إسلام آباد 26 مايو 2022 (شينخوا) قال خبير باكستاني إن ما يسمى بـ"الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ" الذي تقوده الولايات المتحدة هو أداة سياسية تستخدمها واشنطن لخلق انقسام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتقويض الاستقرار الإقليمي، والحفاظ على الهيمنة الاقتصادية.
فقد أثار الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين، المخاوف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وبدوره قال محمد آصف نور، مدير معهد السلام والدراسات الدبلوماسية البحثي في إسلام آباد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا إن التعهد بتعزيز النمو "الشامل" والتعاون الإقليمي من خلال الإطار الاقتصادي الجديد ليس سوى حزمة من الأكاذيب تقنع من خلالها الولايات المتحدة بعض البلدان بالانضمام إلى الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ بينما تستثني دولا أخرى بما في ذلك الصين، التي تعد مساهما مهما في التنمية الإقليمية.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تعتزم زيادة استثماراتها الأجنبية المباشرة في المنطقة ومساعدة 12 دولة أخرى على النمو بشكل كبير، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن 12 دولة فقط لا تمثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولا حتى منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وذكر نور أن الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ يسعى إلى اتخاذ تدابير أحادية الجانب لتقسيم الاقتصاد العالمي من خلال إنشاء أنظمة اقتصادية موازية، وفرض عقوبات على التكنولوجيا لتقليص النمو، والتلاعب بسلاسل التوريد العالمية.
وقال إن مثل هذه التحركات من شأنها "تقويض التعددية وقواعد التجارة الحرة ومن شأنها أيضا تعزيز الحمائية في العالم".
وأعرب الخبير عن اعتقاده بأن الإطار الاقتصادي الذي طُرح مؤخرا هو جزء من "استراتيجية للمحيطين الهندي والهادئ" أعدتها واشنطن، والتي قال إنها تعد في المقام الأول خريطة طريق وضعتها الولايات المتحدة لتطويق الصين واحتوائها من خلال حلقة من التحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ولفت الخبير إلى أنه "نتيجة للتنمية الاقتصادية القوية للصين وسعيها لبناء تكامل إقليمي لخلق مستقبل مشترك سلمي ومستقر ومزدهر للبشرية، بدأت الولايات المتحدة وبعض حلفائها في المنطقة يشعرون بالتهديد، لذلك تجمعوا لخلق صراعات ومواجهات بعقلية الحرب الباردة وعقلية الهيمنة".
وقال نور إن إدخال مصطلح المحيطين الهندي والهادئ حصر منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الدول التي لها سواحل مطلة على المحيط الهندي والمحيط الهادئ مع التركيز على منطقة الآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) وبحر الصين الجنوبي.
وذكر أنها محاولة "لخلق انقسام في الدول المرتبطة جغرافيا" باسم الحرية والانفتاح.
وأشار الخبير إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه أكبر التحديات في التاريخ وسط أزمات ارتفاع التضخم، والغذاء، والطاقة، وأزمات سلسلة التوريد؛ وبالتالي فإن الدول في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى التضامن والتعاون المتبادل وليس الانقسام والمواجهة ذات المحصلة الصفرية لتجاوز الأوقات الصعبة الحالية.
وقال نور إن أي تحرك من جانب الولايات المتحدة لتفكيك هيكل التعاون الإقليمي الحالي أو الإضرار بالتكامل الإقليمي من خلال طرح مبادرات اقتصادية جديدة لن يخدم الغرض ومحكوم عليه بالفشل، مضيفا أن شعوب منطقة آسيا والمحيط الهادئ ينبغي أن ترفض أيضا عقلية التكتلات التي عفا عليها الزمن وتتبناها الولايات المتحدة للتغلب على احتمال حدوث اضطرابات أو حروب أو زعزعة للاستقرار في المنطقة.