الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخبارى: المرسم.. مركز ثقافي يعيد البسمة لأطفال غزة بالموسيقي والرسم

2016:08:02.09:13    حجم الخط    اطبع

غزة أول أغسطس 2016 /تعزف الطفلة صبا السراج (11 عاما) ألحانا تراثية باستخدام آلة العود الشرقية محاولة نسيان واقع قطاع غزة الصعب من حصار وحروب مر بها سكانه.

وتحرص صبا على التوجه إلى مركز ثقافي في مدينة غزة و هو يحمل إسم "المرسم" يوما بعد يوم لصقل موهبتها الفنية حيث أصبحت بفضل الدروس التي تتلقاها أكثر براعة في العزف.

وتقول صبا وهي تحتضن العود بين ذراعيها لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها تحلم بإتقان العزف على العود والانتقال إلى آلات موسيقية أخرى مستقبلا لتحقيق حلمها بالاحتراف.

وتشير صبا، إلى أنها اختارت بدء رحلتها مع الموسيقي بآلة العود لأنها متعلقة بها منذ السنوات الأولى لوعيها على الحياة، إضافة إلى أنها وأفراد عائلتها "يعشقون" سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم، وتحب عزف ألحان أغانيها.

وتنخرط صبا إضافة إلى العديد من الأطفال في دورات تعلم الموسيقي في مركز "المرسم" للفنون الجميلة الذي يعد الأول من نوعه في قطاع غزة، وكان تم افتتاحه قبل أربعة أعوام.

وحظي المركز الذي يقدم فيه مختصون دروسا في تعليم العزف على آلات العود والجيتار والبيانو بإقبال متزايد أخيرا، بحسب القائمين عليه، رغبة من ذوي الأطفال بأن يوفرا لهم فرصة للهروب من واقع ما عايشوه خاصة جولات العنف المتكررة وتعقيدات الحياة في غزة.

وفي ركن مجاور داخل المركز تبرز ريشة وألوان بأيدي مجموعات أخرى من الأطفال في مسعى لاستبدال صور الأمس بما فيها من مصاعب بأخرى تنبض بحياة متعددة الألوان.

ويعمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ثمانية الى 16 عاما على تشكيل لوحات بألوان زاهية ومتعددة تنطلق من مواهبهم التي تعمل الفنانة التشكيلية رشا أبو زايد منشئة المركز على صقلها وتطويرها.

وتقول أبو زايد في نهاية العشرينيات من عمرها والحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة ل((شينخوا))، إنها أنشأت المركز مع زوجها الذي يتولى أمور الإدارة فيه بجهد وتمويل ذاتي.

ويختص المركز، بحسب أبو زايد، في تقديم دورات تعليم الفن التشكيلي بمختلف أنواعه والموسيقي، كما أنه يوفر فرصا للأطفال للمشاركة في دورات وورش عمل ومعارض متعددة.

وتوضح أن فكرة إنشاء المركز انطلقت من أن عددا كبيرا من أطفال غزة لديهم مواهب الرسم وحب تعلم الموسيقي لكن لا يوجد أماكن مختصة لتنميتها وتطويرها.

وتشير أبو زايد، إلى أن جزءا رئيسيا من أهداف المركز يقوم على السعي لتغيير الأجواء لأطفال غزة وإخراجهم ولو قليلا من "الكبت" جراء الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة.

ويطلب المركز دفع رسوم اشتراك أشبه بالرمزية من عائلات الأطفال لتشجيعهم على تسجيل أبنائهم والمواظبة على تلقي الدورات فيه.

ويعاني قطاع غزة من تدهور اقتصادي مستمر جراء حصار مشدد تفرضه إسرائيل عليه منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقوة على الأوضاع فيه.

ودفعت سنوات الحصار إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وسبق أن حذرت جماعات حقوقية من وصول آلاف العائلات في غزة إلى المستويات الأشد فقرا مع اعتمادهم على المساعدات الإغاثية والمعونات مع وصول معدل دخل الفرد اليومي إلى قرابة 2 دولار.

وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

ويسعى القائمون على "المرسم" إلى "إفراغ الحزن الكامن بدواخل الأطفال الملتحقين في دوراته بمعزوفات ولوحات تؤسس لمعاني غير التي اعتادوا عليها" بحسب ما يقولون.

وينبه المدربون في المركز إلى أن أطفال غزة "عايشوا الكثير من الحرمان وكبروا على الحروب والحصار والكبت والانغلاق، فيما يعمل التعلق بالموسيقي والرسم على تفريغ همومهم ".

وتفضل الطفلة زينة الهندي (9 أعوام) إحدى المشاركات في دورات الفنون الجميلة، رسم حدائق خضراء تضم أنواع متنوعة من الأشجار والزهور زاهية الألوان.

وتقول زينة بنبرات متحفزة، إنها تشعر بإشراقة حياة جميلة عند إتمام كل لوحة، وبدء مشروع رسم أخرى ما يرفع معنوياتها ويزيد من ثقتها بنفسها أكثر.

أما زميلتها ميمنة جرادة (12 عاما)، فإنها تطمح أن تصبح مستقبلا مصممة أزياء، وذلك هدف دفعها لتعلم الفنون الجميلة لإتقان الرسم والتعامل مع الألوان المختلفة لتطوير موهبتها.

وفيما يلتقي الرسم مع الموسيقي لدى الأطفال الملتحقين في "المرسم"، فإنه يوفر فرصة نادرة لهم للتحليق بمشاعرهم في فضاء خال من المشكلات في توليفة فنية تبرز الكثير من المواهب وسط ما يقاسوه من هموم.

ويطمح القائمون على المركز إلى توسيع مجال عمله لتقديم مزيد من فرص التطور لأطفال غزة غير أن ذلك يحتاج إلى التغلب على عقبات تتعلق معظمها بشح التمويل المالي. /نهاية الخبر/

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×