بكين 6 ديسمبر 2021 (شينخوا) بصفتها مشاركا ومساهما مهما في تعزيز الحوكمة البيئية العالمية، أولت الصين باستمرار أهمية للتنمية الخضراء في بناء الحزام والطريق.
وطرحت الصين مبادرة الحزام والطريق، التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، في عام 2013 لبناء شبكات للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا على طول طريق الحرير القديم وما عداه.
وبدءا من خط الصين-لاوس للسكك الحديدية إلى محطة غاريسا للطاقة الشمسية في كينيا، أثبتت الحقائق أن مبادرة الحزام والطريق ليست طريقا للازدهار الاقتصادي فحسب، بل هي أيضا طريق للتنمية الخضراء.
وفي مقاطعة غاريسا التي يضرب الجفاف معظم جوانبها وتغطيها رمال الصحراء في شمال شرقي كينيا، تصطف الألواح الشمسية، المتراصة بشكل مرتب وأعداد كبيرة والتي ركبتها الصين، لتشكل "واحة للطاقة"، استفادت منها آلاف العائلات والشركات منذ عام 2019.
وقد شهدت محطة الطاقة الكهروضوئية التي شيدتها الصين بقدرة 50 ميغاوات، وهي أكبر محطة للطاقة الكهروضوئية في شرقي أفريقيا، ازدهار الأنشطة التجارية في غاريسا ومقاطعات أخرى في الشمال الجاف، حيث بات السكان يحصلون على إمدادات الطاقة دون انقطاع في منطقة كانت تعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي.
ووفقا للرئيس الكيني أوهورو كينياتا، فإن محطة غاريسا للطاقة الشمسية تضع كينيا على طريق تحقيق الاكتفاء من الطاقة الخضراء، وتضيف إلى مكانتها القوية كمركز لتوليد الطاقة الخضراء في أفريقيا.
وفي إطار مبادئ المشاورات المكثفة والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة، تسعى الصين إلى تعزيز التصميم عالي المستوى لمبادرة الحزام والطريق لتعزيز التعاون الدولي العملي بشأن التنمية الخضراء.
ويُظهر كتاب أبيض أصدره مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني في أكتوبر الماضي أن البلاد أنشأت آليات تعاون متعددة الأطراف للتنمية الخضراء في إطار مبادرة الحزام والطريق، واعتمدت سلسلة من الإجراءات الخضراء تتعلق بالبنية التحتية والطاقة والتمويل لدعم البلدان المشاركة من خلال تقديم التمويل والتكنولوجيا و المساعدة في بناء القدرات.
ومع شركاء دوليين من أكثر من 40 دولة، تأسس تحالف التنمية الخضراء الدولي لمبادرة الحزام والطريق، حيث يعمل هذا التحالف على الحفاظ على التنوع البيولوجي، وحوكمة التغير المناخي العالمي، والتحول الأخضر.
واتخذت الصين أيضا العديد من الخطوات الملموسة على الصعيد البيئي وعملت مع دول الحزام والطريق في بناء "طريق الحرير الأخضر"، مع تبني فلسفة الحضارة البيئية كأساس لذلك.
وفي بيان سياساتي نال الإشادة بسرعة على مستوى العالم، أعلنت الصين أنها لن تبني مشاريع طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج، وذلك خلال المناقشة العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وقال هان ون شيو، أحد كبار مسؤولي الشؤون المالية والاقتصادية في اللجنة المركزية، إنه قرار مهم يظهر إحساس الصين بالمسؤولية في معالجة تغير المناخ العالمي.
ووصف هان مبادرة الحزام والطريق بأنها منصة عامة شعبية للتعاون الدولي، واستشهد بالعديد من المشاريع الضخمة، مثل خط الصين-لاوس للسكك الحديدية وخط سكة حديد مومباسا-نيروبي، لافتا إلى أن هذه المشاريع تعمل على حماية البيئة الإيكولوجية المحلية بشكل فعال مع تحقيق فوائد كبيرة للسكان المحليين.
ومنذ بدء تشغيله في عام 2017 ، شهد خط مومباسا-نيروبي للسكك الحديدية عبور عدد لا يحصى من الحيوانات البرية المهاجرة بين الشمال والجنوب، ما شكل مشهدا طبيعيا رائعا في الأراضي العشبية الشاسعة في شرقي أفريقيا.
وعلى طول الخط، تم إنشاء 14 هيكلا لعبور الحيوانات البرية ، بما في ذلك ستة هياكل عملاقة على شكل أنفاق يزيد ارتفاعها عن 6.5 متر، لأجل تسهيل حركة الحيوانات الكبيرة مثل الزرافات البالغة.
وقال هان إن الصين ستشجع الشركات على الوفاء بمسؤولياتها الاجتماعية وتطوير المزيد من المشاريع الصديقة للبيئة بمعايير عالية.
وخلال منتدى الحزام والطريق للتجارة والاستثمار 2021، الذي عقد مؤخرا، قال لي داو كوي، خبير اقتصادي بجامعة تشينغهوا، إن الصين ستشارك تقنياتها منخفضة الكربون، بما في ذلك الطاقة الكهروضوئية، والخلايا الكهروضوئية، وطاقة الرياح، مع شركائها وتتفاوض بشأن سبل الاستثمار في هذه المجالات.
وأضاف لي أنه في حقبة ما بعد الجائحة ينبغي تعزيز التعاون في مجال القدرة الصناعية بين البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق، مشيرا إلى أنه يتعين العمل معا للتعاطي مع معوقات السلاسل الصناعية العالمية، والتحول الأخضر والمنخفض الكربون، وزيادة الديون الناجمة عن تأثير الجائحة، من أجل دفع الانتعاش الاقتصادي العالمي.