اتساق نتائج زيارة الرئيس شي مع الوثيقة
التقى الرئيس شي خلال زيارته للمنطقة العربية بزعيمي السعودية ومصر، وفي القاهرة خاطب الأمين العام للجامعة العربية وممثلي الدول الأعضاء في الجامعة، ما يعني أن الخطاب كان عاماً لجميع الدول العربية. وقد جاءت محاور محادثات الرئيس شي ومخاطبته لجميع الدول العربية من مقر الجامعة متسقة مع مبادئ وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، مثل التأكيد على الصداقة والتقارب والمحبة التي أتاحت للتبادلات أن تجاوز حواجز المكان والزمان، بين الأمتين الصينية والعربية، والمشاركة في السراء والضراء في النضال من أجل الاستقلال الوطني، والتضامن والتساند في مسيرة البناء، والثقة الثابتة التي لا تنكسر.
كما أشار الرئيس شي إلى أن المحيط الاقليمي الذي توجد فيه الدول العربية وبرغم ما يتمتع به من إمكانيات، لا يزال يواجه ويلات الحرب والصراع حتى اليوم، وقال إن هذا يؤلمنا بل ويجعلنا أن نتساءل إلى أين تتجه هذه المنطقة؟
وأقترح الرئيس شي العديد من الحلول لإنهاء أزمات المنطقة، من ذلك تسوية الخلافات بتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف المتنازعة التي يجب تمضي في الحوار لإيجاد القاسم المشترك وتركيز الجهود على دفع الحل السياسي. ويجب على المجتمع الدولي احترام إرادة ودور أصحاب الشأن والدول المجاورة والمنظمات الإقليمية، بدلا من فرض حلول من الخارج.
ودعا أصدقائه العرب إلى المُضي قدما في دفع عجلة التنمية، وذلك باعتبار أن جميع الأسباب التي أدت إلى الاضطرابات والتوترات الحالية في الشرق الأوسط ترتبط في الأساس بالتنمية، ولا مفر من احتوائها إلا من باب التنمية في نهاية المطاف.
وبموازاة ذلك، أشار إلى أن جامعة الدول العربية تجسد وحدة الدول العربية وتضامنها، وأن دورها في الحفاظ على الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الفلسطيني يمثل رسالة مشرفة تتحملها الجامعة، وهذا الأمر هو مسؤولية مشتركة ملقاة على عاتق المجتمع الدولي ككل. مؤكدا أنه لا يجوز تهميش القضية الفلسطينية و"وضعها في الزاوية المنسية." فهي قضية حيوية بالنسبة للسلام في الشرق الأوسط.
ونبه الرئيس شي المجتمع الدولي أنه إذا أراد تهدئة الوضع في المنطقة، فيجب عليه استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية وتنفيذ اتفاقيات السلام من جهة، والالتزام بالعدل والعدالة من جهة أخرى، وقال أوجه ندائي إلى المجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام سياسيا وتدعيم عملية إعادة الإعمار اقتصاديا، بما يمكن الشعب الفلسطيني من رؤية نور الأمل في يوم مبكر."
وجدد رؤية الصين بدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ودعم مطالب الفلسطينيين المشروعة بالانضمام إلى المجتمع الدولي بصفة دولة، ودعم إقامة آليات جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، ودعم الجهود المبذولة من قبل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في هذا الصدد.
وأعلن أن الصين ستقدم مساعدات قيمتها 50 مليون يوان صيني إلى الجانب الفلسطيني لتحسين معيشة الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم لمشروع المحطة الكهرو شمسية في فلسطين.
وبالنسبة للوضع في سوريا قال الرئيس شي إن الشعب هو المتضرر الأول والأخير وإن الأولوية الملحة لتسوية القضية هي وقف إطلاق النار، والطريق الأساسي لها هو الحوار السياسي، وبموازاة ذلك إطلاق أعمال الإغاثة الإنسانية دون تأخير. وأعلن أن الصين ستقدم هذا العام مساعدات إنسانية جديدة إلى لكل من سوريا والأردن ولبنان وليبيا واليمن بقيمة 230 مليون يوان صيني.
إن تحديات تحقيق الاستقرار الاقليمي بالنسبة للدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها وامتصاص الصدمات الطارئة ومواجهة التحديات الماثلة، يُحتم عليها التعاون مع الصين التي تحرص على اقامة شراكات استراتيجية مع جميع دول العالم تقوم على المساواة والعدالة. وقد جاءت هذه الوثيقة لتكون التزاما مكتوبا من الجانب الصيني على مدى صدق نواياها في التعاون المتكافئ مع الدول العربية.