رام الله 27 سبتمبر 2022 (شينخوا) زار ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف اليوم (الثلاثاء) مدرسة "رأس التين" شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المهددة بالهدم من قبل السلطات الإسرائيلية في أي لحظة، مؤكدا رفضه للقرار الإسرائيلي.
وتقع المدرسة التي يبلغ عدد طلابها 46 طالبا وطالبة من الصف الأول حتى السادس الأساسي في تجمع بدوي شرق رام الله، وشيدت في العام 2020، ضمن مدارس التحدي التي أقامتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية، ووزارة التربية والتعليم.
ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالعمل وبشكل مستمر على هدم المدارس التي بلغت حتى الآن 18 مدرسة في مناطق "ج" بالضفة الغربية تمهيدا لمصادرة الأراضي لصالح التوسع الاستيطاني.
وقال بورغسدورف للصحفيين خلال زيارته المدرسة برفقة وفد من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلام تحت شعار "ننهي العنصرية نبني السلام" إن تواجده جاء للتضامن مع الطلبة وعائلاتهم في التجمع البدوي في شرق رام الله.
وأكد أحقية الطلبة بالوصول للتعليم في كافة المناطق، معتبرا دعم حق التعليم في فلسطين جزءا أساسيا من عمل الاتحاد الأوروبي، إضافة للحفاظ على الوجود الفلسطيني في المناطق المهددة بالمصادرة، عبر بناء المدارس، وتوفير المياه والبنية التحتية.
وشدد على أن إسرائيل عليها معرفة أن السكان الذين يعيشون تحت الاحتلال بما فيهم الأطفال يتوجب عليها تقديم كل ما يلزم من خدمات خاصة التعليم وهو حق مقدس يجب حمايته.
بدوره، أكد صادق الخضور المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للصحفيين أهمية إظهار ما تتعرض له المدارس الفلسطينية في التجمعات البدوية والمناطق المهددة بالمصادرة وإبراز معاناة الطلبة والأطفال والمعلمين في الوصول إليها.
وشارك بورغسدورف بزراعة أشجار حرجية في محيط المدرسة، تعزيزا لصمود طلابها ومعلميها وفي رسالة لرفض الاتحاد الأوروبي أعمال التهجير الممارسة من قبل السلطات الإسرائيلية.
ويقول مسئولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين يقتحمون المدرسة كل فترة ويمنعون إدارتها من تطوير خدماتها، وفي أكتوبر 2020 صدر قرار بهدم المدرسة بحجة أن المنطقة المقامة عليها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة ويحظر فيها البناء لأي سبب كان حتى لو كانت مدرسة.
وقالت مديرة المدرسة نورا الأزهري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن محامي المدرسة قدم طلب استئناف للمحكمة الإسرائيلية، وسيعقد منتصف الشهر المقبل جلسة للبت في قرار الهدم، داعية الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تطوير البنية التحتية والنهوض بالمدرسة، وتوفير احتياجاتها أسوة بباقي المدارس.
وتقسم الضفة الغربية وبلدات في شرق القدس حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.
وعادة ما تبرر إسرائيل عمليات الهدم التي تقوم بها بسبب البناء دون ترخيص، إلا أن مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية تقول إن إسرائيل لا تصدر تصاريح بناء إلا نادرا.