تونس 12 أكتوبر 2020 (شينخوا) بحث الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم (الإثنين) مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة ستيفاني ويليامز، الترتيبات المتعلقة باحتضان تونس للاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي المُقرر عقده في بداية نوفمبر المقبل.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن الرئيس قيس سعيد "أعرب عن ارتياحه لتتويج مسار من التنسيق والتشاور بين تونس وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باختيار تونس لاحتضان هذا الاجتماع الهام الذي سيلتقي فيه كل الفرقاء الليبيين من أجل استئناف العملية السياسية".
وأكد في هذا السياق، استعداد تونس لوضع كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة للمساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الهام، مُجددا في نفس الوقت التأكيد على ثوابت الموقف التونسي لحل الأزمة الليبية وفق مقاربة تقوم على وحدة ليبيا ورفض التدخلات الخارجية وإيجاد حل ليبي-ليبي.
وأشار إلى أن هذا الحوار الليبي "يندرج في إطار المقاربة التونسية للحل في ليبيا"، مبينا أن تونس "ليست في منافسة مع أي جهة كانت، وأن الهدف المنشود هو إيجاد تسوية سلمية للأزمة في هذا البلد الشقيق".
من جهتها، أطلعت ويليامز، الرئيس التونسي على أهم مخرجات جولات الحوار المنبثقة عن مسار برلين، وقدمت له عرضا حول الترتيبات التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة استعدادا لهذا الحدث البارز، بحسب بيان الرئاسة التونسية.
وأعربت ويليامز عن "شكرها وامتنانها" لتونس على دعم عمل البعثة والاستعداد الكبير الذي لمسته لإنجاح الحوار الليبي .
واعتبرت أن الحوار الذي ستحتضنه تونس "يعد فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في العملية السياسية"، بالنظر إلى ما "لمسته من إرادة صادقة لدى مختلف الفرقاء الليبيين من أجل تحقيق المصالحة الوطنية".
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أعلنت في بيان مساء السبت "استئناف المحادثات الليبية - الليبية الشاملة" السياسية والعسكرية.
وقالت إن تونس ستستضيف "الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي مطلع شهر نوفمبر المقبل"، وهو يهدف إلى "تحقيق رؤية موحدة حول إطار وترتيبات الحكم، التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية في أقصر إطار زمني ممكن من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية".
وسترعى الأمم المتحدة أيضا "محادثات مباشرة" عسكرية في جنيف ابتداء من 19 أكتوبر الجاري.
وتعددت خلال الأسابيع القليلة الماضية منصات الحوار الليبي-الليبي، الذي تزامن عقدها في أكثر من مدينة عربية وأوروبية، منها بوزنيقة المغربية، والقاهرة والغردقة (مصر)، ومونترو(سويسرا)، وذلك بحثا عن تسوية سياسية تُنهي الصراع الدائر في ليبيا منذ العام 2011.
وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011. ويدور الصراع في ليبيا في الوقت الحالي بين حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر.