أورومتشي 6 يونيو 2022 (شينخوا) جالسا في ظل تعريشات العنب، يمسك رحمن عبدالله، البالغ من العمر 70 عاما، بسكين إزميله وينقش بمهارة خشب التوت الصلب ليحوله إلى آلة الدوتار الوترية.
وقال الرجل المنحدر من قومية الويغور، والذي ورث مهاراته من عدد كبير من صانعي الآلات الموسيقية التقليدية: "أصنع آلات موسيقية تقليدية منذ أكثر من 60 عاما، منذ طفولتي".
وتشتهر قرية توانكي-أوغوساك، مسقط رأس الرجل الويغوري في ولاية كاشغار بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين، بصناعة وتسويق الآلات الموسيقية التقليدية على نطاق واسع.
وقال دونغ يان تاو، أمين لجنة الحزب بالقرية، إن "تصنيع الآلات الموسيقية مستمر في القرية منذ أكثر من 150 عاما".
وأضاف أن "هناك أكثر من 70 أسرة في القرية تعمل بشكل رئيسي في صناعة الآلات الموسيقية التقليدية، وهو ما يمثل عُشْر إجمالي عدد السكان فيها".
وقام رحمن عبدالله بتعليم حرفته لأكثر من 50 شخصا، بينهم ابنه، ماموت رحمن. وذكر ماموت:" أستطيع صنع 4 أنواع من الآلات الموسيقية، مثل الدوتار والريواب، أما والدي، فهو يستطيع صنع 27 نوعا".
وفي عام 2021 ، بدأ ماموت في تسويق الآلات الموسيقية على منصات لمقاطع الفيديو القصيرة، وكشف أنه "في العام الماضي، قمنا ببيع أكثر من 100 وحدة من الآلات الموسيقية عبر البث الحي وكسبنا أكثر من 50 ألف يوان (حوالي 7500 دولار أمريكي)".
ولأجل حماية مهارات صنع الآلات الموسيقية وتوريثها، أسست السلطات المحلية ورشة عمل للحرفيين في قرية توانكي-أوغوساك في عام 1999 .
ومع الدعم المالي من الحكومات على كافة المستويات، يتلقى ورثة التراث الثقافي غير المادي وصناع الآلات الموسيقية في هذه الورشة إعانة سنوية تتراوح بين 10 آلاف يوان و40 ألف يوان. وفي الوقت الراهن، تنتج القرية أكثر من 50 نوعا من الآلات التقليدية، لتشمل تقريبا كافة أنواع الآلات الموسيقية التقليدية في الثقافة الويغورية.
وفي السنوات الأخيرة، رتبت مدارس قرب القرية دروسا عملية، لا يشملها المنهج الدراسي، في القرية، لتسمح للطلبة بالاطلاع على عملية إنتاج الآلات الموسيقية التقليدية والمهارات المستخدمة في العزف على هذه الآلات.
وقال دونغ :"إذا تم إعداد الأطفال في سن مبكرة ، فسيتمكنون من نقل هذه التقاليد الثقافية الممتازة من جيل إلى جيل".