غزة 10 مايو 2016 / أعلن نائب رئيس الوزراء وزير خارجية بلجيكا ديدييه ريندرز اليوم (الثلاثاء)، أن بلاده اقترحت استضافة مؤتمر اقتصادي بحضور ممثلين عن الفلسطينيين وإسرائيل لدعم إيجاد شراكة اقتصادية.
وقال ريندرز خلال مؤتمر صحفي له في مدينة غزة "قدمنا فكرة بالدعوة لمؤتمر اقتصادي يعقد في بروكسل بحضور ممثلين عن الجانبين الفلسطيني من قطاع غزة ومن إسرائيل".
وأضاف أن فكرة المؤتمر هي "الاهتمام بتنشيط الاقتصاد والتجارة لأن المنطقة يجب أن لا تعتمد على الدعم الإنساني فقط لأن ما نحتاج إليه إلى جانب المساعدات الدولية هو دعم اقتصادي لشراكة اقتصادية حقيقية".
ولم يحدد ريندرز موعدا لعقد المؤتمر المذكور أو موقف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منه، لكنه أكد أن بلاده ستواصل النقاشات مع الأطراف المعنية بشأن ذلك.
وعقد المسؤول البلجيكي مؤتمره الصحفي في منطقة (الشجاعية) شرق مدينة غزة بعد قيامه بجولة تفقدية والاطلاع على منازل دمرت في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014.
وقال بهذا الصدد "بعد الدمار الكبير الذي حدث في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة كان من المهم أن نأتي إلى هنا لنرى حجمه وكذلك لرؤية العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة وغيرها في بناء المنازل الكثيرة والمدارس".
وأضاف "عملية إعادة البناء في غزة تسير بوتيرة بطيئة جدا، ونحن جئنا إلى هنا لنرى ما يمكن أن نفعله لتسريع وتيرتها مع تأكيد الحاجة إلى توفير الأموال المطلوبة وفتح الباب أمام إدخال مواد البناء".
وذكر ريندرز، أنه قدم طلبا رسميا إلى الحكومة الإسرائيلية لإدخال جميع المواد البناء المطلوبة لإعادة إعمار قطاع غزة خاصة لبناء كل المنازل التي دمرت في الهجوم الإسرائيلي الأخير بأسرع وقت ممكن.
وأشار إلى أن إعادة إعمار غزة يجب أن تشمل بناء المنشآت التي تعنى بالمياه والكهرباء والمدارس والأمور الأخرى "لأن ذلك من حق سكان قطاع غزة".
وأوضح أنه التقى بالعديد من المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء آخرين وطلب منهم رسميا السماح بفتح الباب لإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.
كما نوه المسؤول البلجيكي، إلى أن بلاده تعمل مع السلطة الفلسطينية لتسريع إعادة إعمار غزة، معربا عن أمله بأن يعود إلى القطاع خلال شهر لرؤية تقدم يحدث على صعيد إعمار غزة.
وشنت إسرائيل هجوما عسكريا واسعا على قطاع غزة لمدة 50 يوما في شهري يوليو وأغسطس عام 2014 هدم خلاله عشرات آلاف المنازل السكنية بشكل كلي وجزئي وأدى لدمار هائل في البني التحتية للقطاع.
واشتكى مسؤولون فلسطينيون مرارا من أن ما وصل من تعهدات دولية لدعم عمليات إعمار قطاع غزة يقتصر على حوالي ثلث التعهدات الإجمالية المخصصة لذلك ما تسبب في تعطيل وتأخير مشاريع الإعمار.
وكان مؤتمر دولي عقد في العاصمة المصرية القاهرة في أكتوبر 2014 لإعادة إعمار غزة، وتعهدت الدول المانحة خلاله بتقديم مبلغ 5.4 مليار دولار للفلسطينيين يخصص نصفه للإعمار.
كما أن إسرائيل أوقفت منذ مطلع أبريل الماضي إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة باستثناء المشاريع القطرية والدولية، وبررت ذلك باستيلاء جهات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على كميات منها.
وحول عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين وإسرائيل قال ريندرز "ما يهم هو أن يبدأ الحوار بين الطرفين، ونحن ندعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر لحل الدولتين".
وأضاف "ناقشت مع السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية أنه بعد عقد هذا المؤتمر يجب أن يكون هناك حوار حقيقي، ومتأكدون أن حل الدولتين هو الأفضل بحيث تكون هناك دولتان (إسرائيل وفلسطين) تعيشان بجانب بعضهما بأمن وسلام وهو ما سيسمح بالتجارة والتقدم".
وكان ريندرز اجتمع أول أمس الأحد في مدينة رام الله في الضفة الغربية مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الذي دعا الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إلى دعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وذكر بيان صدر عن مكتب الحمد الله عقب الاجتماع، أنه بحث مع المسؤول البلجيكي "تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في مجال التبادل التجاري وقطاع الصناعة والزراعة".
وحسب البيان استعرض الحمد الله "التطورات السياسية، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وجهود الحكومة في إعادة اعمار قطاع غزة".
وأكد الحمد الله ضرورة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، وتمكين الفلسطينيين من استغلال المناطق المسماة (ج) التي تشكل 64 في المائة من مساحة الضفة الغربية وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية.