طلاب من قسم اللغة الصينية في جامعة صلاح الدين يتلقون دروسا عبر الإنترنت في مدينة أربيل بالعراق. (شينخوا) |
اربيل، العراق 29 مايو 2021 (شينخوا) يواصل 15 طالبا كرديا عراقيا دراستهم للغة الصينية التي اختاروها لتحقيق أحلامهم، مؤكدين أنهم سيكونون جسرا لإدامة التواصل بين الشعبين العراقي والصيني لرفع مستوى العلاقات بين البلدين.
وافتتح ارام محمد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بإقليم كردستان قسم اللغة الصينية بجامعة صلاح الدين في شهر أكتوبر العام 2019 وهو الأول من نوعه في العراق، مؤكدا أن افتتاح هذا القسم سيكون خطوة لتعريف الطلبة على ثقافة وتاريخ الصين.
ويعود افتتاح قسم اللغة الصينية بكلية اللغات بجامعة صلاح الدين، أقدم وأشهر الجامعات في اربيل إلى نحو سنتين بعد زيارة القنصل الصيني ني رو تشي، لرئيس الجامعة، أحمد دزائي، حيث أكدا أهمية وضرورة إنشاء قسم للغة الصينية، لأن معظم الناس بالعالم يستخدمون اللغة الصينية للتواصل، وفقا للدكتور صنكر عثمان ابراهيم رئيس قسم اللغة الصينية.
وقال ابراهيم لوكالة أنباء (شينخوا) "تعد الصين واحدة من أكثر الدول تقدما في العالم، لذلك لكي يكون لديك تواصل وعلاقات جيدة معها في المستقبل، فمن الأفضل إعداد جيل جديد أكاديميا يعرف اللغة الصينية".
وأكد أن جميع الطلبة الذين قبلوا في القسم أخبروه باهتمامهم الكبير لتعلم اللغة الصينية، مبينا انهم أبدوا رغبتهم بان يكونوا رجال وسيدات اعمال في المستقبل، واقامة علاقات جيدة مع الشعب الصيني.
ودعا ابراهيم إلى تعلم اللغة الصينية قائلا "يجب تعلم اللغة الصينية لأنها واحدة من أهم اللغات في العالم كون معظم دول العالم تربطها علاقات مع الصين، خاصة بمجال التجارة" داعيا إلى فتح المزيد من اقسام اللغة الصينية في بقية الجامعات العراقية".
وتأسست كلية اللغات بجامعة صلاح الدين، العام 2005 وتضم ثمانية أقسام لدراسة اللغات الاجنبية أحدثها قسم اللغة الصينية، ويدرس فيها 2000 طالب وطالبة، وفقا للدكتور عاطف فرهادي عميد الكلية.
أحلام الطلبة
لدى طلبة قسم اللغة الصينية احلاما متنوعة فأحدهم يحلم بالحصول على شهادة الماجستير باللغة الصينية من جامعة صينية، ليكون مدرسا بقسم اللغة الصينية بالكلية التي تخرج منها، فيما تحلم طالبة بالتخصص بالطب الصيني، وتنوعت أحلام الاخرين بين الحصول على فرصة عمل بالتجارة مع الصين أو العمل كمترجم بالشركات الصينية العاملة بالعراق.
وقال الطالب هيوا سعدي (21 عاما) لـ (شينخوا) "الصين دولة متطورة في كل شيء، وتربطها علاقات جيدة مع كل بلدان العالم، والكثير من الناس يعملون بالتجارة مع الصين أو يدرسون فيها، لذلك اخترت دراسة اللغة الصينية".
وأضاف سعدي، الذي كان ترتيبه الاول على دفعته العام الماضي "من خلال تعلمي اللغة الصينية أود أن أكون نقطة تواصل بين العراقيين والصين، وأسعى لخدمة وتطوير العلاقات بين العراق والصين"، معربا عن اعتقاده بأن المستقبل سيكون زاهرا للعلاقات بين البلدين لان العديد من الشركات الصينية ستدخل للعراق ما يوفر فرص عمل للعاطلين.
بدوره، قال الطالب بهمن محمود لـ(شينخوا) "احلم بالذهاب للصين للدراسة فيها والحصول على شهادة الماجستير باللغة الصينية لأكون من أوائل المدرسين للغة الصينية، كما كنت ضمن أول مجموعة من الطلبة الدارسين لها في جامعتي".
