فوينتيس، الأرجنتين 14 مايو 2016 / تسعى الأرجنتين، التي تعد واحدة من الدول الرائدة في قطاع الإنتاج الزراعي، إلى دمج صناعتها الخاصة بتصنيع الآلات الزراعية ضمن سلاسل القيمة العالمية، وذلك بمساعدة الصين.
ويعد مصنع جيورجي واحدا من هذه المعامل المصنعة، والذي تم تأسيسه في عام 1958 من قبل الأخوين سانتوس وكوينتو جيورجي في بلدة فوينتيس في ولاية سانتا في، حيث بدأ المصنع كورشة صغيرة لتصليح الآلات ، وتطور حتى أصبح واحدا من أكبر المعامل المصنعة في البلاد المختصة بآلات البذر.
وقال أوزفالدو جيورجي، الذي تولى تطوير أعمال العائلة، إن زراعة فول الصويا أصبحت خلال العقدين الماضيين ركيزة للاقتصاد في وسط الأرجنتين، والتي رافقها أيضا في ذلك ازدهار صناعة الآلات الزراعية.
وأضاف جيورجي إن الشركة تنتج حاليا نحو 4 آلاف بذارة في السنة، معظمها لمزارع داخل البلاد، بينما كان في الماضي يتم التصنيع بشكل أساسي من أجل التصدير إلى دول مجاورة، كبوليفيا والأورغواي، وكذلك لدول بعيدة كأوكرانيا وروسيا.
مع ذلك، وفي السنوات الأخيرة، أدى معدل صرف الدولار الأمريكي أمام البيزو، إضافة إلى فرض قيود على الدولار، إلى جعل عملية التصدير أكثر صعوبة، إلا أن جيورجي أفاد أنهم لم يفقدوا الأمل لأن بإمكانهم تطوير أعمالهم من خلال مشاريع ممكنة مع شركات صينية.
وقال إنه "سيكون من المثير للاهتمام أن نكون قادرين على أن نحظى بالتكامل أو بنقل اتفاق المعرفة مع الصين، والذي من شأنه أن يكون مفيدا بشكل متبادل".
وأشار إلى الشراكة بين "آباتشي" لتصنيع الآلات وشركة شاندونغ تشانغ لين، وهي إحدى الشركات الصينية الرائدة في مجال تصنيع الآلات الزراعية، كمثال على التكامل الناجح بين الأرجنتين والصين.
وشاركت آباتشي، التي تتخذ أيضا من سانتا في مقرا لها، بخبراتها التكنولوجية في الشراكة، في حين قدمت شاندونع تشانغ لين الآلات المطلوبة من مصنعها الصيني، وقامتا سوية بتشغيل خط شاندونغ تشانغ لين-آباشي للمنتجات.
وخلال مراسم التوقيع على الاتفاقية في شهر فبراير 2015، قال مدير آباتشي، كارلوس كاستيلاني، "بالنسبة لنا، إن هذه خطوة هامة جدا في جهودنا الرامية إلى جعل الشركة عالمية، وليس فقط من النواحي الاقتصادية، بل أيضا من النواحي المعرفية والمعلوماتية، إذ أن خبراتنا، على سبيل المثال، ترتكز على 58 عاما من التواجد في هذا المجال".
ولفت خورخي كاسترو، وهو خبير في السياسة الدولية، ورئيس معهد للتخطيط الإستراتيجي، مقره في بوينس آيريس، إلى أن الأرجنتين بحاجة للانضمام إلى سلاسل القيمة العالمية، حيث أن مساعدة الصين في ذلك لا تقدر بثمن.
وقال كاسترو لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "من بين القضايا الرئيسية لتطوير اقتصاد الأرجنتين في السنوات المقبلة" هو دمج الإنتاج الصناعي في سلاسل الإنتاج العالمية، كما سبق أن فعلت البرازيل.
وأضاف كاستر أن المستثمرين الصينيين سيتطلعون خلال السنوات القليلة المقبلة إلى دمج استثماراتهم هنا في سلسلة إنتاج الأطعمة الزراعية المصممة للسوق العالمية.
وبوصفها أسواق ناشئة رئيسية، فإن الصين والأرجنتين في وضع جيد يؤهلهما لتعزيز التبادلات الثنائية والتعاون، وتقاسم فرص التنمية، والعمل معا لمواجهة التحديات المشتركة.
وتعد الصين حاليا ثاني أكبر شريك تجاري للأرجنيتن، وباعتبارها منتجة ومصدرة تقليدية للمنتجات الزراعية الأولية، فإن الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية تساعد بالفعل الصين على تعزيز أمنها الغذائي، وتأمل حاليا في زيادة صادراتها من السلع فائقة التكنولوجيا وذات القيمة المضافة إلى العملاق الآسيوي في مسعى لتحسين هيكلها الاقتصادي إلى أقصى قدر ممكن.
إلى جانب الآلات الزراعية، فإن بكين تساعد بشكل نشط الأرجنتين في تحديث وتعزيز الصناعات الإستراتيجية الأخرى، بما في ذلك قطاعات السكك الحديدية، والهندسة الهيدروليكية، والطاقة النووية.