دمشق أول مايو 2016 / تواصل المعارضة المسلحة لليوم العاشر على التوالي مسلسل إطلاق القذائف الصاروخية محلية الصنع، والتي تسمى باللهجة العامية "قذائف جهنم" والتي تسقط على الاحياء السكنية بمدينة حلب والخاضعة لسيطرة الدولة السورية.
في حين يواصل الطيران الحربي السوري شن غاراته على الأحياء ومعاقل مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب القديمة حيث يتمركز مقاتلون ينتمون لتنظيم (جبهة النصرة) فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.
ولقي اليوم (الأحد)، 6 أشخاص مصرعهم وأصيب 40 شخصا آخرون بجروح بينهم نساء وأطفال نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقها مقاتلو تنظيم (جبهة النصرة) على أحياء سكنية بمدينة حلب (شمال سوريا)، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأفادت وكالة (سانا) بأن " إرهابيين أطلقوا قذائف صاروخية على أحياء الميدان والسليمانية والسيد علي بمدينة حلب اسفرت عن استشهاد 6 اشخاص واصابة 40 آخرين " .
يشار إلى أن 25 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب عشرات الأشخاص أغلبهم من الأطفال والنساء نتيجة استهداف تنظيم (جبهة النصرة) أمس (السبت) الأحياء السكنية في حلب والواقعة تحت سيطرة الدولة السورية بعشرات القذائف الصاروخية.
من جانبه، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم استشهاد 253 مواطنا مدنيا بينهم 49 طفلا دون سن الـ 18، و31 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب.
ومن بين المجموع العام للخسائر البشرية التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، 145 شهيدا، بينهم 19 طفلا و14 مواطنة استشهدوا جراء عشرات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة في حلب القديمة، كما أسفر القصف عن دمار وأضرار مادية في العشرات من المنازل وممتلكات المواطنين والأبنية بالأحياء التي تم استهدافها، بالإضافة لإصابة العشرات من المواطنين بينهم أطفال ومواطنات بجراح متفاوتة الخطورة.
وكذلك وثق المرصد السوري استشهاد 100 مواطن مدني بينهم 27 طفلا دون سن الـ 18، و17 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، جراء سقوط عشرات القذائف محلية الصنع والقذائف الصاروخية وأسطوانات الغاز المتفجرة على أماكن سيطرة قوات النظام في أحياء بمدينة حلب، بالإضافة لإصابة العشرات بجراح متفاوتة الخطورة، من ضمنهم مواطنات وأطفال، بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات المواطنين.
وفي محافظة السويداء (جنوب سوريا) اعتصم عشرات الشبان السوريين في إحدى الساحات اليوم تضامنا مع مدينة حلب التي تتعرض لقصف بالقذائف الصاروخية.
وقال أحد المتظاهرين رفض الكشف عن اسمه لمر اسل وكالة أنباء (شينخوا) بدمشق " خرجنا اليوم في محافظة السويداء (جنوب سوريا) لنعبر عن احتجاجا لما تتعرض له مدينة حلب من قصف جائر يستهدف المدنيين "، معربا عن استنكاره لصمت المجتمع الدولي حيال الوضع المأساوي الذي تتعرض له حلب منذ عشرة ايام.
وقالت شابة متظاهرة وهي تحمل لافتة كتب عليها " كلنا حلب ... هنا السويداء .. هنا حلب " ل(شينخوا) " كفى قتلا .. كفى دمارا .. أوقفوا هذه الحرب المجنونة "، مؤكدة أنها ستظل معتصمة في إحدى ساحات السويداء إلى أن تتوقف تلك الحرب وهذه القذائف العمياء التي تحصد أروح الناس الابرياء.
وحمل المعتصمون لافتات كتب عليها " من مواطن سوري .. بأي ذنب دمرتم حلب .. انقذوا حلب " وأخرى كتب عليها " من السويداء كلنا حلب " و " أنقذوا اطفال حلب "، و " في وطني هناك من دفن اطفاله .. وهنا من دفن الفقر " و " حلب تحترق " .
وكان الاعتصام صامتا ، كما خرجت تظاهرة اخرى مساء اليوم اشعلت فيها شموعا حدادا على ارواح الضحايا الذي سقطوا في القصف العشوائي لاحياء مدينة حلب.
وتتعرض مدينة حلب ثأني أكبر المدن السورية، والعاصمة الاقتصادية لسوريا قبل نشوب الأزمة في مارس العام 2011، لقصف مكثف بالقذائف الصاروخية، وسط صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث هناك، وسقوط مئات القتلى والجرحى معظمهم أطفال ونساء.