الدوحة 12 مايو 2016 / دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم (الخميس) إلى تعزيز التعاون الصيني - العربي في قطاع سكك الحديد والموانئ والتعاون في الطاقة الانتاجية والدفع بالعملية الصناعية في الدول العربية وتعزيز الحوار بين حضارتي الجانبين.
وقال وانغ يي في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي بالدوحة اليوم إن التشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق يتطلب الجمع بين الانفتاح الصيني نحو الجهة الغربية والتوجه العربي نحو الشرق وتوظيف مزايا التكامل في الصناعة والموارد وحسن الاستفادة من فرص العملية الصناعية والحوار بين الحضارات فيما يسجل آية جديدة للصداقة الصينية العربية التاريخية.
وأضاف وانغ أن الكتب التاريخية الصينية كانت تصف عملية فتح طريق الحرير الصيني بتلمس الطريق المجهول لصعوبة هذه العملية إذ أنها لا تتطلب تجاوز حواجز طبيعية كجبال وأنهار فحسب بل تتطلب كسر حواجز اجتماعية كالتقسيم والانغلاق، أما في المسيرة الجديدة للتشارك في بناء الحزام والطريق تكون الدول المطلة على هذا الخط هي الأخرى أمام مسؤولية مهمة لتعزيز التفاهم والتعاون.
وأكد في هذا السياق على ثلاث نقاط مهمة لتعزيز التعاون الصيني العربي، أولها تعزيز الترابط والتواصل ودفع التقدم بالجناحين البري والبحري، وأوضح في هذا الصدد بأن الدول العربية تقع في منطقة التلاقي الغربي للحزام والطريق حيث كان الجمل والسفن الشراعية رمزين للتواصل الصيني العربي في الماضي واليوم لنبدلهما بالسكك الحديدية والموانئ.
وتابع أن الجانب الصيني يدعم مشاركة الشركات الصينية في بناء شركة السكك الحديدية في شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا، ويدعم إقامة موانئ توأمة بين المقاطعات الصينية المعنية والمدن العربية التي تمتلك موانئ مهمة كما يحرص الجانب الصيني على العمل سويا مع الدول العربية على دفع الترابط بين الموانئ والصناعات وتطوير موانئ ذات امكانية متميزة في المنطقة إلى قواعد متكاملة للتنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والانتاج الصناعي وفقا لنمط ميناء + حديقة صناعية.
وتشمل النقطة الثانية، بحسب وانغ، إجراء تعاون في الطاقة الانتاجية والدفع بالعملية الصناعية في الدول العربية، وبين في هذا الشأن بأن الدول العربية تتمتع بإمكانيات كامنة ضخمة للعملية الصناعية لما لها من سوق كبير يبلغ عدد السكان فيها 400 مليون نسمة ومشاريع بنية تحتية يبلغ قيمتها 4 تريليونات دولار، وفي الوقت نفسه فإن الصين تتصدر العالم من حيث كمية إنتاج 220 نوعا من المنتجات الصناعية وتمتلك معدات صناعية حديثة وعملية وتقنيات ناضجة وآمنة فيما تحافظ الصين على مزاياها التقليدية في مجالات الصلب والحديد والكهرباء وصناعة السيارات والصناعة الكيمياوية وغيرها.
ولفت إلى أن الصين تزداد تنافسيتها بشكل سريع في مجالات السكك الحديدية فائقة السرعة والكهرونووية والملاحة عبر الاقمار الصناعية والطاقة الجديدة وغيرها فيمكن للدول العربية أن تدخل مسارا سريعا لدفع العملية الصناعية بتكلفة منخفضة وانطلاقة عالية المستوى بدعم المعدات الصينية التي تجمع بين الجودة العالية والسعر المنخفض فضلا عن نقل التكنولوجيا وتدريب الأكفاء ودعم التمويل اللازم .
أما النقطة الثالثة في التعاون فهي تعزيز الحوار بين الحضارتين وتوطيد ركائز الثقافية للصداقة الصينية العربية، وذكر وزير الخارجية الصيني أن بلاده على استعداد للعمل مع الجانب العربي على حماية تنوع الحضارات ودفع الاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات والرفض سويا ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
وشدد على أن الأفكار المتطرفة لا تمثل الدين الإسلامي، وأن الجانب الصيني يهتم بدور التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ويدعو إلى التعاون لاقتلاع التطرف والتصدي للأفكار المتطرفة والتحريض الديني بما يكرس سويا طاقة إيجابية للدين الإسلامي الذي يدعو إلى السلام والوئام والمعرفة واقتلاع التطرف.