عدن، اليمن 24 يناير 2022 (شينخـوا) تسبب انقطاع خدمات الإنترنت لليوم الرابع على التوالي باليمن في شل الحياة وتعميق معاناة الملايين في هذا البلد الذي يشهد نزاعا دمويا للعام السابع على التوالي.
وانقطعت خدمات الإنترنت في العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية منذ فجر يوم (الجمعة) الماضي، الأمر الذي تسبب بشل الحياة وتوقف العديد من الخدمات المهمة.
وقالت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني وتتحكم بتزويد الإنترنت والاتصالات في معظم البلاد، إن خدمات الإنترنت خرجت عن الجاهزية بسبب غارات جوية للتحالف العربي في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غربي البلاد.
وذكرت المؤسسة العامة للاتصالات (يديرها الحوثيون) في بيان، إن مبنى البوابة الدولية للاتصالات والإنترنت في اليمن تعرض مساء (الخميس) الماضي لقصف مباشر من قبل طيران التحالف على مبنى مؤسسة الاتصالات في الحديدة ما تسبب بأضرار كبيرة في التجهيزات وخروجها عن الجاهزية.
وأضاف البيان، أن الفرق الهندسية تواصل عملها لإعادة الخدمة.
من جانبها قالت المؤسسة العامة للاتصالات التابعة للحكومة المعترف بها، والتي تتخذ من عدن مقرا لها، " نظرا لأهمية خدمة الاتصالات والإنترنت في الحياة اليومية وفي النشاطات الاقتصادية والمؤسسات الحكومية والخاصة، فإن المؤسسة مستعدة لربط المحافظات التي انقطعت عنها خدمة الإنترنت والمتصلة بالبوابة الدولية عبر محافظة الحديدة وربطها ببوابة عدن الدولية لاستئناف خدمة الإنترنت بعموم البلاد".
وتغطي المؤسسة الحكومية مدينة عدن، فيما تتحكم المؤسسة التابعة للحوثيين في باقي محافظات البلاد.
واتهمت المؤسسة الحكومية، في بيان، جماعة الحوثي "بالتعتيم وعدم وضوحها حول أسباب انقطاع خدمة الإنترنت".
وأشار البيان "إلى أن الخلل حسب ملاحظات من الفنيين والمهندسين قد يكون ناتج عن حدوث انقطاع في الكيبل الأرضي، وفي حال حدوث هذا فإن المؤسسة تملك الكفاءات والمعدات وبإمكانها إصلاحه خلال ساعات".
وتسبب استمرار انقطاع خدمات الإنترنت، بتعميق معاناة اليمنيين، في البلاد التي تشهد تصاعدا في حدة القتال.
وقال أحمد القرشي، وهو مواطن من سكان مدينة مأرب، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الإنترنت عصب الحياة اليومية للإنسانية جمعاء وخصوصاً في اليمن، وتسبب الانقطاع بشل الحياة كليا.
وأضاف، أن الإنترنت وسيلتنا الوحيدة للاتصال والتواصل مع الأهل والأصدقاء للاطمئنان عليهم.
وأشار القرشي إلى المعاناة التي ضاعفها انقطاع الإنترنت، على الحياة عموما بما في ذلك توقف التحويلات المالية والمصرفية.
من جانبه قال خيرالله البحري، وهو مدير لأحد المصارف التجارية في اليمن، لـ ((شينخوا))، إن انقطاع خدمة الإنترنت بشكل كامل تسبب بتعطيل العملية المالية والمصرفية وتوقفت المعاملات التجارية والحوالات.
وأشار البحري إلى أن هذا الانقطاع أجبر الكثير من المصارف والبنوك التجارية للتعامل بالسندات اليدوية كحل مؤقت .
وأوضح خبير الاتصالات المهندس رائد الثابتي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن شركات الاتصالات في اليمن تتكبد خسائر كبيرة جراء انقطاع الإنترنت،
تصل إلى حوالي 4 ملايين دولار يوميا.
وذكرت منظمة عالمية أن انهيار الإنترنت باليمن بسبب تعرض نقطة الاتصال الرئيسية للأضرار.
وأوضحت منظمة "نتبلوكس" - منظمة متخصصة بمراقبة أمن الشبكات وحرية الإنترنت في مختلفِ دول العالم - أن البيانات تؤكد انهيار اتصال الإنترنت على مستوى الدولة في اليمن منذ الساعة الواحدة فجرا (بتوقيت اليمن) يوم (الجمعة) الماضي 21 يناير.
وأضافت، على موقعها الألكتروني، يأتي ذلك "وسط تقارير عن غارة جوية على مركز اتصالات في مدينة الحديدة الساحلية".
وبحسب المنظمة، فإن الحديدة هي النقطة الرئيسية للاتصال بالإنترنت في اليمن ، حيث تستضيف الكابلات التي تمر عبر البحر الأحمر.
ومساء يوم (الجمعة) الماضي، تعرض مبنى الهيئة العامة للاتصالات في مدينة الحديدة لقصف ، قال الحوثيون الذين يسيطرون على المدينة إنه ناتج عن غارة جوية للتحالف العربي.
ويشن التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن منذ 2015، دعما للرئيس اليمني وحكومته المعترف بها دوليا.