واشنطن 20 أكتوبر 2020 (شينخوا) تشاطر الفائز بجائزة إيمى الأمريكية عشرة أشياء يحبها في الصين وهي الثقة والصبر والتواضع والانضباط والتقدم والتنقل ورعاية الفقراء واحترام كبار السن والسلامة والإبداع، بهدف تشجيع الأمريكيين على القيام بزيارة الصين والحصول على رؤية واضحة للدولة الآسيوية التي تتطور سريعا.
دولة عظيمة تستحق احتراما عميقا
ذكر جوش سليج، مؤسس شركة (ليتل أير بلين برودكشنز)، وهي استوديو للرسوم المتحركة مقره في نيويورك، في مقال بعنوان "عشرة أشياء أحبها في الصين" نُشرت في مجلة الرسوم المتحركة في عدد سبتمبر/ أكتوبر، إن "الكثيرين منكم يعملون بالفعل مع الصين ولديكم حس جيد تجاهها. وبالنسبة للباقين أعتقد أن قائمتي قد تفاجئكم".
وجاءت فكرة كتابة المقال بعد حديث بين سليج وهو حائز على 12 من جوائز إيمي لكتاباته ومؤلفاته الموسيقية، وبين صديق له لم يسافر كثيرا وسمع الكثير من الأشياء السلبية عن الصين.
وقال "لقد قررت أن أقضي ساعات قليلة وأكتب له خمسة أشياء أحبهم في الصين. وقبل أن أشعر أصبحت قائمتي مكونة من 10 أشياء". واليوم "أود مشاركة هذه القائمة معكم، يا زملائي في صناعة الرسوم المتحركة".
وأوضح سليج الذي سافر إلى الصين العديد من المرات في العام للعمل مع مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام ومجموعات الحدائق المتخصصة أن "أملي هو أن المقال قد يلهم بعضكم لزيارة الصين، لأن مشاهدة الصين بنفسك هو الطريق الوحيد للحصول على رؤية صحيحة بشأن هذه الأمة الفريدة".
وأضاف "الآن، لا تفهموني بطريقة خاطئة. أنا أحب أيضا الولايات المتحدة. أنا ممتن للعديد من الحريات والفرص التي حصلنا عليها هنا. وأحب أيضا البرازيل ومصر وبلجيكا وجنوب إفريقيا. وأحب العديد من الدول ومن لا يفعل ذلك؟ ولكن هذه المقالة حول الصين".
و"في هذا العصر المليء بضوضاء الإنترنت والتشويه والمعلومات المغلوطة يعد الشيء الوحيد الذي أثق به هو خبرتي الشخصية المباشرة. وقد أثارت إعجابي خبراتي المكتسبة على مدى الـ30 عاما الماضية في الصين. ولا أقول إن الصين كاملة ولا توجد دولة كذلك، ولكنني أقول إن الصين دولة عظيمة تستحق عميق احترامنا".
وقام سليج بأول زيارة له إلى الصين عام 1990 عندما قام بالعمل في تشي ما جيه، الإنتاج الصيني المشترك لعالم سمسم.
وأوضح أن "هذا المشروع أظهر لي أن هذه أول مرة أفهم بصدق أن الحضارة الغربية تتعامل بنهج واحد فقط مع الحياة والفن، بينما تقدم الحضارة الصينية نهجا مختلفا وصحيحا بالقدر نفسه".
وفي إحدى "رحلاته التدريبية" إلى شانغهاي، تذكر أنه أصبح من الواضح أننا "نحن الخبراء الأمريكيين لدينا الكثير لنتعلمه من زملائنا الصينيين ومن بينهم أحد أكثر الشعراء احتراما، أكثر من الذي ينبغي على زملائنا الصينيين تعلمه منا".
ومع شركته وهو شركة (استوديو 100)، أنتج سليج بشكل مشترك بعض أفلام الرسوم المتحركة مع شركائه الصينيين. كان الأول منها "سوبر وينجز" مع ألفا والثاني "بي كينغ دكلينغ" مع يو يونغ.
عشرة أشياء حول الصين
قال سليج "بكل تأكيد لست خبيرا بشأن الصين- واتفقت بشكل كبير مع بيتر بوتيلير من جونز هوبكنز الذي قال إن "أي شخص يتكلم بثقة كبيرة عن الصين يحتاج إلى فحص قدراته العقلية، ولكن الآن أكثر دولة مفضلة لدي للقيام بإنتاج مشترك لجميع أنواع الأفلام هي دون ريب الصين".
وتعتبر "الثقة" أول 10 أشياء يحبها سليج في الصين. في البداية لم يفهم لماذا يريد زملاؤه الصينيون الطيران لمدة 14 ساعة للاجتماع معه حيث يمكن أن يحدث هذا الاجتماع عبر الهاتف أو تقنية (الفيديو كونفرنس).
والآن فهمت. لا يمكنك النظر إلى عين أحد عبر الإنترنت. وتحتاج إلى الجلوس أمامهم، وتحتاج أيضا إلى الحصول على العشاء وتناول الشراب معهم. ويمكن فقط بهذه الطريقة بناء الثقة، إنها الثقة التي تضمن استمرارية علاقات العمل ".
