1 يونيو 2022/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مثلت اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيوزيلندا الموقعة في عام 2008، أول اتفاقية تجارة حرة يتم توقيعها بين الصين ودولة متقدمة. وفي يناير من العام الماضي، وقع الجانبان على بروتوكول لتحديث اتفاقية التجارة الحرة، التي دخلت حيز التنفيذ في 7 أبريل من العام الحالي. ومنذ ما يزيد عن الشهر من تنفيذ النسخة المطورة من اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيوزيلندا، كان حماس الشركات للتقدم للحصول على الشهادات عالياً.
"في الماضي، كان تطبيق شهادة اتفاقية التجارة الحرة مع نيوزيلندا، يتم قبل عملية الشحن أو في يوم الشحن. وفي بعض الأحيان لا يمكن معالجة معلومات الشحن إذا تم تحديدها بعد فوات الأوان. لكن بعد ترقية الاتفاقية، بات من الممكن معالجتها بعد الشحن." يقول السيد يي من شركة يويوي للتجارة المحدودة بشنجن. ومنذ بداية العام الحالي، حصلت شركته بنجاح على 8 شهادات منشأ لاتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيوزيلندا في جمارك فوتشونغ، وتحصلت الشهادات على تخفيض تعريفة الاستيراد بنحو 1.7 مليون يوان في نيوزيلندا.
تعد النسخة المطورة من اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ونيوزيلندا نموذجًا مصغرًا لعمل الصين على تعزيز انفتاحها المستمر رفيع المستوى. ووفقًا لوانغ شو ون، نائب وزير التجارة الصيني، وقعت الصين 19 اتفاقية تجارة حرة مع 26 دولة ومنطقة حتى الآن، بزيادة تقارب 100٪ مقارنة بما كانت عليه قبل 10 سنوات. وتغطي خريطة شركاء الصين في التجارة الحرة آسيا وأوقيانوسيا، وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا، وتمثل التجارة مع شركاء التجارة الحرة حوالي 35٪ من إجمالي التجارة الخارجية الصينية.
لم يكن عدد اتفاقيات التجارة الحرة وحده في ازدياد، ولكن الجودة كذلك. في مجال تجارة السلع، تتمتع الصين بمستويات تعريفة منخفضة وكفاءة أعلى في التخليص الجمركي. حيث يقول وانغ شو ون: "منذ عام 2012، وقعت الصين 9 اتفاقيات تجارة حرة جديدة مع دول أجنبية، ووصلت نسبة السلع المعفاة من التعريفة الجمركية على معظم السلع المتفاوض عليها إلى أكثر من 90٪، ووصل بعضها إلى 97٪. وتحسنت كفاءة التخليص الجمركي للسلع المستوردة من 4 أيام في عام 2017، إلى مايقل عن نصف يوم في الوقت الحالي. أما بالنسبة للصادرات، فسجلت مدة التخليص الجمركي تراجعا من 12 ساعة في عام 2017 إلى 1.2 ساعة الآن."
وفي مجال تجارة الخدمات والاستثمار، أصبح الوصول إلى الأسواق أوسع والانفتاح أكبر. ويقول وانغ شو ون: "عندما انضممنا إلى منظمة التجارة العالمية، وعدنا بفتح 100 قطاع في مجال التجارة والخدمات. وفي اتفاقية RCEP الأخيرة، أضفنا 22 قطاعاً آخر. وفي مجال الإستثمار، اعتمدنا نظام القائمة السلبية، ولدينا مستوى أعلى من الإلتزام بالانفتاح في مجال التصنيع والزراعة والتعدين. "
مع انفتاح الصين على نطاق أوسع على العالم الخارجي، لا تزال "دائرة الأصدقاء" للتجارة الحرة للصين تتوسع.
وفي هذا الصدد، قال وانغ شو ون: "هذا العام، دخلت اتفاقية RCEP حيز التنفيذ رسميًا، مما يعني تدشين منطقة التجارة الحرة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم والتي تضم أكبر حجم اقتصادي وتجاري." وتُظهر البيانات أنه منذ دخول RCEP حيز التنفيذ، استمرت في إطلاق أرباح التجارة، وضخ زخمًا جديدًا في التنمية الاقتصادية الإقليمية. وخلال الربع الأول من العام الحالي، بلغت واردات وصادرات الصين إلى 14 دولة أخرى أعضاء في RCEP 2.86 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 6.9٪، وهو ما يمثل 30.4٪ من إجمالي قيمة التجارة الخارجية للصين. بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة التجارة الصينية أيضًا على تسريع المفاوضات بشأن العديد من اتفاقيات التجارة الحرة. حيث أشار وانغ شو ون إلى أن الصين ستعمل بنشاط على تعزيز انضمامها إلى CPTPP وDEPA، وستزيد من تعزيز المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا، بالإضافة إلى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل والإكوادور.
وفي المستقبل، ستعمل الصين على تطوير جودة وكفاءة شبكة مناطق التجارة الحرة، وتعزيز مستوى اتفاقيات التجارة الحرة وزيادة نسبة الاعفاء الجمركي على السلع، وتخفيف حواجز تجارة الخدمات والوصول إلى أسواق الاستثمار، والمشاركة بنشاط في مبادرات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي وحماية البيئة.