وتحلم الطالبة ديلان كاوة أن تعمل جسرا بين بلادها والصين قائلة "أود أن أتعلم اللغة الصينية لعمل جسر ودي بين كردستان والصين"، مضيفة "هدفي من تعلم اللغة الصينية لكي أكون على تواصل مع الصين لمساعدة العراق".
أما ريان مصطفى فتحلم بعد تعلم اللغة الصينية بدراسة الطب الصيني بإحدى الجامعات الصينية، مؤكدة انها تبذل كل جهودها لتحقيق حلمها، فيما أعرب عمر عزيز، عن اعتزازه كونه الطالب الوحيد من محافظة دهوك الذي يدرس اللغة الصينية.
وأعربت هلين عوني عن حبها للصين والثقافة الصينية والملابس التقليدية الصينية والفوانيس الصينية، مبينة أنها ومنذ صغرها تعشق الصين وتتابع الافلام والمسلسلات الصينية حتى تحقق حلمها بدراسة اللغة الصينية.
تأثير (كوفيد-19)
يؤكد الأستاذة، ومسئولو القسم والطلبة على تأثر دراسة اللغة الصينية نتيجة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في العراق واقليم كردستان.
وقال هو تشي وي، الذي يدرس المحادثة، والقراءة، والكتابة "إن تفشي جائحة كورونا أثر كثيرا على دراسة اللغة الصينية هنا، لان بعض الطلبة لا يتوفر لديهم احيانا انترنت في بيوتهم، ما يضطرني للتواصل معهم عبر الهاتف لشرح الدرس".
اما لي خوا لاي، الذي يدرس القواعد، والثقافة الصينية، والادب الصيني، فقال "إن الجائحة عطلت بعض خططنا لتعليم اللغة الصينية"، كاشفا عن وجود خطة لزيارة الطلبة لإحدى الجامعات الصينية للتواصل مع زملائهم الصينيين وتحسين مستواهم لكن الخطة عطلت بسبب الجائحة".
وفي السياق ذاته، قال رئيس قسم اللغة الصينية "من الصعب جدا تعلم اللغة الصينية عبر الانترنت، فالدراسة عبر الانترنت لايمكن أن تحل محل الدراسة داخل الفصل الدراسي خاصة طلبتنا الذين يتعلمون اللغة الصينية لأول مرة ولا يوجد لديهم خلفية عنها، فوجود الاستاذ مع الطلبة مهم جدا بتعليم اللغة الصينية".
وأوضح أنه اقترح على الكلية انشاء مدرسة صينية دولية لأعداد مجموعة من الطلبة ليكونوا مؤهلين لدراسة اللغة الصينية في الكلية بعد أن يتعلموا مهاراتها في تلك المدرسة.
إلى ذلك، قالت الطالبة ديلان كاوة "كان الأمر صعبا للغاية بالنسبة لنا لأن تعلم اللغة الصينية صعب، ولدينا العديد من الأسئلة عندما نكون في الفصل نطرحها على المعلمين، ولكن عندما نكون بالمنزل وندرس عبر الإنترنت، لا يمكن لنا التواصل عبر الإنترنت أو أن الإنترنت يكون بطيء جدا، ما يجعل بعض الطلبة لا ينضمون للفصل الدراسي عبر الإنترنت".
الاشادة بدور المعلمين الصينيين
يبذل المعلمان الصينيان (هو ، و لي) منذ وصولهما اربيل نهاية سبتمبر 2019 جهودا مضنية لتعليم الطلبة للغة الصينية وتحقيق احلامهم، رغم الظروف الصعبة التي تواجههما لان اغلب الطلبة لا يعرفون اللغة الصينية ولا اللغة الانجليزية، ومع ذلك تمكنا مع مرور الوقت من تحقيق الكثير في تعليم الطلبة، ما جعلهما محط تقدير واحترام لدى الكلية والطلبة.
وقال الدكتور ابراهيم " لدينا استاذين من الصين يدرسان طلبتنا بطريقة أكاديمية ومهنية جيدة جدا".
فيما قال الطالب شاكول محمد "المدرسان الصينيان يساعدونا بكل شيء، فهما حقا رائعان، ونحن نحترمهما جدا ونقدر جهودهما الكبيرة".
وأشاد جميع الطلبة بالجهود التي يبذلها الاستاذان الصينيان، واصفين علاقتهم معهما بانها كعلاقة الاب بأولاده ما ساعدهم كثيرا على تعلم اللغة الصينية وحبها والتشوق لمعرفة المزيد عن الثقافة والعادات والتقاليد الصينية.