بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 19 فبراير 2016 /في أجواء مفعمة بالبهجة والسعادة .. شارك الاف من المصريين والصينيين اليوم (الجمعة) الاحتفال بعيد الربيع الصيني بالقاهرة.
ففي امتزاج فريد للثقافتين الصينية - المصرية ..اقيمت احتفالية ضخمة بجزيرة المعادي بنيل القاهرة وسط حشود من المصريين والصينيين، في رسالة مهمة وواضحة على قوة ومتانة العلاقات بين الشعبين الصديقين.
وحرصت فرقة الطبول الصينية على استقبال الأسر المصرية والصينية بمدخل الجزيرة واصطحابهم بما يشبه "الزفة المصرية" في استعراض بطول الجزيرة وصولا لساحة الاحتفال.
وانتشرت الرموز الصينية المختلفة في جنبات الجزيرة، كما امتدت الخيام الصينية والأكشاك والتي احتوت على الصناعات اليدوية والتقليدية والبيئية الصينية.
وقدمت فرق الفنون الشعبية الصينية الكثير من العروض الفنية والرقصات والاستعراضات، وخاصة رقصة التنين وغيرها من الرقصات.
وحرص السفير الصيني بالقاهرة سونغ اي قوه في بداية الاحتفال على الترحيب بالحضور من المصريين والصينيين، والتأكيد على عمق العلاقات بين الجانبين.
وأكد أن العلاقات بين البلدين تشهد مرحلة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بينهما خاصة بعد قيام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بزيارة بكين مرتين وقيام الرئيس الصيني بزيارة القاهرة.
وأوضح أن هذا التقارب في العلاقات تم ترجمته من خلال رفع مستوى العلاقة بين البلدين لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، واطلاق عام الثقافة المصرية - الصينية خلال عام 2016.
وتقول تشن دونغ يون المستشارة الثقافية بالسفارة الصينية بالقاهرة "نحن نقيم هذا الاحتفال ليس فقط للجاليات الصينية وانما للشعب المصري أيضا حتى يشاركوا معنا في الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة، ويأتي وسط أجواء من السعادة".
وأضافت تشن، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه تم تقديم العديد من الفنون والحرف اليدوية والألعاب وغيرها وهناك مشاركة قوية من الأسر المصرية تابعت "وهو ما يسعدنا كثيرا" .
وأوضحت أن هناك تقاربا في العادات والتقاليد بين الصين ومصر، وأردفت قائلة " نأمل دائما مشاركة الأسر المصرية في هذه الاحتفالات حتى ندخل نوع من السعادة والفرح في قلوب المصريين والصينيين أيضا ونتمنى للدولتين والشعبين في العام الجديد التقدم والازدهار والسعادة ".
واستطردت تشن قائلة "هذا العام هناك اضافة جديدة وسعيدة فهو عام الثقافة المتبادلة بين الصين ومصر، وهو ما أضفى على هذا الحدث صفة جديدة خاصة وانه يأتي في بداية العام الثقافي".
وأشارت إلى أنه خلال هذا العام سيكون هناك أنشطة عديدة من الثقافة والتعليم والسينما وأنشطة أخرى كثيرة، وهناك ايضا برامج مكثفة للثقافة المصرية في الصين، ونأمل من خلال هذا العام أن يزداد التعارف والصداقة بين الشعبين.
وشددت تشن، على أن الثقافة جزء مهم جدا من العلاقات ليس فقط بين الحكومتين وانما أيضا بين الدولتين والشعبين، فهذا دليل على أن الصين تهتم بعلاقاتها مع مصر ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي فقط، ودلالة على ان الصين لا تسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية وانما نسعى دائما إلى النمو المشترك وتبادل الثقافات بين الشعوب.
وشهد الاحتفال اقبالا كبيرا لدرجة الازدحام الشديد على المأكولات الصينية حيث تم تقديم الكثير من المأكولات الصينية التي لاقت اقبالا واستحسانا من المصريين.
وحرص الكثير من الاسر وخاصة النساء على الاستفسار عن كيفية الطهى والمواد المستخدمة فيها، لما وجدوه من حلاوة المذاق، مؤكدين أنه "لذيذ جدا".
ويقول الدكتور ناصر عبد العال مستشار وزير السياحة المصري للأسواق الأسيوية سابقا، هذه هي الدورة السابعة من احتفالات الصينيين بعيد الربيع الصيني على أرض مصر، ويأتي ذلك في اطار مشاركتهم لشعوب العالم بالاحتفال بعيد الربيع، والترويج للثقافة الصينية وتعريف العالم بعيد الربيع الصيني.
