تقرير: حقيقة عدد المدنيين الذين قتلوا في الضربات الجوية الأمريكية في الخارج

كشفت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا عن فضيحة كبرى في البنتاغون، وفقًا لتقييم سري لأكثر من 1300 تقرير عن الخسائر المدنية داخل الجيش الأمريكي حصلت عليه الصحيفة، حيث تم تصنيف الغارات الجوية الأمريكية في العديد من دول الشرق الأوسط على أنها "إخفاقات استخباراتية خطيرة"، وكان استهداف الضربات الجوية متعجلًا وغير دقيق، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين بينهم العديد من الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن هذه الوثائق السرية تظهر أن أساليب الحرب الخاطئة للولايات المتحدة كثيرا ما تؤدي إلى إلحاق الأذى بالمدنيين في دول أخرى. ففي يوليو 2016، شن الجيش الأمريكي قصفًا قرب قرية طبهار شمال سوريا، بزعم مقتل 85 مسلحًا في العملية، مستشهدين باكتشاف معقل تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أن القذائف أصابت منازل بعيدة عن خطوط الجبهة، مما أسفر عن مقتل 120 قروياً. وفي أوائل عام 2017، فجرت الضربات الجوية الأمريكية سيارة داكنة اللون كانت متوقفة عند تقاطع طرق في الموصل بالعراق، بحجة أنها كانت "سيارة مفخخة". في الواقع، لم يكن هناك قنبلة في السيارة فحسب، بل كان يجلس في السيارة عائلة مكونة من 4 أشخاص عاديين أيضًا، كانوا فارين من القتال في مكان قريب. كما قتل في هذه الغارة الجوية ثلاثة مدنيين آخرين.

في نوفمبر 2015، قال الجيش الأمريكي إنه قصف مبنى في الرمادي وسط العراق باعتبارها نقطة رصد رجلاً يجر "جسماً ثقيلاً مجهول الهوية" إلى "موقع قتالي دفاعي" لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ليكتشف أن ما يسمى بـ "الجسم الثقيل المجهول" كان في الواقع طفلا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز بعد فحص الوثائق إنه على الرغم من العدد الكبير للخسائر المدنية الناجمة عن الضربات الجوية الأمريكية، ومع ذلك، تم الإعلان عن نتائج التقييمات لعدد قليل فقط من الحالات، وحتى هذه الأحداث المعترف بها علنًا، غالبًا ما يتم التقليل من شأنها أيضًا على أنها "مؤسفة، ولا مفر منها، وغير عادية، بالإضافة إلى ذلك، لم تذكر أي من الوثائق المساءلة والإجراءات التأديبية، "نادرًا ما يتعلم الجيش الأمريكي الدروس، وتحدث حالات فشل الاستخبارات والمراقبة هذه مرارًا وتكرارًا."

ألقى بيل اوربان المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الأمريكية باللوم على الثغرات الاستخباراتية في سقوط ضحايا من المدنيين بسبب العمليات العسكرية في الخارج. "حتى مع وجود أكثر التقنيات تقدمًا في العالم، فإن الأخطاء لا مفر منها، أحيانًا بسبب عدم كفاية المعلومات الاستخباراتية، وأحيانًا بسبب سوء تفسير المعلومات." وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، في مقال رأي، أن الولايات المتحدة كانت "غير شريفة" في هذه القضية، وأن الغارات الجوية الممنهجة التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين "غير مقبولة"، ولقد فشلت الولايات المتحدة في الكشف عن الحقيقة بشأن عملياتها العسكرية.

"عندما تشن الولايات المتحدة حروبا خارجية، من الشائع إيذاء المدنيين. ويجب تعريف العمليات العسكرية الأمريكية بمصطلحات أكثر دقة: جرائم القتل التي تقرها الدولة، وتحدث دائما، ليس الاستثناء." قال ألكسندر لانغلوا، المحلل الأمريكي المستقل لشؤون الشرق الأوسط، في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن وثائق التحقيق بشأن مقتل وإصابات المدنيين الناجمة عن الضربات الجوية الأمريكية كشفت عن عقود من "الإفلات المنهجي من العقاب" في المؤسسة الأمنية الأمريكية. وأشار إلى أن دفاع المتحدث العسكري الأمريكي يعكس التفكير الحقيقي لوزارة الدفاع والجيش الأمريكي، أي "إطلاق النار أولاً، ثم تبرير النتيجة".