人民网 2022:03:01.16:49:01
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

النص الكامل: تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة خلال عام 2021 (5)

2022:03:01.15:28    حجم الخط    اطبع

5- الانحراف عن القيم الإنسانية يؤدي إلى أزمة المهاجرين

غالبا ما تتدخل الحكومة الأمريكية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من خلال استخدام نادي "حقوق الإنسان". غير أن سياسة فصل الأطفال المهاجرين عن أسرهم عرضت حياة المهاجرين وكرامتهم وحريتهم وغيرها من حقوق الإنسان لخطر شديد. فقد اُستخدمت أزمة المهاجرين واللاجئين كأداة في الهجمات والصراع السياسي بين الحزبين الأمريكيين، فيما تزيد التغييرات المستمرة في سياسة الحكومة ووحشية الشرطة من معاناة المهاجرين الذين تعرضوا بالفعل للاحتجاز المطول والتعذيب القاسي والعمل القسري والعديد من المعاملات اللاإنسانية الأخرى.

طالبو اللجوء يتعرضون لوحشية الشرطة.في عام 2021، استمرت الأزمة الإنسانية في التفاقم حيث شهدت الحدود الجنوبية للولايات المتحدة تدفقا متزايدا للمهاجرين، واستخدم ضباط إنفاذ القانون وسائل عنيفة بشكل متزايد لطرد طالبي اللجوء أو منعهم من دخول البلاد.

تُظهر البيانات الصادرة عن قوات حرس الحدود الأمريكية أنه في السنة المالية 2021 (من أول أكتوبر 2020 إلى 30 سبتمبر 2021)، لقي ما يصل إلى 557 مهاجرا حتفهم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، أي أكثر من ضعف السنة المالية السابقة، ليصبح ذلك أعلى رقم منذ بدء وضع السجلات في عام 1998. وتقول تقارير وسائل الإعلام إن هذا لا يعكس الوضع المأساوي على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وإن "العدد الحقيقي لوفيات المهاجرين قد يكون أكبر".

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة ((يو إس إيه توداي)) في 29 نوفمبر 2021 أنه في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2021، تم الإبلاغ عن أكثر من 7647 حالة قتل واغتصاب وتعذيب واختطاف وغيرها من الاعتداءات العنيفة ضد طالبي اللجوء.

في سبتمبر 2021، احتشد أكثر من 15 ألف شخص من طالبي اللجوء القادمين من هايتي تحت جسر في بلدة ديل ريو الحدودية في تكساس، وناموا في خيام قذرة أو على التراب وسط حر قائظ، وهم محاطين بالقمامة في ظل ظروف معيشية قاسية. وأخذت قوات حرس الحدود الأمريكية تعامل طالبي اللجوء بوحشية، حيث قامت بدوريات على ظهور الخيل، مع تلويحها بالسياط واندفاعها نحو الحشود لطردهم باتجاه النهر. وسرعان ما أثارت لقطات مصورة لهذا المشهد غضبا شديدا عند بثها.

وعلقت شبكة ((سي إن إن)) قائلة إن هذا المشهد يذكرنا بالعصر المظلم في التاريخ الأمريكي عندما كانت دوريات العبيد تستخدم للسيطرة على العبيد السود. وعلقت صحيفة ((نيويورك تايمز)) قائلة "كانت هناك صور شنيعة لعملاء يمتطون جيادا ويسقون المهاجرين مثل الماشية" و"يبدو دائما أن إدارة بايدن والديمقراطيين بشكل عام يقولون الأشياء الصحيحة بشأن القضايا العرقية، ولكن غالبا ما تكون أفعالهم ناقصة إذا ما قيست بأقوالهم".

في مواجهة طوفان من الانتقادات، سرعان ما قامت الحكومة الأمريكية بترحيل الآلاف من طالبي اللجوء قسرا إلى هايتي، ومعظمهم لم يعيشوا هناك منذ ما يقرب من عقد من الزمان منذ زلزال عام 2010 في هايتي.

في 25 أكتوبر 2021، أصدر المقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية وفريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل إفريقي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بيانا يدين الترحيل المنهجي والجماعي للاجئين والمهاجرين الهايتيين من قبل الولايات المتحدة دون تقييم ظروفهم الشخصية ويصفه بأنه انتهاك للقانون الدولي، حيث قال إن "عمليات الترحيل الجماعي تواصل على ما يبدو تاريخا من الإقصاء العنصري للمهاجرين واللاجئين الهايتيين السود في موانئ الدخول الأمريكية".

استقال دانيال فوتي، المبعوث الأمريكي الخاص إلى هايتي، من منصبه بعد شهرين فقط من توليه منصبه، نتيجة استيائه من تعامل الحكومة الأمريكية اللاإنساني مع المهاجرين واللاجئين الهايتيين.

الأطفال المهاجرون يتعرضون للاحتجاز المطول وسوء المعاملة.فقد أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة ((يو إس إيه توداي)) في 29 نوفمبر 2021 بأنه "بالرغم من أن بايدن أنهى رسميا العمل بسياسة ترامب المتمثلة في 'فصل الأسر'، إلا أن استخدامه المادة 42 أدى إلى 'فصل الأسر 2.0' ". وأجبر العديد من القاصرين على الانفصال عن آبائهم.

ذكرت شبكة ((سي إن إن)) في 23 أبريل 2021 أن"هناك أكثر من 5 آلاف طفل غير مصحوبين بذويهم محتجزين لدى هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية". وأضافت أن العديد منهم ظلوا في الحجز لمدة أطول من الـ72 ساعة المنصوص عليها في القانون الفيدرالي.

"كشفت مجموعة من الوثائق المنقحة التي تم الإفراج عنها وتسليمها إلى منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) بعد ست سنوات من المشاحنات القانونية عن أكثر من 160 حالة من سوء السلوك والانتهاكات من قبل وكالات حكومية بارزة، لا سيما هيئة الجمارك وحماية الحدود وقوات حرس الحدود الأمريكية، حسبما ذكرت صحيفة ((الغارديان)) في 11 أكتوبر 2021، مضيفة أن "هذه الوثائق تسجل أحداثا وقعت ما بين عامي 2016 و2021 وتتدرج من الاعتداء الجنسي على الأطفال وصولا إلى الجوع القسري والتهديد بالاغتصاب وظروف الاحتجاز الوحشية".

الظروف في مراكز الاحتجاز الخاصة حيث يُحتجز المهاجرون سيئة.إن معظم مرافق الاحتجاز في الولايات المتحدة يتم بناؤها وتشغيلها من قبل شركات خاصة. ومن أجل تقليل تكاليف التشغيل وتعظيم الأرباح، تقوم الشركات الخاصة عموما بالبناء وفقا للمعايير الدنيا المتعاقد عليها مع الحكومة، ما يؤدي إلى مرافق احتجاز سيئة وبيئة داخلية قاسية.

وأدى انعدام الرقابة إلى إدارة فوضوية لمراكز الاحتجاز وانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان، بينما عانى المعتقلون بدرجات متفاوتة من أضرار جسدية ونفسية.

"احتجزت السلطات الأمريكية أكثر من 1.7 مليون مهاجر على طول حدود المكسيك خلال السنة المالية 2021 التي انتهت في سبتمبر"، وفقا لبيانات غير منشورة لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية حصلت عليها صحيفة ((واشنطن بوست)).

يحتجز ما يصل إلى 80 في المائة منهم في مرافق احتجاز خاصة، من بينهم 45 ألف طفل.

"أخذت الظروف تزداد سوءا داخل مأوى 'الطوارئ' الذي أقيم في صحراء فورت بليس القاسية (تكساس)"، حسبما ذكرت صحيفة ((إل باسو تايمز)) في 25 يونيو 2021.

"كان هناك ما يقرب من 5 آلاف طفل، وما زال هناك حوالي 1500 طفل محتجزين في هذا الموقع المضطرب، حيث وصفت الأوضاع في الخيام، 'المكتظة' والأشبه بـ'مخزن'، بأنها 'صادمة' ومحفوفة بالمخاطر على صحة الأطفال وسلامتهم، وفقا لما ذكره ستة من العمال الحاليين والسابقين والمتطوعين وموظفي الخدمة المدنية، فضلا عن رسائل البريد الإلكتروني الداخلي التي حصلت عليها صحيفة ((إل باسو تايمز)).

