أولان باتور 12 سبتمبر 2022 (شينخوا) أجرى لي تشان شو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، زيارة ودية رسمية إلى منغوليا استمرت من يوم السبت حتى اليوم (الاثنين)، وذلك استجابة لدعوة من رئيس الخورال الأكبر للدولة (البرلمان) المنغولي جومبوجاف زاندانشاتار.
وخلال زيارته، التقى لي الرئيس المنغولي أوخنا خوريلسوخ ورئيس الوزراء لوفسان نامسراي أويون-إردين، بالإضافة إلى عقده محادثات مع زاندانشاتار.
وفي أثناء لقائه الرئيس المنغولي، نقل لي التحيات القلبية وأفضل الأمنيات من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى خوريلسوخ.
وقال لي إن الصين ومنغوليا دولتان تتمعان بعلاقات حسن جوار لا يمكن أن تنحرف بعيدا أو يجري استبدالها بالذهب، ولهذا فإن تنمية الصداقة القائمة على حسن الجوار تتماشى مع المصالح الأساسية وطويلة الأجل للبلدين.
وأضاف أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين الصيني والمنغولي، نمت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومنغوليا بشكل مطرد حتى وصلت إلى مستويات أعلى.
وتابع لي قائلا إنه منذ بدء تفشي جائحة كوفيد-19، تضافرت جهود الجانبين لمحاربة المرض وأهدت الدولتان بعضهما البعض الأغنام والشاي، والتي أصبحت قصة تروى كثيرا وشاهدا على صداقتهما.
وأوضح قائلا إن الصين تتمسك دائما بسياسة الجوار القائمة على الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، فضلا عن أنها تعمل بنشاط على تنمية علاقات التعاون الودية مع منغوليا.
كما أعرب عن أمله في أن يعمل الجانبان بشكل إضافي على تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وأن يواصلا دعم بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية وشواغلهما الرئيسية، وأن يعززا التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية، وأن يدفعا التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف المربح للجميع.
من جهته، طلب الرئيس خوريلسوخ من لي نقل أطيب التحيات إلى الرئيس شي، قائلا إن منغوليا تشعر بالسعادة البالغة للإنجازات التاريخية التي تحققت في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت قيادة الرئيس شي والحزب الشيوعي الصيني.
وفي إشارة إلى أن التعاون الودي بين منغوليا والصين نموذج لتنمية العلاقات بين دولتين، أعرب خوريلسوخ عن أمله في أن يعزز الجانبان التبادلات رفيعة المستوى، وأن يعمقا الثقة السياسية المتبادلة، وأن يوسعا التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، من أجل دفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى والعمل بشكل مشترك لتعزيز تنمية البلدين وتحقيق الازدهار والاستقرار لآسيا.
وتابع الرئيس المنغولي قائلا إن التبادلات بين الهيئتين التشريعيتين للبلدين ذات أهمية كبيرة لتعميق صداقة حسن الجوار بين منغوليا والصين وإثراء الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وفي أثناء لقائه رئيس الوزراء أويون-إردين، قال لي إن الهدف المشترك للصين ومنغوليا هو تنمية الاقتصاد وتحسين سبل معيشة الشعب وتقوية البلاد وإثراء الشعب، مضيفا أن البلدين يتمتعان بتكامل اقتصادي متميز وإمكانات هائلة للتعاون.
واستردف لي قائلا إن الصين مستعدة لتقوية المواءمة الاستراتيجية للتنمية وتعزيز تواصل وتنسيق السياسات مع منغوليا، وذلك من أجل تدعيم ارتباطية البنية التحتية وتعزيز عملية التكامل الإقليمي.
ومضى لي قائلا إن الصين على استعداد للعمل مع منغوليا بشأن التخليص الجمركي في الموانئ في ظل الوضع الوبائي، وتنفيذ مشروعات تعاون قائمة، وتحقيق التعاون في مجال الطاقة الخضراء، وتوسيع التبادلات التجارية لتحقيق التنمية المنسقة والمنفعة المتبادلة للبلدين.
وأشار لي إلى أن الجانبين يمكنهما أيضا تعزيز التبادلات والتعاون بين الأحزاب السياسية والشباب، فضلا عن تعزيز التبادلات الثقافية.
من جهته، قال أويون-إردين إن تنمية الصداقة القائمة على حسن الجوار والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة مع الصين الهدف الرئيسي لسياسة منغوليا الخارجية، مضيفا أن التنمية السريعة للصين هي فرصة عظيمة لتنمية منغوليا ونهوضها.
وقال إن منغوليا مستعدة للعمل بفعالية من أجل تعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والخدمات اللوجيستية والموانئ والموارد والتعليم، فضلا عن تقوية المواءمة بين سياسة الإحياء الجديدة لمنغوليا ومبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.
وفي أثناء محادثاته مع زاندانشاتار، قال لي إن الصين ومنغوليا ينبغي أن تحافظا على علاقات حسن الجوار من خلال تبادل الزيارات بشكل متكرر، وأن تحافظا على علاقات الصداقة الجيدة عبر التعاون القائم على تبادل المنفعة، وأن تحافظا على علاقات الشراكة عبر التعاون متعدد الأطراف، من أجل تحقيق أفضل فائدة للبلدين وشعبيهما.
وذكر لي أنه يتعين على الهيئتين التشريعيتين للبلدين العمل بفعالية من أجل تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه زعيما البلدين، وتعزيز تبادل الخبرات في حوكمة الدولة والعمل التشريعي، وتوفير الضمانات القانونية لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ومضى لي قائلا إنه يتعين على البلدين أيضا تعزيز التنسيق فيما يتعلق بالمناسبات متعددة الأطراف مثل الاتحاد البرلماني الدولي، والتحدث بصوت واحد فيما يتعلق بدعم التعددية، وتحسين نظام الحوكمة العالمي من منظور الهيئتين التشريعيتين.
من جهته، قال زاندانشاتار إن التبادلات الودية بين الهيئتين التشريعيتين للبلدين تلعب دورا هاما في العلاقات الثنائية. وأعرب عن أمله في أن تعمل الهيئتان على تعميق التبادلات بين لجانهما الخاصة ومجموعات الصداقة.
وأشار زاندانشاتار إلى أن الخورال الأكبر للدولة (البرلمان) المنغولي مستعد لبذل جهود إيجابية لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين منغوليا والصين، وتعزيز التعاون العملي وتعميق الصداقة بين شعبي البلدين.
وأطلع لي الجانب المنغولي على التحضيرات للمؤتمر الوطني العشرين المقبل للحزب الشيوعي الصيني.
ونوه الجانب المنغولي إلى أنه سيلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة وسيدعم بنشاط مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين اقترحهما الرئيس شي، فضلا عن استعداده لبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني من أجل تنمية جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين منغوليا والصين.
وأعرب الجانب المنغولي عن أمنياته لنجاح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.
وخلال زيارته إلى منغوليا، قام لي أيضا بجولة في مناطق الأراضي العشبية والمناطق الإيكولوجية الخاصة ب "البداوة المنغولية".