أجرى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مؤخرا، زيارة إلى مشروع CBD في العاصمة المصرية الجديدة، والذي شيدته شركة إنشاء صينية. وهي الزيارة التفقدية الحادية عشرة التي أجراها مدبولي إلى المشروع للوقوف على آخر تطورات الأشغال. وأكد مدبولي التقدم الذي أحرزه المشروع وطالب الأطراف المعنية بتعزيز التعاون مع الشركات الصينية ودفع تقدم الأشغال بشكل مشترك.
ويعتبر مشروع CBD للعاصمة المصرية الجديدة واحد من أهم مشاريع التعاون الصيني المصري. وقد بلغت عملية الإنشاء في الوقت الحالي مرحلة تشييد الهيكل الرئيسي للمشروع، بينما تتسارع عمليات الإنشاء الكهروميكانيكية والداخلية والبلدية. كما تم تركيب الجدار الساتر الخارجي للبرج الأيقوني إلى غاية الطابق الـ 75، ويشغل المشروع حوالي 15000 عامل صيني ومصري.
وفي ظل تكامل جهود البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، شهدت مشروع العاصمة المصرية الجديدة والعديد من مشاريع التعاون الأخرى تقدما سريعا، وأظهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر زخما قويا. كما حققت منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، تقدما جديدا. حيث تمكنت المنطقة إلى غاية نهاية 2021 من جذب 123 شركة، باستثمارات فعلية تزيد عن 1.3 مليار دولار أمريكي، توفر ضرائب تزيد عن 190 مليون دولار أمريكي، وأكثر من 40 ألف وظيفة. وقد تم تصنيفها من قبل وسائل الإعلام المحلية على أنها منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الأفضل من حيث البيئة الشاملة، والأكبر كثافة استثمارية وإنتاجية في مصر.
ووفقًا لبيانات السفارة الصينية في مصر، بلغ إجمالي حجم تجارة السلع بين الصين ومصر في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2021 حوالي 14.77 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 44.9٪، وحققت الصادرات المصرية إلى الصين نموا بنسبة 70.3٪ على أساس سنوي.
وقالت صحيفة "أخبار المال" المصرية أن الناتج المحلي الإجمالي المصري قد أخذ في الانتعاش، وأن التعاون المصري الصيني قد قدّم مساهمة في نمو الاقتصاد المصري.
وقالت وسائل الإعلام المصرية، إن الاستثمارات الصينية كانت الأكثر نشاطا والأسرع نموا في مصر خلال السنوات الأخيرة. ونشرت صحيفة "بيراميد الاسبوعية" المصرية مقالاً جاء فيه: " إن مساهمة الصين في الاقتصاد المصري كانت ملموسة ولا يمكن تجاهلها"، ومنذ عام 2013 أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر، وأضافت بأن التجارة بين مصر والصين في نمو مستمر، وخاصة الاستثمار الصيني المتزايد بسرعة في مصر، والذي ساهم كثيرًا في الاقتصاد المصري.
منذ تفشي الوباء، قدمت الصين عدة شحنات من المواد واللقاحات لمصر، وعملت جنبا لجنب مع مصر لإنتاج اللقاحات المشتركة، مما ساعد مصر على أن تصبح مركزًا لإنتاج اللقاحات في إفريقيا. وأشارت صحيفة "الجمهورية" المصرية إلى أن التجارة بين مصر والصين ستكتسب زخما أقوى في فترة ما بعد الوباء. مما سيسهم في دفع نمو الاقتصاد المصري.
ويولي التعاون الصيني المصري في الوقت الحالي، مزيدًا من الاهتمام للتنمية الخضراء والتنمية المستدامة. وفي ديسمبر 2021، قامت مجموعة ويتشاي الصينية وشركة مصرية بتوقيع اتفاقية في القاهرة، لتغيير طاقة 240 ألف حافلة مصرية من النفط إلى الغاز.