واشنطن أول يونيو 2016 / أكد سفير الصين لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي يوم الأربعاء أن العلاقات الصينية - الأمريكية بالغة الأهمية لدرجة أنه لا ينبغي أن يُسمح لقضية بحر الصين الجنوبي باختطافها.
وفي مقال رأي نشر على موقع ((بلومبرغ دوت كوم))، أشار تسوي إلى أن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان مصالح هامة، ولديهما "إمكانات كبيرة للتعاون".
وكتب يقول "قد تكون بيننا خلافات رئيسية،ولكننا نتقاسم أيضا مصالح هامة، تشمل الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، ودعم حرية الملاحة والتحليق وفقا للقانون الدولي، وتسوية النزاعات عبر المفاوضات السلمية والحوار الدبلوماسي".
وأضاف قائلا "يجب ألا تصبح المنطقة ساحة تنافس بين الصين والولايات المتحدة".
وأشار تسوي إلى أن بعض المفاهيم في الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول سياسة الصين ونواياها في المنطقة "ليست في محلها".
وأكد تسوي أن "المهمة الملحة تكمن في فهم الحقائق ونوايا الصين بشكل صحيح من أجل تفادى خطر حقيقي وعواقب وخيمة نتيجة إساءة التفسير وإساءة التقدير".
وقال السفير إن الصين تؤمن بأنها لم تفعل أي شيء سوى الحفاظ على والدفاع عن مطالباتها المشروعة بالسيادة على أراضي وحقوقها البحرية في بحر الصين الجنوبي، وإن أنشطة الاستصلاح والبناء التي تقوم بها مخصصة في الأساس للأغراض المدنية والصالح العام.
ودحض الاتهامات الأمريكية ضد الصين بشأن ما يسمى بـ"عسكرة" المنطقة، قائلا إنه لا توجد سوى "منشآت دفاع محدودة" على الجزر والنتوءات الصخرية الخاضعة لسيطرة الصين منذ زمن بعيد.
وحذر تسوي قائلا "نرى أن ما أدلت به الولايات المتحدة مؤخرا من تصريحات وما قامت به من عمليات نشر عسكرية كان لهما تأثير في تصعيد التوتر بالمنطقة. وفي حال عدم كبحهما، سيبرز خطر العسكرة الشديد الذي نأمل جميعا في تفاديه".
وحول قضية التحكيم التي طرحتها الفلبين بشكل أحادي الجانب، انتقد تسوي الولايات المتحدة لسعيها إلى استخدام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ضد الصين فيما ترفض هي نفسها المصادقة على الاتفاقية.
وقال تسوي إن مفهوم "حرية الملاحة " يستخدم بشكل متكرر لتبرير التحركات التي تقوم بها الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، واصفا إياه بأنه "مفارقة أخرى".
وأضاف أن الولايات المتحدة استخدمت عمليات "حرية الملاحة " لتحدى المفهوم المنصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، اعتقادا منها بأن أحكام الاتفاقية قد تقيد قدرة قواتها البحرية على التحرك بحرية حول العالم.
وأعرب تسوي عن قلقه الأكبر والمتمثل في أن سياسة الصين في بحر الصين الجنوبي قد أسيء فهمها على نحو جسيم واعتبارها تحرك إستراتيجي يهدف إلى تحدى هيمنة الولايات المتحدة في منطقة آسيا-الباسيفيك والعالم.
وأكد تسوي أن "الصين تسعى جاهدة باستمرار إلى تحقيق تعاون إقليمي،إننا نحترم الوجود التقليدي والمصالح الشرعية لأمريكا في منطقة آسيا-الباسيفيك. والحقيقة تكمن في أن الصين ليست هي من يحاول إخراج أي طرف، وإنما ثمة محاولات لإنكار المصالح المشروعة والموسعة للصين في منطقتها".
وقال إن الصين تدعو منذ زمن إلى إجراء مفاوضات سلمية ومباشرة مع الدول المعنية لإدارة نزاعات بحر الصين الجنوبي وتسويتها في نهاية المطاف، مضيفا أن هذا الموقف لم يتغير.
ويعرب السفير الصيني عن تفاؤله إزاء العلاقات الصينية-الأمريكية ، في ضوء "النبأ الطيب المتمثل في أن زعيمي الصين والولايات المتحدة أبديا إرادة سياسية في إدارة خلافاتنا وجعلها تحت السيطرة".
واختتم تسوي حديثه قائلا "إننا مستمرون في الحوار. ونحن في الجانب الصيني مستعدون للعمل بأسلوب بناء -- ونأمل في أن تظهر الولايات المتحدة نفس الروح".