وأضاف عبدالعال لوكالة أنباء (شينخوا)، "نحن المصريون بما لنا من حضارة قديمة وتاريخ عريق وحب لكل الشعوب في العالم نشارك الصينيين اليوم مثلما يشارك كل شعوب العالم في احتفالتهم بأعيادهم، ونحن نشارك الصينيين اليوم بأعداد كبيرة وتمتلأ جزيرة المعادي بالألاف من المصريين الذين أتوا اليوم للمشاركة في هذا الاحتفال".
وأوضح أن الاحتفال هذا العام يتوافق مع مناسبة كبيرة جدا باعتبار هذا العام هو عام الثقافة المصرية الصينية، لافتا إلى ما ذكره السفير الصيني في كلمته في افتتاح المهرجان من أن هذا العام يتميز بأمرين، الأول أن الرئيس الصيني شي جين بينغ زار مصر قبل أيام من الاحتفال بهذا العيد وتواصلت القيادتين السياسيتين في البلدين إلى ترجمة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة على أرض الواقع والامر الثاني هو عام الثقافة المصري - الصيني.
وحول استغلال مثل هذه الفعاليات في تنشيط السياحة الصينية لمصر، قال عبدالعال "السياحة الصينية على الأرض متوفرة الأن في ظل ما تمر به البلاد من وعكة سياحية واستمرار الانقطاع السياحي القادم من أوروبا وروسيا خصوصا بعد حادث الطائرة الروسية".
وأشار إلى أن هناك أعدادا كبيرة من السياح الصينيين خاصة في الأقصر وأسوان بالتزامن مع إجازات أعياد الربيع وزيادة حركة الطيران بين مصر والصين وزيادة الطيران الشارتر ومضاعفة الحركة السياحية ووصلنا إلى 115 ألف سائح صيني بنسبة زيادة عن العام السابق 95 في المائة.
ونوه بأن هناك تطورا كبيرا حدث خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصر والتي حثت الصينيين على زيارة مصر وتوافق مشاركته بالاحتفال الضخم بالأقصر مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي واجازات الربيع ما أدى لتوافد الصينيين إلى مصر، واتوقع أن نستفيد من عام الثقافة المصري - الصيني خلال عام 2016 والانشطة الثقافية التي تقام على أرض مصر وبالمثل الاحتفالات التي تقيمها مصر على أرض الصين مما يحدث رواجا سياحيا.
وأعرب عن توقعه بأن يحقق عام 2016 نحو 200 ألف سائح صيني.
من جانبها، قالت ما يينغ بشركة (هواوي) "الاحتفال بعيد الربيع اليوم جميل كدا، ولم أكن أتوقع أن يكون بهذا النجاح والاقبال الكبير، وهو أفضل بكثير من الاحتفالات التي اقيمت في السنوات الماضية.
وأضافت ما، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن هذا العام تميز عن الأعوام السابقة بالمشاركة الكبيرة من الجانب المصري أكثر من اي عام، ووجود أطعمة صينية بنوعيات كثيرة وبكميات أكبر لتعريف الشعب المصري بالأكلات الصينية.
وأعربت عن سعادتها البالغة بتجاوب المصريين اليوم مع الصينيين واصبحت أكثر قناعة أن اللغة الصينية ستنتشر في مصر بشكل أفضل بكثير، كما أن هناك تجاوبا متبادلا بين الأغاني الصينية والمصرية من الجانبين.
أما محمد ناصر 22 سنة مضيف جوي، فأكد أن الاحتفال كان جيد جدا ومعبرا عن الثقافة الصينية.
وأعرب عن أمله في أن تتعرف الناس أكثر على الثقافة والهوية الصينية، معربا عن اعتقاده بأن هذه الاحتفالية استطاعت تعريف المصريين بالثقافة الصينية وأن لها تأثيرا ايجابيا على المصريين، وخلقت نوعا من الشغف لدى المصريين للتعرف على الثقافة الصينية.
وتحتفل الصين هذا العام بعام "القرد" حسب التقويم الصيني، وقد انتشر شباب في ارجاء الاحتفال يلبسون أقنعة القرد في إشارة إلى السنة الصينية الجديدة، وحرص المصريون على التقاط الصور التذكارية معهم.
كما انتشرت الرموز والفوانيس الصينية والبنرات التي تعبر عن عمق العلاقات المصرية - الصينية.