وأوضح أنه كان شخصا قلقا ويود الحصول على كل شيء على الفور. و"علمتني الصين أن الانتظار شيء جيد. بينما تنتظر يمكنك أن تعرف زميلك أو شركة جديدة أو فرصة. وإذا حدث هذا بسرعة فقد لا يستمر. ولكن إذا حدث على مدار الوقت ربما يستمر. فأي شيء له قيمة حقيقية يستغرق وقتا".
ووجد سليج أن معظم الصينيين متواضعون. "فالصيني يصغي جيدا عندما يتحدث شخص ما، ونادرا ما يقاطعه. ومن غير المعتاد أن تسمع صينيا يتفاخر بإنجازاته".
وأضاف أن "زوجتي من هاربين وسألتها عن هذا الأمر. وقالت إن "إنجازاتنا الشخصية مهمة لنا ولكننا نأمل دائما من هذه الإنجازات مساعدة العائلة والمجتمع والبلاد والعالم".
وبالنسبة "للانضباط"، أوضح أن "هناك تركيزا وإصرارا في الصين عليه لم أشهده في أي مكان آخر بالعالم".
ويمكنك ملاحظة هذا في أخلاقيات العمل لدى الشعب الصيني الذي قام ببناء الصين لتكون ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم خلال 50 عاما فقط. ويمكن ملاحظة هذا أيضا في سرعة وفاعلية احتواء الصينيين لمرض فيروس كورونا. عندما يريد الصينيون شيئا ما، يعملون بذكاء، وفي أغلب الأوقات ينجحون".
وأعجب سليج بشكل أكبر بأن كل شيء في الصين يتحسن بوتيرة سريعة من نظام التعليم وسيادة القانون إلى احترام حقوق الملكية الفكرية.
وأضاف أنه "لا يوجد شك في اعتقادي في أن الصين تمضي قدما بوتيرة ثابتة تجاه مجتمع أكثر انفتاحا وأصبحت المعايير الدولية للأعمال أحد الحقائق الموجودة في الحياة اليوم. وإذا لم يكن هذا هو الأمر، هل كان من الممكن لشركات مثل (ليتل أير بلاين) وكذلك ديزني وليجو ويونيفرسال الذهاب إلى الصين؟.
والبنية التحتية في الصين لا يُعلى عليها، حسبما ذكر. "فالقطارات السريعة تجري سريعا وفي وقتها دون تأخير. والجسور حديثة وتوجد روائع معمارية. ومترو الأنفاق نظيف للغاية".
وقال إن "معظمكم شاهدوا صور مطار بكين داشينغ الجديد الذي يستخدم شبكة الجيل الخامس من أجل تعجيل تسجيل الدخول واستلام الأمتعة. وصممته الراحلة زها حديد. ويعد هذا المطار عملا فنيا مذهلا".
وكانت قصة النجاح الصينية في تخفيف حدة الفقر على قائمة سليج.
وأضاف أن "جودة المعيشة في الصين تحسنت على مدار عقود. وعلى مدار الـ70 عاما الماضية انتشل 850 مليون شخص من الفقر. فكر في هذا الأمر، أنهم ضعف عدد سكان الولايات المتحدة".
و"كما أخبرني صحفي صيني في نيويورك حديثا، فإن بعض الناس يظنون أننا نريد السيطرة على العالم. لا نريد هذا. فنحن حقيقة نريد أن نتأكد من أننا نعتني بشكل جيد بمواطنينا البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة".
وعن احترام كبار السن، قال سليج "في أي صباح في الصين وفي أي مدينة أو بلدة، يمكنك أن تذهب إلى الحديقة وترى كبار السن يطيرون الطائرات الورقية ويلعبون ماهجونغ ويغنون أغاني الأوبرا ويتحدثون بفخر عن أبنائهم وأحفادهم".
و"في العديد من الدول، يهمش كبار السن في دور الرعاية ولا يتصلون كثيرا بعائلاتهم الكبيرة. وفي الصين، الجد موضع احترام وهو الأمر الذي له تأثير قوي وإيجابي على مجتمعهم".
وأوضح أنه يشعر بالأمان في الصين أكثر من أي دولة أخرى في العالم. و"هذا من الممكن أن يفاجئ بعضكم".
و"تقريبا لا توجد جرائم بالشوارع، أو عنف مسلح أو استخدام غير شرعي للمخدرات في الصين. أنا أحب الركض، وأحب الاستيقاظ مبكرا والجري لمسافة طويلة. وفي نيويورك دائما أنظر خلفي في حذر وفي الصين أستمتع فقط بشروق الشمس".
وبالنسبة للابتكار في الصين، أشار سليج إلى أحد أكثر الأماكن المفضلة لديه في بكين -- 798 وهو مجتمع مزدهر للفنانين.
و"توجد هناك أعداد كبيرة من المعارض والمقاهي والإدارات التي تعد مثلها مثل أي شيء ستراه في وين وود والز في ميامي. وهذه المنطقة تعكس حيوية الفن المعاصر في الصين في عام 2020".
وأضاف أنه "توجد موهبة عظيمة هنا وابتكار حقيقي ونعم يوجد تعبير عن الرأي السياسي بشكل منفتح هنا. كما أن الطاقم الذي نعمل معه هنا في الصين من كتاب ومخرجين ومصممين ورسامين، هم من الموهوبين وعلى دراية بآخر المستجدات في الثقافة الرائجة كما يفعل أي شخص أعرفه في أوروبا أو الولايات المتحدة".