بكين 21 يناير 2016 / يعتبر 2016عاما في غاية الأهمية للتبادلات الثقافية بين الصين ومصر، إذ أن فعاليات العام الثقافي الصيني- المصري ستنطلق مساء اليوم (الخميس) من مدينة الأقصر المصرية العريقة التي ستشهد حفلا أسطوريا سيحضره كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليكون ذلك إيذانا بأن تسطع أضواء عام التبادلات الثقافية هذا طوال العام.
إن حضور الرئيس شي، الذي يقوم بزيارة دولة لمصر تعتبر الأولى لرئيس صيني إلى مصر منذ 12عاما، مع نظيره المصري لهذا الحفل يؤكد على متانة وقوة العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وخاصة العلاقات الثقافية بين الشعبين الصديقين الصيني والمصري.
وبالفعل، لاقى العام الثقافي الصيني- المصري اهتماما من رئيسي البلدين، حيث رحب الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في "البيان المشترك للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية" الذي وقعاه خلال زيارة السيسي إلى الصين في ديسمبر عام 2014، رحبا بخطة العام الثقافي الصيني- المصري.
واتفق الجانبان في البيان على تبادل زيارات الوفود الثقافية واعتبار 2016 عاما للثقافة المصرية في الصين وللثقافة الصينية في مصر، وحرصا على إنشاء آلية اللجنة الثقافية المشتركة بين البلدين.
وبصفته المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، زار وزير الثقافة الصيني لوه شو قانغ في أغسطس عام 2015مصر، ووقع مع نظيره المصري مذكرة تفاهم حول إقامة العام الثقافي في كل من البلدين، حيث قال لوه إن العلاقات الثقافية هي علاقات أكثر استدامة ومتانة بين الدول والشعوب.
إن الصين ومصر دولتان تذخران بحضارة عريقة، وتعتبر مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، شهدت التبادلات الثقافية بين البلدين تطورا مستمرا وصارت من أهم أوجه العلاقات بين البلدين ولعبت دوراً هاماً في تعزيز التفاهم والصداقة والتعاون بين الشعبين.
علاوة على ذلك، تعد مصر أول دولة عربية توقع اتفاقا ثقافيا مع الصين، وتكللت جهود البلدين بتوقيع ست اتفاقيات ثقافية تنفيذية بينهما. علاوة على ذلك، تم تأسيس المركز الثقافي الصيني بالقاهرة عام 2002ليصبح أول مركز ثقافي كبير تؤسسه الحكومة الصينية خارج البلاد.
وقالت تشن دونغ يون، المستشارة الثقافية بالسفارة الصينية لدى مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة في مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن إقامة العام الثقافي الصيني المصري 2016 ذات أهمية عابرة للعصور، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتعاون فيها الصين ومصر لإقامة عام ثقافي، كما إنها المرة الأولى التي تقيم فيها الصين عاما ثقافيا مشتركا مع الدول العربية.
وأضافت تشن أن التبادلات الثقافية بين الصين ومصر في عام 2016ستتسع لتشمل مزيدا من المجالات وستتطرق إلى موضوعات أرحب حيث ستمتد التبادلات الثقافية بين البلدين حتى تبلغ "الثقافة الكبرى" التي تتدرج من إقامة معارض، وعروض فنية، ومنتديات وحوارات حول مبادرة "الحزام والطريق" وحتى تعريف المصريين بعقاقير الطب الصيني التقليدي والتجارب الصينية في مجال تطوير المدن وغيرها.
وأعرب السفير المصري لدى بكين مجدي عامر خلال مقابلة خاصة أجرتها معه ((شينخوا)) مؤخرا أعرب عن ثقته بأن فعاليات العام الثقافي المصري- الصيني ستعزز معرفة الشعبين المتبادلة بثقافة وتقاليد الآخر وتعمق العلاقات الودية بينهما، لافتا إلى أن أثر الثقافة لا يقتصر على الثقافة فحسب، بل يمتد إلى مجالات أخرى مثل السياحة والتجارة عن طريق غير مباشر، وأن قيادتي وحكومتي البلدين تأملان من خلال هذا العام الثقافي في أن تنمو العلاقات الأخرى بين البلدين.
وأضاف السفير المصري أن العام الثقافي بين البلدين ليس مجرد نشاطا احتفاليا، بل حدث متعدد الوظائف سيستمر طوال العام ويضم تحت مظلته العديد من الأنشطة الثقافية التي ستقام في مدن صينية ومصرية مختلفة بشكل متزامن خلال العام الجاري وستتضمن أنواعا مختلفة من الفعاليات.
تجدر الإشارة إلى أنه ستقدم خلال حفل افتتاح العام الثقافي الصيني- المصري 2016 اليوم الخميس عروض فنية للبلدين، بما فيها عرض لعازف البيانو الصيني المشهور لانغ لانغ وعروض أخرى متعددة حيث سيقوم أكثر من 200 فنان بتقديم حفلة فنية تجسد الحوار الحضاري.
وستغطي فعاليات العام الثقافي النواحي الثقافية والسياحية والإعلامية والتعليمية والعلمية وغيرها، وتتضمن الأنشطة حفلات موسيقية وحفلات لفرق الرقص الشعبي وعروض أوبرا ومعارض حول الصناعات الثقافية ومهرجان للسينما والكتاب وورش تدريب وغيرها من المجالات الواسعة.
وقد اتفق الجانبان الصيني والمصري على تحديد جدول الفعاليات الخاصة بالعام الثقافي على أساس ربع سنوي. وأكد الجانبان أن برامج الفعاليات قابلة للإضافة خلال العام الثقافي الصيني- المصري، وأنهما سيواصلان عقد اجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ كافة الفعاليات في البلدين.