواصل جهودها في تعزيز تحويل الانجازات إلى الأعمال الملموسة.ثالثا، يعتقد الكثير من الناس أن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يعد وضعا طبيعيا جديد نظرا للركود الاقتصادي العالمي الحالي،فهناك توقعات عالية لقمة هانغتشو لوضع "وصفة طبية" لدفع النمو الاقتصادي العالمي.
كما يزيد ثقتنا فى هذا المجال ما قامت به الصين من استكشافات اقتصادية.فى هذا الصدد، يعتبر التحول الاقتصادي سياسة حكيمة طبقتها الصين لتعزيز النمو.وفى حالة التباطؤ الاقتصادي العالمي،يلعب الاستثمار في البنية التحتية والتعليم دورا كبيرا فى تحفيز النمو الاقتصادي.وأظهرت الصين قدراتها القيادية فى مجال البنية التحتية،ويعتبر انشاؤها للبنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية مثالا جيدا.
وإلى جانب ذلك،يجب على مجموعة العشرين ايلاء اهتمام أكثر بالقضايا الدولية التى تؤثر على التنمية الاقتصادية العالمية،ومناقشة مشكلة اللاجئين،القضايا الإفريقية،التنمية البحرية المستدامة،الفساد،تغير المناخ وغيرها من القضايا خلال قمة الـ20.ان حل هذه القضايا يتطلب إعطاء الاهتمام والدعم للمؤسسات الدولية متعددة الأطراف الأخرى،بما فى ذلك صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما.
وتعتبر دعوة الصين قادة مصر وتشاد والسنغال والدول الافريقية الأخرى لحضور قمة هانغتشو لمجموعة العشرين قرارا جيدا.ويجب علينا الاهتمام بقضايا التنمية فى افريقيا،لأن الأفارقة هم الأصغر سنا فى العالم،وإتاحة الفرص لهم سيفيد جميع الناس فى العالم.وتتمتع الصين بنفوذ كبير فى افريقيا،ويمكنها ان تلعب دورا مهما وواسعا فى هذا المجال.
كانت الأمنية الأصلية لعقد قمة الـ20 هى التغلب على التحديات التى يواجهها الاقتصاد العالمي.لكن التوافقات التى تم التوصل إليها خلال الدورات السابقة للقمة لم تشهد امتثالا وتنفيذا تاما.وأتوقع ان تحقق القمة المرتقبة التى ستستضيفها الصين فى مدينة هانغتشو نجاحا كبيرا،وأثق فى ان الصين قادرة على قيادة الأطراف المختلفة لايجاد حلول للمشاكل المتعلقة. كما أتطلع إلى تعزيز التعاون الصيني الكندي فى مختلف المجالات.