بقلم: حمادة الحطاب
غزة 7 مارس 2016 / ما أن يحل الشاب الفلسطيني ناجي طلبة (20 عاما) على أي صالة للعب البلياردو في مدينة غزة حتى يلتف الرواد حول طاولته للاستمتاع بمشاهدة حركاته الاحترافية وتحكمه بالكرات التي تتحرك وكأنها تنفذ أوامره.
وما يميز طلبة الذي يمارس لعبتي البلياردو الأمريكي والسنوكر اللتين تعتمدان على التكتيك والذكاء الكبير عن غيره ممن يمارسون اللعبتين هو تقديم حركات غريبة وغير تقليدية تثير الدهشة والاستغراب.
ويقول طلبة الذي يقضي 5 ساعات في ممارسة اللعبة يوميا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سر نجاحه في إتقانها وتألقه بها يعود لعدد ساعات التدريب اليومية التي يقوم بها.
ويضيف الشاب بينما كان يفرك مضربه بالطباشور منعا لحدوث انزلاق أثناء ضربه الكرة "أن ممارسة اللعبة تعتمد على العقل وراحة البال وتتطلب عدم العجلة والتوتر".
ويوضح طلبة وهو يتنقل على جنبات الطاولة بمضربه من أجل ملاحقة الكرة الأساسية وضربها " إن اللعبة ليست سهلة لأنها تحتاج لمجهود فكري ووقت فراغ كبير وهذا لا يتوفر في أي شخص".
ويتابع الشاب الذي لا يملك فرصة عمل في ظل البطالة المتفشية في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007 "أن اللعبة كل يوم تتطور وتعليمها لا يتم في ساعات قليلة، وإنما تحتاج أياما وليالي للوصول إلى التألق والنجومية ".
ويردف طلبة أنه يشاهد مقاطع فيديو لنجوم العالم في اللعبة من أجل تعلمها وتطبيقها على أرض الواقع ولكن بطريقة مختلفة وإضافة لمساته الخاصة لها.
ويشير الشاب وهو الأكبر بين خمسة أشقاء له إلى أنه "يتلقى دعما كبيرا من عائلته وأصدقائه من أجل الاستمرار في ممارسة اللعبة حتى تحقيق طموحاته فيها".
ويقول طلبة الذي أنهكته أوضاع عائلته الاقتصادية الصعبة ويأمل أن تكون اللعبة سببا لإخراجه منها "إنه حصل على ثمانية بطولات محلية أقيمت على مستوى قطاع غزة آخرها العام الماضي مما أهله ليكون ضمن فريق المنتخب الفلسطيني للعبة".
ويلفت إلى أنه "سيشارك ضمن بعثة المنتخب الفلسطيني في بطولة ستقام في العاصمة الأردنية عمان منتصف الشهر الجاري للعبة البلياردو الأمريكي".
ويحلم طلبة، بحسب ما يقول، بالمشاركة في دورات وبطولات خارجية للوصول إلى العالمية ورفع علم فلسطين في كافة المحافل الدولية.
والبلياردو والسنوكر لعبتان من الألعاب الداخلية تلعبان على طاولة مستطيلة الشكل، ويضرب اللاعبون في هاتين اللعبتين كرة نحو مجموعة من الكرات الصغيرة الملونة بعصا طويلة تسمى كيو.
وتبدأ كل واحدة من اللعبتين بضربة كرة خاصة اسمها الكيوبول تضرب بطرف العصا، ويجب أن تضرب هذه الكرة بدورها كرة واحدة أو أكثر من الكرات الأخرى، التي يطلق عليها اسم الكرات المستهدفة، حتى يتم تسجيل النقاط.
وفي كل أنواع البلياردو تكون للطاولة فتحات تسمى الجيوب وعددها ستة.
ويستخدم اللاعبون عصا البلياردو لضرب الكرات الأخرى بكرة التهديف حتى تدخل كلها في هذه الجيوب.
وأشهر أشكال البلياردو هو: البلياردو الإنجليزي، والبلياردو الفرنسي أو الكاروم وبلياردو الجيوب، والسنوكر.
ويمكن أن يلعب شخصان أو زوجان البلياردو الإنجليزي، فيما يمكن أن يلعب شخصان أو ثلاثة بلياردو الكاروم، أما السنوكر فإنها مقصورة على لاعبين فقط، كما يمكن لشخصين أو أكثر أن يتنافسا في بلياردو الجيوب.
ودفع الشاب الذي يتمتع بموهبة كبيرة لإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أطلق عليها (الكنج ناجي طلبة عاشق البلياردو ) من أجل نشر عروضه عليها لإطلاع متابعيه وأصدقائه.
ويلاقي طلبة شعبية كبيرة لما يقدم من مهارات عالية في اللعبة وسط انبهار الحاضرين لعروضه .
ويقول الشاب هيثم عدس وهو أحد رواد صالات البلياردو ل((شينخوا))، إن ما يقوم به طلبة "شيء خارق (...) فهو يتمتع بمهارة عالية في لعبة البلياردو".
ويضيف عدس بينما كان يجلس مستمتعا بما يقدمه طلبة من عروض "أنه موهوب ولديه طاقة كبيرة بداخله وطموح يسعي لتحقيقه ولكن ينقصه الدعم والتوجيه".