دمشق 26 أغسطس 2016 / شعر الجنود السوريون يوم الجمعة بنشوة النصر، عندما سلم مقاتلو المعارضة المسلحة أسلحتهم الثقيلة، وصعدوا بحافلات أقلتهم من أهم معقل لهم في داريا بجنوب غرب العاصمة دمشق، بموجب اتفاق بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة.
ورفع الجنود السوريون بنادقهم عاليا، وهم يهتفون بصوت عال بحياة الجيش السوري، عندما مرت الحافلات تقل المسلحين إلى ريف دمشق، وقسم منهم إلى محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق.
وقال قائد ميداني في تصريح للصحفيين في مدينة داريا إن "ما حدث في داريا هو انتصار حقيقي للجيش السوري على الإرهاب ، جاء بعد قتال دام أكثر من أربع سنوات"، مشيرا إلى أن هذا الانتصار أتى بعد أن سيطر الجيش السوري على 25 كتلة من الأبنية في داريا قبل أيام.
في رحلة نظمتها الحكومة السورية للصحفيين لداريا من بينها وكالة أنباء ((شينخوا))، اجتمع ضابط في الجيش السوري بالصحفيين الذين التفوا حوله، قائلا "لقد كنت أنتظر بفارغ الصبر لحظة إعلان تحرير داريا من الإرهاب".
وكانت سيارات الإسعاف دخلت منذ ساعات الصباح الباكر إلى مدينة داريا بهدف تقديم الدعم الطبي، وإخلاء الجرحى والمصابين من داخل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
وقال جندي سوري في مدينة داريا إن المتمردين أخيرا "خرجوا من مدين داريا، وقبلوا التفاوض وأعلنوا انسحابهم من البلدة باتجاه إدلب.
وخرجت في وقت سابق يوم الجمعة أول دفعة من المدنيين والمسلحين على متن حافلات من مدينة داريا مستهل عملية لإجلاء نحو خمسة آلاف شخص من المدينة المحاصرة وإخلائها بموجب الاتفاق المبرم بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) يوم الجمعة إنه "تم البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق"، موضحة أن هذه المرحلة تضمنت "إخراج جزء من الأهالي إلى مراكز إقامة مؤقتة بريف دمشق و300 مسلح مع أسرهم باتجاه مدينة إدلب" التي تسيطر عليها فصائل مسلحة.
ويقضي الاتفاق بخروج 700 مسلح من داريا إلى مدينة إدلب بعد "تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة" إلى الجيش السوري، وخروج 4000 مدني إلى مراكز إقامة مؤقتة في عدة مناطق في دمشق وريفها.
وقال مصدر عسكري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إنه "غادرت اليوم 10 حافلات كبيرة من داريا، خمسة منها تقل 270 شخصا من مقاتلي المعارضة المسلحة وأسرهم غادروا باتجاه محافظة إدلب. وقامت خمس حافلات أخرى تقل 315 مدنيا، الذين نقلوا إلى مراكز الإيواء في مدينة الحرجلة بريف دمشق الجنوبي الشرقي.
وعند مرور الحافلات التي أمنتها الحكومة السورية بشوارع داريا عند مدخل البلدة والذي يسيطر عليها الجيش السوري، هتف الجنود السوريون بصوت عال "الله وسوريا وبشار وبس"، في إشارة إلى انتصار الجيش السوري على مقاتلي المعارضة المسلحة.
يشار أنه خسر الجيش السوري خلال السنين الأولى من الحرب السورية، مساحات واسعة من الأراضي ، وسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة بينها تنظيم جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش ).
ولكن استطاع الجيش السوري أن يقلب موزين القوى عندما تدخل حزب الله اللبناني وسلاح الطيران الروسي وراح الجيش السوري يتقدم بشكل ملحوظ في أرياف دمشق وحلب وحمص وحماة.
وسيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على مدينة داريا التي تقع في منطقة الغوطة الغربية لدمشق على مقربة من قاعدة جوية عسكرية كبيرة من المزة، عام 2012 بعد أن انسحب الجيش السوري منها، وكانت تدور معارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة المسلحة بشكل شبه يومي.
وفي الآونة الأخيرة، عادت داريا تحت الأضواء عندما بدأ الناس في دمشق يسمعون دوي الانفجارات ، بعد أن تجددت الاشتباكات والقصف من قبل الجيش السوري.