القاهرة 25 يناير 2022 (شينخوا) بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، خلال اجتماع اليوم (الثلاثاء) بالقاهرة تعزيز العلاقات الثنائية وملفات ليبيا وفلسطين وسد النهضة الإثيوبي.
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي استقبل اليوم بقصر الاتحادية الرئيس تبون، حيث عقدا "جلسة مباحثات ثنائية" أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين.
ورحب السيسي، بزيارة تبون "ضيفا عزيزا" على مصر، لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات المتلاحقة، وعبر عن التقدير والمودة التي تكنها مصر للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
من جهته، أكد الرئيس تبون أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمراراً لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعماً لأطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة.
وأبدى تطلعه إلى أن تضيف هذه الزيارة زخماً إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.
وبحسب البيان، تناولت المباحثات بين الرئيسين "سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما (..) وكذا الاستعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الوزراء بالبلدين في أقرب وقت".
وكانت الدورة الأخيرة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر قد عقدت في العام 2014 في القاهرة.
كما شهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة والتنسيق الحثيث بين البلدين الشقيقين تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حالياً محيطهما الجغرافي، وذلك كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي والأفريقي.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على "الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر في إطار جهود مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة على المستوى الإقليمي، خاصةً عن طريق التعاون والتنسيق العسكري والمعلوماتي في منطقة الساحل، وذلك في ضوء أن مصر والجزائر يواجهان نفس التحديات ويتشاركان نفس الرؤية في هذا الصدد".
وأشار البيان إلى أن هذه الرؤية "تقوم على أهمية العمل على توفير الأمن والتنمية الاقتصادية في المنطقة، فضلاً عن تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون سيادتها ومقدرات شعوبها".
وتطرقت المباحثات إلى آخر تطورات الملف الليبي، حيث "توافق الرئيسان على تكثيف تنسيق الرؤى والمواقف إزاء آليات حلحلة الأزمة الليبية.. أخذاً في الاعتبار أهمية الاستمرار في دعم كافة الجهود الرامية لاستقرار ليبيا".
وأكدا "على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، خاصةً مع ما يمثله ذلك الأمر من تأثير مباشر على الأمن القومي المصري والجزائري، فضلاً عن الدفع نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وعدم السماح بإفشال تطلعات الشعب الليبي الشقيق في هذا الصدد من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وتباحث الرئيسان المصري والجزائري أيضا حول موضوع مياه النيل، و"تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في المفاوضات".
كما تباحثا بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث "تم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط في مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقاً للمرجعيات الدولية".
وكان الرئيس تبون قد وصل إلى القاهرة أمس الإثنين، في زيارة هي الأولى له إلى مصر.