باريس 25 أغسطس 2016 /أدى حظر ارتداء البوركينى فى الشواطئ الفرنسية- وهو لباس السباحة الإسلامى الذى يغطى الجسد بكامله- إلى إثارة الجدل فى فرنسا بين مؤيدى الإجراء الذى تم تبنيه مؤخرا ومعارضيه.
وأدى الجدل السياسى خلال الأسابيع الأخيرة إلى إطلاق فيض من التعليقات التى وصلت إلى حد الكشف عن شقاق فى معسكر الحزب الاشتراكى الحاكم قبل انتخابات الرئاسة فى 2017.
ففى منتصف أغسطس الجارى، قامت بعض البلدات الساحلية بتطبيق حظر ارتداء البوركينى، لباس السباحة الذى لا يُظهر سوى الوجه والكفين والقدمين، حيث جاء تطبيق الحظر فى أعقاب نشوب شجار بين بعض الأسر المسلمة ومجموعة من شباب مدينة سيسكو فى كورسيكا.
وبدأت القضية تتخذ طابعا جدليا عقب نشر صور على مواقع التواصل الاجتماعى ظهر فيها رجال الشرطة المسلحة وهم يأمرون سيدة مسلمة على شاطئ مدينة نيس فى ساحل الريفييرا بخلع البوركينى.
فى السياق ذاته، قامت الشرطة بتغريم سيدة على أحد شواطئ مدينة كان لارتدائها زيا يغطى جسدها بالكامل بالاضافة إلى غطاء للرأس.
وفى اجتماع لزعماء الحزب الاشتراكى الأوروبى فى شمال وسط فرنسا، حث الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند "الجميع على احترام القواعد دون استفزاز الآخرين أو الصاق وصمة بهم".
وفى حديث إلى إحدى المحطات المحلية، قالت وزيرة التعليم الفرنسية نجاة ولد بلقاسم إن "إنتشار معارضة ارتداء البوركينى أمر غير مرغوب فيه"، مؤكدة على أن تلك القرارات بحظر البوركينى "تؤدى إلى تزايد السلوك غير المرغوب فيه تجاه من يرتدونه وإلى إثارة نزعات العنصرية فى المجتمع."
وتابعت بلقاسم "لا توجد علاقة بين الهجمات الإرهابية لتنظيم الدولة الاسلامية والملابس التى ترتديها المرأة على الشواطئ".
أما وزيرة الصحة ماريسول تورين، فقد قالت فى تغريدة لها عبر تويتر "إن العلمانية لا تعنى رفض الدين، بل هي تضمن الحرية الشخصية والجماعية. لا يمكن، ولا يجب، أن تصبح العلمانية رأس الحربة الذى يشق التماسك فى بلادنا."
وفى رد حاد منه على نقاد يعتبرون حظر البوركينى تهميشا للمجتمع الاسلامى فى فرنسا، دافع رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس عن قرار حظر البوركينى واعتبر ذلك مفيدا "لمحاربة الاسلام المتطرف، وتلك الرموز الدينية التى تتسرب إلى الأماكن العامة."
وقال فالس فى حديثه إلى إحدى القنوات الأخبارية "بالنسبة لى، يمثل البوركينى نوعا من استعباد المرأة."
وفى المعسكر اليمينى، قال الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى فى حديثه إلى صحيفة لو فيجارو "إرتداء البوركينى تصرف سياسى، بل تصرف قتالى، واستفزاز. إن النساء الذين يرتدين البوركينى يضعون الجمهورية الفرنسية فى اختبار."
وفى اجتماع طارئ مع وزير الداخلية الفرنسى برنارد كازينوف، أعرب أنور كبييش رئيس المجلس الفرنسى للدين الاسلامية أمس الأربعاء عن "أسفه وقلقه العميقين إزاء الاتجاه الذى يتخذه النقاش العام حول البوركينى."
وقال "فى تلك الأجواء التى تأتى عقب تعرض فرنسا للهجمات الارهابية، نحن نحتاج إلى التسامح وتخفيف حدة التوتر أكثر من أى وقت مضى، ونحتاج أن نبتعد عن إلصاق وصمة بالآخرين".
جدير بالذكر أن الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان تقيم دعوى استئناف ضد قرار بلدة فيلينوف لوبيه بحظر ارتداء البوركينى. وسوف تقوم المحكمة الإدارية العليا غدا الجمعة بإصدار الحكم فى الابقاء على قرار الحظر أو تعليقه.