جنيف 19 يناير 2022 (شينخوا) هيمن موضوع مكافحة كوفيد-19 على أجندة دافوس 2022 للمنتدى الاقتصادي العالمي، حيث دعا المشاركون في جميع أنحاء العالم إلى المساواة في اللقاحات والتعاون الدولي للحد من انتشار الفيروس.
وقال المنتدى ومقره جنيف على موقعه على الإنترنت إن المتحور أوميكرون المعدي وإعادة فرض عمليات الإغلاق على الصعيد الوطني وحظر السفر والحجر الصحي في جميع أنحاء العالم "عززت حالة عدم اليقين بشأن جائحة كوفيد-19".
وذكر المنتدى الاقتصادي العالمي أن الحدث الذي يقام عبر الإنترنت ويستمر خمسة أيام، وكان قد انطلق يوم الاثنين، يتيح فرصة لقادة العالم والرؤساء التنفيذيين والخبراء للتفكير مليا في حالة العالم وصياغة حلول للتحديات الحرجة في السنة الجارية.
-- دعوة للتعاون العالمي
في الخطاب الخاص الذي ألقاه في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي يوم الاثنين، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تضامن وتعاون المجتمع الدولي وسط أزمة كوفيد-19 العالمية، قائلا إن "القوارب الصغيرة قد لا تنجو من عاصفة، لكن السفينة العملاقة قوية بما يكفي لمواجهة العاصفة".
وقال "نحن بحاجة إلى تبني التعاون وهزيمة الجائحة بشكل مشترك. ففي مواجهة الجائحة التي تحدث مرة واحدة في القرن وستؤثر على مستقبل البشرية، خاض المجتمع الدولي معركة عنيدة".
وأضاف أن "الحقائق أظهرت مرة أخرى أنه في خضم السيول الجارفة لأزمة عالمية، لا تستقل البلدان حوالي 190 قاربا صغيرا بشكل منفصل، بل تركب جميعا في سفينة عملاقة يتوقف عليها مصيرنا المشترك".
كما شدد قادة وخبراء آخرون خلال الحدث على أهمية وجود استجابة دولية موحدة للجائحة المستمرة.
فقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في خطابه يوم الاثنين إن مواجهة الجائحة بطريقة عادلة ومنصفة أمر ملح، مضيفا أن "العامين الماضيين أظهرا حقيقة بسيطة ولكنها قاسية -- مفادها أنه إذا تركنا أي شخص وراءنا، سنترك الجميع وراءنا".
ولدى إشارته إلى هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تطعيم 40 في المائة من سكان العالم بحلول نهاية عام 2021 و70 في المائة بحلول منتصف عام 2022، ذكر غوتيريش أن العالم ليس قريبا من ذلك.
وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، خلال هذا الحدث الذي أقيم على الإنترنت "لا نريد الدخول في نهج المناورة تجاه كل متحور جديد، حيث يتعين عليك صنع جرعة معززة ضد متحور معين. فهكذا ستظل في حالة مطاردة إلى الأبد".
وأضاف "كان ينبغي أن تكون لدينا استجابة عالمية أكثر تنسيقا، كما قلت مرات عديدة. الجائحة العالمية تتطلب استجابة عالمية، وعلينا أن نضع في اعتبارنا مسألة الإنصاف طوال الوقت لأنه لا يمكن أن يكون لديك وضع ينتقل فيه الفيروس بحرية في جزء واحد من العالم".
-- المساواة في اللقاحات
قال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، مخاطبا لجنة "مواجهة تحدي المساواة في اللقاحات" يوم الثلاثاء، إنه "لا يوجد مخرج من هذه الجائحة الآن بدون اللقاحات باعتبارها الركيزة الاستراتيجية المركزية".
وأضاف رايان أن "القدرة على استخدام هذه اللقاحات بشكل منصف ليس هدفا إنسانيا عادلا ومهما فحسب، بل إنه أفضل طريقة لنا جميعا للخروج من مرحلة الجائحة التي نمر بها حاليا".
