أعلنت الإمارات العربية المتحدة مؤخرا، عن فتح فصول دراسية للغة الصينية في 100 مدرسة في البلاد بدءا من العام المقبل. كما ستتخذ المزيد من التدابير في المستقبل لتشجيع الطلاب على تعلم اللغة الصينية. ويعتقد الطلاب وأولياء الأمور في الإمارات العربية المتحدة، أنه مع تحول الصين إلى مصدر هام للمعرفة والتكنولوجيا، فإن هذه المبادرات سيكون لها فوائد ملموسة لتحسين قدرات الطلاب.
بات تعلم اللغة الصينية في الوقت الحالي، يمثل موجة واسعة في مختلف أنحاء العالم. فلماذا يقبل الناس على تعلم اللغة الصينية، وماهي الصين التي يودّون التعرف عليها؟
سحر الثقافة الصينية
تحب الطالبة البيروفية بيورا كتابة الرموز الصينية، وترى أن كتابة الرموز الصينية يعد فنّا ممتعا. أما إبن بلدها قاو يوي(إسمه الصيني)، فيحب إستخدام الأمثلة الشعبية، للتعبير عن وجهات نظره. ويعتقد أن هذا الأسلوب اللغوي في إيصال المعاني العميقة، عبر مقاطع لغوية قصيرة، يعكس عمق اللغة الصينية.
بالإضافة إلى جمالية اللغة الصينية نفسها، فإن المسلسلات والأفلام من العوامل المحفزة للطلبة الأجانب على تعلم اللغة الصينية. في فيتنام على سبيل المثال، نجحت المسلسلات والأفلام التلفزيونية الصينية في تشكيل "موجة صينية"، حيث إجتاحت أوساط الشباب، وحفزت الكثير منهم على تعلم اللغة الصينية.
أما الطالب المكسيكي توماس، فقد دفعه حبّه للطب الصيني إلى التغلب على الصعوبات اللغوية. واليوم، لم يعد بإمكان توماس قراءة المؤلفات الطبية المكتوبة باللغة الصينية القديمة فحسب، بل بات قادرا أيضا على ترجمة المؤلف الطبي الصيني المشهور "هوانغ دي ني جينغ"، أو كتاب الإمبراطور الأصفر للطب الداخلي، أقدم كتاب كلاسيكي نظري في الطب الصيني التقليدي.
إلى جانب المسلسلات والأفلام والطب الصيني، يعد "المطبخ الصيني"، أحد الأشياء التي تشد الأجانب إلى الثقافة الصينية. حيث تمثل الثقافة الصينية بمختلف أبعادها، عاملا مهما في تحفيز الأجانب على تعلم اللغة الصينية.
سرعة التنمية الإقتصادية الصينية
دفعت زيادة التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول الأجنبية، المزيد من الأجانب إلى تعلم اللغة الصينية. مثلا في الكاميرون، يتردد العديد من رجال الأعمال على معهد كونفوشيوس لدراسة اللغة الصينية. وفي اليابان، يبادر العديد من الموظفين في الشركات الصينية إلى تعلم اللغة الصينية، لتسهيل المعاملات التجارية.
من جهة أخرى، أتاح خروج الشركات الصينية إلى الأسواق الأجنبية، فرص كبيرة للمحليين الذين يتحدثون اللغة الصينية. على غرار الشاب الهندي، هارس، الذي سبق له أن تعلم اللغة الصينية من أجل ممارسة الأعمال التجارية في الصين. وبسبب تحدثه للغة الصينية، كان هارس أول عامل هندي، توظفه شركة باوقانغ للصلب والحديد في الهند. لاحقا، تمت ترقية هارس إلى منصب رئيس ورشة الإنتاج. ويرى أن اللغة الصينية قد منحته فرصة تغيير مصيره، بعد أن ولد ونشأ في الريف الهندي.
كما تمثل الدراسة والسفر في الصين، من الأسباب التي تشجع الكثير من الأجانب على تعلم اللغة الصينية، على غرار المغربية هدى، التي تأمل السفر إلى الصين لدراسة التجارة الإلكترونية، بينما يأمل ابن بلدها، سعيد أن يأتي إلى الصين لدراسة الإقتصاد والإدارة.
ليس من الغريب أن يكون هناك عدد كبير من الروسيين الذين يتعلمون اللغة الصينية، في ظل تنامي حجم الإقتصاد الصيني والمبادلات التجارية بين البلدين. كما تسعى العديد من دول العالم إلى التعرف إلى المزايا الحضارية التي أسهمت في التنمية الصينية. لذا، بات الإقتصاد الصيني يلعب دورا هاما في جذب المزيد من الأجانب لتعلم اللغة الصينية.
مبادرة الحزام والطريق تمثل دافعا جديدا لتعلم الأجانب اللغة الصينية
مع تقدم بناء مبادرة الحزام والطريق، بات هناك عدد متزايد من الأشخاص الذين يقبلون على تعلم اللغة الصينية، في الدول الواقعة على مسار المبادرة.
تتابع ميليسا موديل دراساتها العليا في قسم الدراسات الصينية بجامعة لوفان البلجيكية، ومن أجل تعزيزها فهمها للصين، قررت بدء تعلم اللغة الصينية. وهي ترى بأن الصين بلد متعدد الثقافات وصديق لمختلف شعوب العالم. وتضيف بان طموحها هو أن تتعلم اللغة الصينية من أجل دعم التواصل الثقافي والتعارف بين الشعوب.