23 سبتمبر 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين عبد الرحمن الحربي، أن المملكة تولي اهتماماً بالغاً في تطوير العلاقات الصينية السعودية، وأن التعاون بين البلدين أثمر نتائج ملموسة، حيث احتلت المملكة المركز الأول كوجهة للاستثمارات الصينية الخارجية حسب الإحصاءات الصينية للنصف الأول 2022م، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وحسب الإحصاءات الصينية، بلغ معدل الاستثمارات الصينية في المملكة 5.5 مليار دولار من 28 مليار دولار من استثماراتها الخارجية، كما حقق النمو التجاري بين البلدين 38% مقابل 11% بين الصين والعالم، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال ستة أشهر الماضية 65 مليار دولار أي بنمو أكثر من 40 % بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، مشدداً على أن المملكة مستمرة في بذل الجهود كافة مع الصين للارتقاء بالعلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين إلى آفاق أرحب في جميع المجالات، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وأشار السفير في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى الـثانية والتسعين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الذي أقيم ببكين يوم 22 سبتمبر الجاري، إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بيغ إلى المملكة عام 2016، أرست أساساً متيناً لعلاقة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين الصديقين مبنية على الثقة والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وأسهمت في إنشاء لجنة مشتركة رفيعة المستوى ساهمت في رفع نسق التعاون بين البلدين الصديقين لمستويات عالية وآفاق واسعة، وخلقت فرصا للقطاعات الحكومية والخاصة لمزيد من التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
كما استعرض السفير تاريخ المملكة العربية السعودية، وما شهدته من تطورات واصلاحات منذ تأسيسها، ومسيرة المملكة المتمثلة في مراحل ثرية حافلة بالإنجازات التي تجسدت من ترسيخ أسس التطور في البلاد وبناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة وضعتها في مصاف مقدمة الدول والاقتصادات العالمية، إضافة إلى تمكين المواطن السعودي من اللحاق بركب التطور في العالم بفضل ما تحقق في المملكة من نهضة شاملة وغير مسبوقة في كافة القطاعات ومناحي الحياة، وقد ساهمت تلك المكانة في تفعيل دور المملكة في المجموعة الدولية سواء من خلال منظمة الأمم المتحدة التي شاركت في تأسيسها أو من خلال المؤسسات الدولية المنبثقة عنها والهيئات والمنظمات الدولية الأخرى.
وحول "رؤية السعودية 2030"، قال السفير:" أطلقت المملكة رؤية 2030 في عام 2016 برعاية ولي العهد السعودي ـ عراب الرؤية ـ والتي بنيت لمستقبل هذا الوطن العظيم، و تعتمد على مكامن قوّتها، وتعمل على استثمارها وهي: (أولا) موقع استراتيجي متميز، حيث تسعى لتعزيز مكانتها كمحرك رئيس للتجارة الدولية ولربط القارات الثلاث: أفريقيا وآسيا وأوروبا، (ثانياً) قوة استثمارية رائدة، حيث تسخر المملكة قوتها الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، (ثالثاً) عمق عربيّ وإسلاميّ، حيث إن المملكة العربية السعودية هي أرض الحرمين الشريفين، قبلة أكثر من مليار مسلم، مما يجعلها قلب العالمين العربي والإسلامي، (رابعاً) مكانة دولية متنامية، حيث تولي القيادة الكريمة بالمملكة لذلك كل الاهتمام، وتسخّر لها كل الإمكانات لتحقيق الطموحات. وخلال السنوات السبع الماضية فقط، تم تحقيق العديد من الإنجازات الاستثنائية والإصلاحات الكبيرة على كافة الأصعدة بما فيها منظومة العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع، وأرست ممكنات وأسس النجاح للمستقبل."
وكما العديد من دول العالم الاخرى، واجهت المملكة العديد من التحديات التي يرها السفير أنها اكسبت المملكة العديد من الخبرات التي عززت ثقتها في تحقيق أهدافها، وزيادة فعالية الحكومة واستجابتها، من خلال الاستثمار في التحول الرقمي الحكومي، وخلق فرصاً للنمو والاستثمار، واستحداث عدداً من القطاعات الاقتصادية الجديدة، وفتح أبواباً للعالم، ورفع مستوى جودة حياة المواطنين والمقيمين، مؤكدا أن كل هذه الإنجازات تمت بأيدي أبناء المملكة.