روما 31 أكتوبر 2021 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين قد أدت إلى بناء توافق في الآراء وضخت زخما قويا في الجهود المبذولة لتحقيق التنمية العالمية الشاملة والمستدامة.
وشارك شي في القمة الـ16 لقادة مجموعة العشرين عبر وصلة فيديو يومي السبت والأحد، حيث ألقى خلالها خطابا رئيسيا بعنوان "العمل في تضامن من أجل مستقبل مشترك".
بعد انتهاء القمة، أجرى وانغ مقابلة مع منافذ إعلامية مركزية صينية، تطرق خلالها لمشاركة شي في القمة، وتحدث بإسهاب عن المبادرات والمقترحات الرئيسية التي طرحها شي، فضلا عن أهميتها وتأثيرها.
وقال وانغ إن القمة هي حدث مهم آخر متعدد الأطراف شارك به شي في أعقاب المناقشة العامة الأخيرة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقمة القادة للاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي، ومؤتمر الأمم المتحدة العالمي للنقل المستدام.
وذكر وانغ أنه عمل دبلوماسي كبير بالنسبة للصين أن تشارك بعمق في التعاون الاقتصادي العالمي وتعزز تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وأفاد وانغ أنه عندما تقف الإنسانية عند مفترق طرق مهم، يقترح شي، في ضوء التغييرات العميقة التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان ورفع راية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، الاتجاه الصحيح للعمل على نحو منهجي في التضامن لمكافحة كوفيد-19، والتدابير الممكنة لتنشيط الاقتصاد العالمي، والإستراتيجيات طويلة الأجل لتحسين الحوكمة العالمية، كل ذلك بما يتماشى مع مهمة ومسؤولية مجموعة الـ20.
وأضاف وانغ أن تصريحات شي أظهرت تماما رؤيته ومسؤوليته كزعيم لدولة كبرى.
-- تعزيز المعركة العالمية لمكافحة الوباء
وقال وانغ إن خطاب شي قد جمع توافقا عالميا بشأن دفع وتعميق التعاون العالمي لمكافحة الوباء.
وأوضح وانغ أن شي، وهو أول من دعا إلى جعل لقاحات كوفيد-19 منفعة عامة عالمية، أعلن التزام الصين بتعزيز التوزيع العادل للقاحات وإمكانية الحصول عليها.
وتابع وانغ أن الصين أوفت بالتعهد الجاد بسلسلة من الإجراءات القوية، مضيفا أن البلاد قدمت أكثر من 1.6 مليار جرعة من اللقاحات إلى دول في جميع أنحاء العالم، وستوفر أكثر من ملياري جرعة للعالم خلال هذا العام.
وبيّن وانغ أن الصين، كدولة منحت أكبر كمية لقاحات كوفيد-19 للعالم الخارجي، قدمت إسهامات حاسمة لبناء خط دفاع عالمي من خلال التطعيم.
وأشار وانغ إلى أنه خلال قمة مجموعة الـ20، اقترح شي كذلك مبادرة عمل عالمية للتعاون في مجال اللقاحات، تشمل دعم شركات اللقاحات في إجراء البحث والتطوير المشترك والإنتاج مع البلدان النامية، وتوفير المزيد من اللقاحات للبلدان النامية، ودعم منظمة التجارة العالمية في اتخاذ قرار مبكر بشأن التنازل عن حقوق الملكية المتعلقة بلقاحات كوفيد-19، وتوسيع التعاون التجاري عبر الحدود في مجال اللقاحات والمواد الخام والمواد المساعدة ذات الصلة.
وأضاف وانغ أن المبادرة تشمل أيضا تعزيز الاعتراف المتبادل باللقاحات وفقا لقائمة الاستخدام الطارئ لمنظمة الصحة العالمية، وتقديم دعم مالي للدول النامية للحصول على اللقاحات.
وأكد وانغ أن المبادرة، التي أظهرت تماما رغبة الصين القوية في البقاء معا في السراء والضراء مع الدول في جميع أنحاء العالم، ستعزز بقوة التعاون العالمي في مجال اللقاحات، وستضخ الثقة والزخم في تحقيق انتصار مبكر على الوباء.
