تقرير: ماذا بعد رفع حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران تلقائيًا؟

يرفع الحظر الأممي لشراء وبيع الأسلحة التقليدية المفروض على إيران بشكل "تلقائي" ابتداء من 18 أكتوبر الجاري بموجب قرار مجلس الأمن 2231 والاتفاق حول برنامج طهران النووي، وفقا لما نشرته وزارة الخارجية الايرانية على موقعها الرسمي. وعلق وزير الخارجية الأمريكي بومبيو حول الموضوع في بيان نشر نفس اليوم، بأن الولايات المتحدة ستعاقب أي فرد أو كيان متورط في توريد أو بيع أو نقل الأسلحة التقليدية إلى إيران: "يجب على كل دولة تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعم مكافحة الإرهاب تجنب صفقات اسلحة مع إيران ".

 "تطبيع التعاون الدفاعي الإيراني مع العالم اليوم هو انتصار للتعددية والسلام والأمن الإقليمي". ذكر وزير الخارجية الإيراني ظريف عند التعليق عن البيان من وزارة الخارجية الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي يوم 18أكتوبر، مؤكدا أن السلاح في إيران لطالما كان دفاعيا، لم يفتعل الحروب ولم يعث فسادا كما يفعل الآخرون.

كما ألقى رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف خطابًا في ذلك اليوم، قال فيه إن رفع حظر الأسلحة كان بمثابة فشل لسياسة إدارة ترامب المتمثلة في الضغط الشديد على إيران.

لا تخطط للإفراط في شراء أسلحة

علقت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية: "انتهى حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران منذ 13 عامًا، لكن تأثيره على إيران والمناطق المحيطة بها لا يزال غير معروف".

صرحت وزارة الخارجية الإيرانية أنه أصبح من الممكن الآن شراء أسلحة ومعدات ضرورية من أي مكان، دون أي قيود قانونية، بناءً على احتياجاتها الدفاعية فقط". لكنها أكدت أيضًا أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة غير تقليدية وأسلحة دمار شامل، ولن تتسرع في شراء كميات كبيرة من الأسلحة التقليدية.

نشرت مفوضية العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي مقالة تحليلية في 16 من الشهر الجاري مفاده أنه في ضوء الدعم العسكري للدول الغربية للحلفاء في المنطقة والتحسن المستمر للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، فإن حالة الضوابط والتوازنات بين دول الشرق الأوسط لن تتغير على المدى القصير، ولن يكون هناك عدد كبير من الأسلحة يتدفق على إيران. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط الشديد الذي تمارسه الولايات المتحدة على إيران يجعل الشركاء المحتملين قلقين من أن إيران قد لا تمتلك الأموال الكافية للوفاء بعقود الأسلحة الخاصة بها. وقالت رويترز في 18من الشهر الجاري إن صناعة العسكرية الإيرانية أحرزت تقدمًا كبيرًا ردًا على سلسلة العقوبات الدولية وحظر الأسلحة.

تعزيز التعاون الروسي الإيراني

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مؤخرًا، أنه من المتوقع أن تعزز إيران التعاون مع روسيا في المستقبل. حيث توقعت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في وقت مبكر من عام 2019، أن إيران قد تسعى لشراء أسلحة متطورة من روسيا، في حين، قال السفير الروسي لدى إيران لوان جاكاريان لوسائل الإعلام المحلية في وقت سابق من هذا الشهر أن روسيا ستدرس جميع احتياجات شراء الأسلحة الإيرانية بعد رفع حظر الأسلحة، بما في ذلك نظام صواريخ الدفاع الجوي S-400.

ومع ذلك، قال جراجيفسكي، الباحث في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، لقناة "الجزيرة" القطرية يوم 18 أنه لا يوجد ما يشير إلى أن إيران وروسيا قد انتهيا من المفاوضات بشأن قائمة الأسلحة. علاوة على ذلك، روسيا لا تريد من أجل إيران إثارة غضب القوى الإقليمية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية.