اختتمت يوم 22 مارس الجاري فعاليات الدورة الثانية والعشرين من معرض القاهرة الدولي للسيارات. وكانت المركبات "صنع في الصين" واحدة من ابرز المركبات المعروضة. وفي ظل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، يزداد ولع المصريين بالسيارات الصينية بطريقة متزايدة، والمزيد من السيارات الصينية تدخل بيوت المصريين العاديين.
المزيد والمزيد من المستهلكين يختارون "صنع في الصين"
تمتلك مصر حاليا من 5 الى 7 ملايين سيارة مختلفة. من جهة، تجذب مصر باعتبارها الدولة الاكثر استهلاكا للسيارات اهتمام العديد من شركات السيارات العالمية. من جهة اخرى، يعتبر السعر العامل الاساسي عند اختيار السيارة في مصر الدولة النامية التي يعيش فيها الغالبية العظمى من فئة الدخل المنخفض والقوى الشرائية العامة منخفضة. وقد أصبحت السيارات الصينية خيارا جيدا عند المصريين لما تتميز به من التكلفة المنخفضة والنوعية الجيدة. كما أن توقعات العديد من المستهلكين في مصر من السيارات الصينية عالية، وبالمقارنة مع المركبات التجارية اليابانية، وكورية الجنوبية، والاوروبية والامريكية، فإن قدرة التنافسية للسيارات الصينية في أسعارها المنخفضة نسبيا لنفس مستوى السيارات.
وقد جذبت السيارات الصينية حشدا كبيرا من الجماهير في معرض القاهرة الدولي للسيارات هذه المرة ، منها بريليانس، تشانجآن، شيري، بيكي، جاك، وغيرها. وقد تشاور سعيد، شاب مصري مع مندوب مبيعات سيارة جاك الصينية بالقاهرة بشكل دقيق حول السيارات لانه يستعد لتبديل سيارته القديمة التي استخدمها لـ10 سنوات بسيارة جديدة، وقد اختار هذه المرة سيارة الدفع الرباعي من ماركة جاك الصينية، وقال لمراسل صحيفة الشعب اليومية :" اخترت جاك الصينية لما تتميز به من القدرة على السير في الاماكن الوعرة ، الفضاء الداخلي للسيارة واسع، قيادة وركوب مريح جدا، ولها فترة الضمان للإصلاح لمدة خمس سنوات، بالاضافة الى سعر منخفض مقارنة من العلامات التجارية للسيارات. والمزيد والمزيد من المستهلكين يختارون السيارات الصينية."
السيارات الصينية في مصر ليست في متناول الناس العاديين فقط ، وإنما أصبحت ذات شعبية كبيرة في سوق السيارات الأجرة أيضا. ووفقا للاحصاءات، 5000 سيارة أجرة في القاهرة من العلامات التجارية BYD الصينية، ومحمد بدر ، خبير في قيادة سيارة اجرة لمدة 45 عاما، استخدم انواع كثيرة من سيارات الاجرة، ويفضل اليوم قيادة سيارة BYD الصينية لما تتميز به من عملية قيادة سلسلة ومريحة جدا.
زيادة سريعة للحصة السوقية لسيارات العلامات التجارية الصينية
السيارات الصينية الصنع بدأت دخول السوق المصري منذ عام 2003، وحتى عام 2010، شهدت مبيعات السيارات الصينية في مصر زيادة بشكل كبير، وبعد ذلك، اثرت الاضطرابات في مصر على مبيعات السيارات الاجمالي وانخفض حوالي 30%. حاليا، تشهد سوق السيارات تعافيا سريعا بعد استقرار الوضع.
وقال تشانغ شوي تشانغ المدير التنفيذي والمدير العام لشركة السيارات الصينية في مصر خلال مشاركته في معرض القاهرة الدولي للسيارات، أنه في عام 2014، بلغ عدد مبيعات السنوية من السيارات في مصر حوالي 290 ألف سيارة، وبلغت نسبة حصة العلامة التجارية الصينية للسيارات في السوق المصري حوالي 15% ، وهي أعلى مما كانت عليه في الأسواق العالمية الأخرى. ولا سيما في مجال السيارات التجارية وخاصة سيارات الركوب الخفيفة، تحتل العلامات التجارية الصينية حوالي 80٪ من حصة السوق . وتعمل شركات صناعة السيارات الصينية باستمرار على إدخال نماذج سيارات تتناسب مع اللمستهلكين المصريين الى السوق المصرية. في مصر، الرسوم الجمركية لسيارة بسعة أكثر من 1.6 لتر، تبلغ 135%، وبسعة أقل من 1.6 لتر الرسوم الجمركية اقل من 40% فقط، كما أن هذا الاخير من مزايا سيارات العلامة التجارية الصينية.
في الوقت الحاضر، تشهد شبكة المبيعات والخدمة ما بعد بيع السيارات ذات العلامات التجارية الصينية في مصر توسعا مستمرا، والمزيد من الاعتراف بالعلامات التجارية الصينية من قبل الشعب المصري. وبالإضافة إلى السيارة، أصبحت قطع غيار السيارات أيضا واحدة من أبرز السلع الصينية المصدرة الى افريقيا وحتى مصر.
شركات السيارات الصينية تسعى الى توطين الانتاج
تظهر احصاءات "بوابة الأهرام"، في عام 2015، باعت مصر 279 الف سيارة بحوالي 29 مليار جنيه مصري (1 دولار يساوي 8.87 جنيه مصري). ويعتبر مصر التي يتجاوز عدد سكانها 90 مليون نسمة سوقا هاما للسيارات الصينية ، وفي نفس الوقت، بصفتها دولة هامة على طول " الحزام والطريق"، التعاون الصيني المصري يزداد عمقا في جميع المجالات. وشركات صناعة السيارات الصينية تسعى بنشاط للمزيد من التطور.
وقال تشانغ شوي تشانغ، إن عددا كبيرا من شركات السيارات الصينية تتحول تدريجيا من صادرات السيارات نحو الاستثمار في مصنع محلي. مضيفا، أن تحقيق الانتاج المحلي سيجلب النتائج الايجابية لصناعة السيارات الصينية اثنين من المزايا الهامة، أولا، الرسوم الجمركية ستكون أقل مما كانت عليه في الكثير من واردات السيارات الكاملة، ثانيا، تحقيق الانتاج المحلي يعني " صنع في مصر"، الذي يمكن التمتع بالحوافز الممنوحة من قبل الحكومة المصرية في صناعة السيارات، بالاضافة الى ذلك، يمكن للمنتجات أن تكون اكثر تناسبا مع احتياجات المستهلكين المحليين، وسيكون هناك مجال اكبر لتحسين الخدمات.
وبعد تحقيق مخطط التوطين، سيتم توسيع نطاق الخدمات المرافقة لصناعة السيارات الصينية وتاثيرها من خلال السوق المصري. حيث ستصبح مصر مستقبلا مركز تصدير وتجميع السيارات الصينية في غرب آسيا وشمال افريقيا.