اسطنبول 10 سبتمبر 2020 (شينخوا) أظهر استطلاع واسع النطاق أن أغلبية واسعة من الجالية السورية الهائلة التي تعيش في تركيا منذ أعوام، ليس لديهم خطط للعودة إلى بلادهم، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة والمشاعر المعادية للاجئين السائدة في تركيا.
وقد جعل أكثر من أربعة ملايين لاجئ في تركيا، 3.6 مليون منهم من سوريا، البلاد موطنا لأكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا المجاورة عام 2011.
ونشر "مقياس السوريين 2019" وهو استطلاع شامل أجرى بين المواطنين المحليين والسوريين ودعمه مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا، يوم الأربعاء.
قال مراد أردوغان الخبير في الهجرة والأستاذ في الجامعة الألمانية التركية في اسطنبول، والذي ترأس الدراسة، إن هذا يؤكد أن "الجزء الأكبر من السوريين ليس لديهم خطط للعودة إلى بلادهم" وأن على الحكومة التركية مواجهة هذه المعضلة.
وشرح في برنامج تلفزيوني الوضع، قائلا إنه "في عام 2017، قال 16.7 في المائة من السوريين الذين تم استطلاع آرائهم، إنهم لا يفكرون في العودة إلى بلادهم إطلاقا. وفي 2019، ارتفعت النسبة إلى 51.8 في المائة، وهى زيادة كبيرة جدا".
وأشار إلى أن 30 في المائة آخرين من السوريين الذين استطلعت آراؤهم قالوا إنه حتى إذا انتهت الحرب في سوريا، فإنهم سيفكرون فقط في العودة إذا تشكلت حكومة سوف تدعمهم.
أشار الخبير إلى أن "هذا يعني أنهم لا يخططون أيضا إلى العودة إلى دولتهم الأم. وبهذا نتوصل بشكل واضح إلى أن أغلبية ساحقة من السوريين سوف يبقون هنا حتى إذا انتهت الحرب الأهلية في بلادهم".
ومن ناحية أخرى، ذكرت أغلبية الأتراك في الاستطلاع ، إنهم ما زالوا غير مستعدين للعيش أو الاختلاط مع الجالية السورية، بعد حوالي عقد من وصولهم من الدولة التي مزقتها الحرب الأهلية.
وذكر الخبير أن "حوالي 85 في المائة من الأتراك يريدون عزل السوريين في مدن وأحياء خاصة بهم، ويقول 75 في المائة إنهم لا يريدون العيش معهم في نفس المجتمع،" ما يظهر الاستياء من اللاجئين بشكل عام في تركيا.
يرجع ازدراء السوريين بشكل كبير إلى أسباب اقتصادية وثقافية وهناك ضغط سياسي محلي قوي على حكومة أنقرة لإعادة توطينهم في بلادهم باستخدام أي وسائل ممكنة.
وقد أعيد حوالي 400 ألف سوري بشكل طوعي إلى مناطق بشمالي سوريا يسيطر عليها الجيش التركي منذ بداية العام الجاري، بعد سلسلة من المداهمات هناك لأسباب أمنية، وفقا لأرقام رسمية.
وقال متين كوراباتير، وهو خبير تركي بارز في شؤون اللاجئين، إن هذا ليس كافيا، وقد أظهر الاستطلاع مرة أخرى أن جهود الإدماج الحقيقي مطلوبة من الحكومة التركية لمواجهة هذه القضية المعقدة.
وشرح كوراباتير وهو أيضا رئيس مركز أبحاث اللجوء والهجرة، أن السوريين في تركيا يخضعون لوضع الحماية المؤقت وليسوا كلاجئين ويمنعهم ذلك من الانتفاع بالحقوق الأساسية في الدولة المضيفة.
وأشار كوراباتير إلى أنه "لمدة تسعة أعوام ، قدمت تركيا الكثير للسوريين، فيما يتعلق بالتعليم واحتياجات أخرى، ولكنها لم تفعل الكثير فيما يتعلق بالإدماج الاجتماعي لهؤلاء الناس الذين سيبقون في تركيا لفترة غير معروفة من الوقت".
وحث الخبير السلطات التركية على وضع خطط، حتى يسمح للجالية السورية التي تركت في وضع معلق، بأن تشارك الأتراك نفس الحقوق ومن بينها التوظيف والمحاكم القانونية، فيما عدا الحقوق السياسية.