-- تعزيز التعافي الثابت العالمي
وقال وانغ إن خطاب شي يصر على معالجة كل من الأعراض والأسباب الجذرية للمشكلات لتعزيز التعافي الثابت للاقتصاد العالمي.
وذكر وانغ أنه فيما يتعلق بالتأثير المعقد لكوفيد-19 على الاقتصاد العالمي، أشار الرئيس شي إلى أنه يتعين على مجموعة العشرين أن تلعب دورها كمنتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، وأن تكثف تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي بين الاقتصادات الكبرى، وأن تتجنب التداعيات السلبية على البلدان النامية.
وأضاف وانغ أن شي حث الدول الأعضاء في مجموعة الـ20 على جعل تطوير البنية التحتية يلعب دورا هاما في دفع النمو الاقتصادي وتحقيق نتائج مثمرة أكثر من التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وبيّن وانغ أن وجود نظام حوكمة اقتصادي عالمي أكثر إنصافا وعدلا وعقلانية هو ضمانة قوية للاقتصاد العالمي للعودة إلى مسار النمو وتحقيق تنمية مستقرة متوسطة وطويلة الأجل.
وأشار وانغ أيضا إلى أن خطاب شي لا يعتمد على الوقت الحاضر فحسب، بل له منظور طويل الأجل، حيث أوضح الرئيس الصيني أنه أثناء اتخاذ تدابير للتعامل مع تأثير الوباء، تحتاج مجموعة العشرين إلى زيادة تحسين نظام وقواعد الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعويض العجز المتزايد في الحوكمة.
وقال وانغ إنه علاوة على ذلك، أعلن شي أن الصين مستعدة لإقراض التخصيص الجديد لحقوق السحب الخاصة للدول منخفضة الدخل التي تأثرت بشدة من كوفيد-19، مشيرا إلى أن ذلك يوضح مرة أخرى موقف الصين الثابت في مواجهة الصعوبات إلى جانب العدد الهائل من الدول النامية، وستقدم دعما قويا للدول النامية لتجميع الموارد لمكافحة الوباء والسعي لتحقيق التعافي الاقتصادي.
-- النهوض بالتنمية العالمية المشتركة
وقال وانغ إن خطاب شي دعا إلى التنمية المشتركة وبناء مجتمع عالمي للتنمية مع مستقبل مشترك.
وأفاد وانغ أن التنمية مفتاح رئيسي لمعالجة كافة المشكلات، وكذلك إرادة مشتركة للشعوب في دول العالم.
وأشار وانغ إلى أن شي اقترح مبادرة التنمية العالمية في الأمم المتحدة في سبتمبر، مبينا أن شي قد توسع بالشرح في قمة مجموعة العشرين في روما للفلسفة الأساسية لمبادرة التنمية العالمية المتمثلة في وضع الشعوب في بؤرة الاهتمام، وشدد على الحاجة إلى تحسين رفاهية الشعوب وتحقيق التنمية الشاملة للشعوب والسعي لجعل التنمية العالمية أكثر إنصافا وفعالية وشمولية بحيث لا يتخلف أي بلد عن الركب.
وذكر وانغ أن مطروح الرئيس شي المهم لقي ترحيبا وتأييدا من العديد من الدول والمنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة.
وقال وانغ إنهم يعتقدون أن مبادرة التنمية العالمية قد حددت مخطط تعاون للمجتمع العالمي لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 وتعزيز التعافي الاقتصادي، وتتفق إلى حد كبير مع هدف وأولوية مجموعة العشرين لدفع التنمية العالمية قدما.
وأضاف وانغ أن المبادرة ستساعد أيضا في تشكيل قوى مشتركة عالمية، وتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة تتميز بالتوازن والتنسيق والشمولية، والمساعدة في تحقيق أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 بشكل أسرع.
-- تحسين الحوكمة الرقمية العالمية
وقال وانغ إن خطاب شي يساعد في تحسين الحوكمة الرقمية وتعزيز التنمية الصحية للاقتصاد الرقمي العالمي.
وأفاد وانغ أن الجولة الجديدة من ثورة العلوم والتكنولوجيا والتحول الصناعي أعادت تشكيل المجتمع البشري بشكل عميق، مع تسارع ابتكار تكنولوجيات مثل الإنترنت والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات التسلسلية، وازدهار تكنولوجيات وأعمال جديدة على خلفية الوباء.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، تقوم دول منفردة ببناء جدران عالية وفرض حصار على العلوم والتكنولوجيا، مما قوض أجواء التعاون الدولي في مجال الابتكار وأعاق التطور الطبيعي للاقتصاد الرقمي.
وأوضح وانغ أنه في هذا الصدد، شدد الرئيس شي على أن تشكيل كتل حصرية أو حتى رسم خطوط أيديولوجية لن يؤدي إلا إلى الانقسام وخلق المزيد من العقبات، وهو ما لن يجدي نفعا بل سيضر فقط بالابتكار العلمي والتكنولوجي.
وأضاف وانغ أن شي حث مجموعة العشرين أيضا على تحمل المسؤوليات في العصر الرقمي وتسريع تطوير أنواع جديدة من البنية التحتية الرقمية وتعزيز تكامل أعمق للتكنولوجيات الرقمية مع الاقتصاد الحقيقي ومساعدة الدول النامية على تجاوز "الفجوة الرقمية".
وقال وانغ إن الافتقار إلى القواعد يمثل تحديا بارزا في الحوكمة الرقمية العالمية.
وفي معرض إشارته إلى أن شي أعلن خلال القمة أن الصين قررت التقدم بطلب للانضمام إلى اتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي، أكد وانغ أن ذلك يظهر موقف الصين البناء للمشاركة بنشاط في التعاون الدولي بشأن الاقتصاد الرقمي وصياغة القواعد ذات الصلة، كما يعكس عزم الصين الراسخ لتوسيع الانفتاح ومواءمة نفسها مع القواعد والمعايير الدولية رفيعة المستوى.
-- بناء أرض أنظف وأكثر خضرة
وقال وانغ إن خطاب شي يهتم بوطننا كوكب الأرض ويعزز بناء مجتمع حياة يعيش فيه البشر مع الطبيعة.
وقد عقدت هذه القمة عشية الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف (كوب 26) لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وأشار الرئيس شي بوضوح إلى مبادئ وتوجهات التعاون الدولي في مجال المناخ وحوكمة المناخ العالمي.
وأشار وانغ إلى أن شي شدد على أن مجموعة العشرين بحاجة إلى التمسك بمبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة" والدفع من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ ، ودعا الدول المتقدمة إلى أن تكون قدوة في الحد من الانبعاثات، وأن تستوعب تماما الصعوبات والشواغل الخاصة للدول النامية، وأن تفي بالتزاماتها المتعلقة بتمويل المناخ، وأن توفر التكنولوجيا وبناء القدرات وغيرها من أشكال الدعم للدول النامية.
وذكر وانغ أن هذه المقترحات الهامة تشير إلى مفتاح نجاح مؤتمر كوب 26 وتعزز بقوة من الجهود المشتركة للمجتمع الدولي للتصدي لتغير المناخ.
وقال وانغ إن الرئيس شي تحدث بالتفصيل خلال القمة عن مقترحات مهمة مثل تنسيق حماية البيئة والتنمية الاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار تغير المناخ مع حماية سبل عيش الناس، وأجاب بعمق على أسئلة العصر حول كيفية حماية النقطتين الجوهريتين - البيئة والتنمية، ودعا مجموعة العشرين إلى تعزيز التعاون في هذا الصدد.
وأفاد وانغ أن التصريحات تقدم الحكمة الصينية لجميع الدول لاستكشاف تحديث التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وحظيت بدعم وتقدير واسعين من المجتمع الدولي.
وبيّن وانغ أن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية، تعلق أهمية كبيرة على بناء الحضارة البيئية، وكانت دائما مشاركا ومساهما ورائدا في الإجراءات العالمية للتصدي لتغير المناخ.
وأضاف وانغ أن الرئيس شي استعرض خلال القمة تدابير الصين الهامة لتحقيق ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق الحياد الكربوني وبناء إطار عمل سياسة "1+N"، مما يظهر دور الصين كدولة كبرى تنفذ أقوالها، فضلا عن ضخها طاقة إيجابية قوية في الاستجابة العالمية لتغير المناخ.