وقد ذكر بيان صحفي للأمم المتحدة أن منظمة الصحة العالمية، جنبا إلى جنب التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وتحالف اللقاحات غافي، والشركاء، قادوا أكبر عملية لشراء اللقاحات وتوريدها في التاريخ حيث تم تسليمها إلى 144 دولة حتى الآن، مشيرا إلى أن آلية كوفاكس التي تدعمها الأمم المتحدة قدمت مليار جرعة للبلدان الفقيرة.
وفي هذا الصدد، قال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لغافي، تحالف اللقاحات، "نتوقع الآن أن يستغرق تقديم المليار جرعة القادم ما بين أربعة وخمسة أشهر بدلا من عام، ولذا فإننا نمضي قدما في طريقنا". وأضاف أن "التحدي الجديد هنا يتمثل في التأكد من أن كل دولة مستعدة لاستقبالها".
وذكر بيركلي أن دولا ضاعفت قدرتها الاستيعابية ثلاث مرات، بينما لا تزال ما يتراوح بين 20 و25 دولة تعاني من مشكلات في الاستيعاب.
وقال بيركلي "إننا نعمل على محاولة التأكد من أننا نستطيع وضع خطط مفصلة لهذه الدول لمساعدتها في قدرتها على الاستيعاب".
ومن جانبه ذكر ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، وهي شراكة عالمية في مجال اللقاحات، أن "الشيء الرئيسي الذي سيحتاج العالم إلى القيام به هو توفير اللقاحات لكل من يريدها، وهو ما أعتقد أنه هدف يمكن تحقيقه في عام 2022 من خلال إنتاج اللقاح الذي لدينا".
ولضمان الإنصاف في اللقاحات، دعا غوتيريش البلدان والمصنعين إلى إعطاء الأولوية لتوفير اللقاحات لبرنامج كوفاكس العالمي ودعم الإنتاج المحلي للاختبارات واللقاحات والعلاجات في جميع أنحاء العالم.
كما طالب شركات الأدوية بالتضامن مع البلدان النامية من خلال تقاسم التراخيص والمعرفة والتكنولوجيا لإيجاد طريقة للخروج من الجائحة.
-- القضاء على الجائحة لا يزال مجهولا
قال فاوتشي إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان المتحور أوميكرون سيبشر بالتحول من جائحة كوفيد-19 إلى مرض متوطن، على الرغم من أن أوميكرون ليس على ما يبدو مسببا للأمراض على سبيل المثال مثل دلتا على الرغم من قدرته العالية على العدوى.
وأضاف "سيكون هذا هو الحال فقط إذا لم نشهد ظهور متحور آخر يراوغ الاستجابة المناعية للمتحور السابق".
كما ذكرت أنليس وايلدر سميث، أستاذة الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أنه من السابق لأوانه تسمية تفشي المرض بأنه مرض متوطن.
وأشارت إلى أن "العالم بحاجة لأن يكون مستعدا لأسوأ سيناريو"، قائلة "لا تزال أنظمة الرعاية الصحية لدينا مثقلة بالأعباء. ما زلنا بحاجة إلى مواصلة إجراءاتنا الصحية العامة والاجتماعية".
وأضافت "تبقى الرسالة الرئيسية هي: أن اللقاحات لا تزال تعمل بشكل جيد للغاية ضد المرض المصحوب بأعراض شديدة. والهدف الأساسي هو أننا نريد تجنب الوفيات وحماية أنظمة الرعاية الصحية".
وقال رايان إن "الثقة كانت إحدى أكثر السلع ندرة في هذه الاستجابة الشاملة للجائحة. الثقة بين المجتمعات والحكومات، والثقة بين البلدان، والثقة بين الشركات المصنعة. الثقة هي السحر المفقود الذي يجعل كل شيء يعمل في الحياة".