يقع العديد من المهاجرين ضحايا للاتجار بالبشر والعمل القسري في الولايات المتحدة.أدت سياسات الهجرة الأمريكية الأكثر صرامة، إلى جانب ضعف الرقابة داخل البلاد، إلى تفاقم عمليات تهريب البشر والاتجار بالعمالة التي تستهدف المهاجرين.

أفاد تقرير لوكالة ((أسوشييتد برس)) في 10 ديسمبر 2021 بأنه على مدى سنوات، أُجبر المهاجرون الذين تم تهريبهم إلى الولايات المتحدة على العمل لساعات طويلة في المزارع، مع العيش في مقطورات قذرة ومكتظة، والافتقار للطعام ومياه الشرب النظيفة، ومواجهة تهديدات بالعنف من قبل المنظمين. وتم حجب بطاقات هوية العمال ووثائق سفرهم، وهو ما عمل على تقييد قدرتهم على طلب المساعدة للهروب من مأزقهم.

توثق لائحة اتهام تتعلق بالاتجار بالبشر صدرت في 22 نوفمبر 2021 على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأمريكية أن عشرات العمال من المكسيك ودول أمريكا الوسطى قد تم تهريبهم إلى مزارع في الجزء الجنوبي من ولاية جورجيا، حيث تم سجنهم بشكل غير قانوني في ظل ظروف غير إنسانية كعمال زراعيين متعاقدين، ليصبحوا ضحايا العبودية في الولايات المتحدة في العصر الحديث.

بعد تعرضهم للغش في المزارع بإعطائهم وعدا براتب قدره 12 دولارا في الساعة، طُلب منهم اقتلاع البصل من الأرض بأيديهم المُجَرَدة، مع تقاضي 20 سنتا لكل دلو يتم حصاده، وتهديدهم بالبنادق والعنف لإبقائهم في طابور العمل. توفي ما لا يقل عن عاملين اثنين نتيجة لظروف العمل وتعرض آخر لاعتداءات جنسية متعددة.

وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة ((نيويورك تايمز)) في 11 نوفمبر 2021 أن مئات العمال من الهند قد تم استدراجهم إلى نيوجيرسي وأتلانتا وشيكاغو وهيوستن ولوس أنجليس وما إلى ذلك مع وعد بأجر عادل وساعات عمل جيدة، لكنهم بدلا من ذلك لم يكن لديهم أي وقت تقريبا للراحة من العمل الشاق والخطير في كثير من الأحيان، حيث يقومون بتحريك أحجار تزن عدة أطنان ويواجهون مخاطر صحية جراء التعرض للغبار والمواد الكيميائية الضارة. وتم قصر تحرك العمال على أماكن معيشتهم ومصادرة جوازات سفرهم وتهديدهم بالانتقام، حسبما ذكر التقرير.

استبعاد المهاجرين أصبح أكثر وأكثر تطرفا.فسياسة الهجرة المتذبذبة وغير المتسقة والتي غالبا ما تتجاهل حقوق الإنسان هي السبب الرئيسي وراء أزمة الحدود ومأساة المهاجرين. ويعكس الوضع أن هذه السياسة تأثرت للغاية برهاب الأجانب الشديد. فقد ذكر مقال نشرته ((واشنطن بوست)) في 22 أغسطس من العام الماضي، أنه مع تزايد المناقشات الداخلية في الولايات المتحدة حول الهجرة بسبب الاستياء العنصري والمشاعر المعادية للمهاجرين والتورط في صراعات سياسية داخلية، يميل صانعو السياسة الأمريكيون إلى استخدام أساليب مثل القوة والإكراه عند إعادة توطين اللاجئين.

وأشار مقال آخر نشرته صحيفة ((واشنطن بوست)) في 20 أكتوبر من العام الماضي إلى أنه تم اعتقال أكثر من 1.7 مليون مهاجر من قبل قوات حرس الحدود الأمريكية على طول الحدود الجنوبية خلال السنة المالية 2021، ليرتفع العدد بذلك إلى أعلى مستوى منذ عام 1986. وتأمل الحكومة الأمريكية في ردع عمليات عبور الحدود بشكل غير قانوني من خلال تطبيق صارم للقانون، وهو ما زاد من صعوبة دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد، ليؤدي ذلك إلى إجبارهم على عبور مناطق أكثر خطورة. وهذا الوضع يخلق بدوره أزمة إنسانية أكبر.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×