يشهد السفر والاستهلاك حركة بشكل تدريجي مع إستمرار استئناف الانتاج في أجزاء مختلفة من الصين، وقد لقيت إشارة الانتعاش الاقتصادي للصين اهتماما بالغا من قبل وسائل الاعلام الاجنبية: "عادت حالة حركة المرور في المدن الرئيسية في الصين الى نفس المستوى مثل العام الماضي." " الصين تعيد فتح الآلاف من المناطق السياحية". " مؤشرات الطلب على الطاقة الكهربائية والصلب وتصنيع السيارات في طريق العودة الى وضعها الطبيعي تقريبا" ..... إن علامات الانتعاش الاقتصادي في الصين مثيرة ومشجعة بعد جهود شاقة والانجازات الاستراتيجية الرئيسية للمعركة الوطنية للوقاية من الوباء والسيطرة عليها، ما يضخ الثقة والزخم في الاقتصاد العالمي في ظل الوباء.
إن الانتعاش الاقتصادي والتنمية في الصين مستقران. وحتى أواخر أبريل، وصل متوسط معدل التشغيل للمؤسسات الصناعية فوق الحجم المحدد في الصين إلى 99.1%، وبلغ معدل عودة الموظفين إلى 95.1%. وفي إبريل، بلغ مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الصين 50.8%، والذي كان فوق خط الكآبة لمدة شهرين متتاليين، مما يشير إلى استمرار الانتعاش الاقتصادي. وقد أظهر المسح الذي أجرته وزارة التجارة لأكثر من 8200 مؤسسة رئيسية ذات التمويل الاجنبي في جميع أنحاء البلاد أنه حتى 28 أبريل، إستأنفت 76.6% من الشركات ذات التمويل الأجنبي أكثر من 70% من انتاجها. ووفقًا لمقال في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية، تتعافى أنشطة الأعمال في الصين، و"أداء التعافي مشجع". وقال وزير الخارجية السنغافوري جورجي يوو إن استجابة الصين الناجحة لتحدي الوباء الدعم المنظم لاستئناف الإنتاج جلبا الأمل لجميع البلدان في التغلب على الوباء، وهي جديرة بالإعجاب.
بعد النجاح في اختبار الوباء، أصبح العالم أكثر ثقة في قوة ومرونة الاقتصاد الصيني. الصين لديها سوق ضخم، وبنية تحتية كاملة ومرافق صناعية، وإمكانات نمو هائلة ... هذه المزايا الاقتصادية تمثل نقطة جذب ضخمة، تجذب الشركات الأجنبية لاختيار السوق الصينية. وأعرب المستثمرون الأجانب عن ثقتهم وتصميمهم على تنمية الأعمال التجارية في الصين على المدى الطويل. وفقًا لـ "تقرير مسح بيئة الأعمال الصينية لعام 2020" الصادر عن غرفة التجارة الأمريكية في الصين، لا تزال الصين السوق الرئيسي لمعظم الشركات الصينية ذات التمويل الامريكي على المدى الطويل. وفقًا لتقرير صادر عن غرفة التجارة الأمريكية في جنوب الصين، فإن 75٪ من الشركات التي شملتها الدراسة الاستقصائية لن تغير خطط إعادة الاستثمار في الصين بغض النظر عن تأثير الوباء. وأشار مقال "أخبار الاقتصاد اليابانية " إلى أن "المزيد من الشركات اليابانية لا تزال في الصين لأنها لا تعتبر الصين قاعدة لمعالجة الصادرات فقط، ولكن الأهم من ذلك، أصبحت الصين سوقًا استهلاكية للسلع التي تنتجها". ويعتقد موريس كوين، الأستاذ في مدرسة وارتون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، أن مكانة الصين كمورد رئيسي للتصنيع لن يتغير.
بعد النجاح في اختبار الوباء، يرى العالم بشكل واضح حيوية وفرص الاقتصاد الصيني. وإن تأثير وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد الصيني مؤقت ومحدود، ولم تتغير أساسيات النمو الاقتصادي طويل الأجل للصين، ولم تتغير شروط دعم التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني. وخلال مكافحة الوباء، كان أداء "المكتب السحابي"، و "الاقتصاد المنزلي"، والتعليم عبر الإنترنت، ومبيعات البث المباشر، والتوزيع الذكي، والصحة الطبية والمجالات الأخرى بشكل رائع، وظهرت العديد من النقاط الساخنة الجديدة للمستهلكين، مما يعكس القوة الداخلية القوية للتحول الاقتصادي والارتقاء بالصين. ويعتقد تقرير القناة الالمانية للأخبار، أن "صنع في الصين" أظهر مزاياه التكنولوجية في الوباء، وذلك بفضل امتلاك الصين لبيئة ريادية مبتكرة وتنافسية للغاية. ويظهر أحدث عدد من الكتاب الأبيض حول الشركات الأمريكية في الصين الذي أصدرته غرفة التجارة الأمريكية في الصين في 30 ابريل، أن النمو الذي أحدثه الاستهلاك المحلي للصين وظهور مجموعة الدخل المتوسط بشكل متزايد هي أكبر فرصة للشركات الامريكية في الصين، كما أن الاقتصاد المستدام وإصلاح السوق هو ثاني أكبر فرصة. ما يدل على أن الحيوية التي أحدثتها الاصلاحات والابتكارات قد أظهرت للعالم أن الصين لا تزال مكانًا لفرصة التنمية.
الصين ليست قاعدة إنتاج عالمية هامة وسوق استهلاكية فحسب، ولكنها أيضًا قاعدة بحث وتطوير مهمة ومركز صناعي، وتحتل مكانة مهمة في السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة التوريد. وأظهر استئناف الصين الانتاج في الوقت المناسب كفاءة الإنتاج وزخم الاستهلاك تدريجيًا، مما ساعد على تخفيف الصعوبات الاقتصادية العالمية التي سببها الوباء، وتقديم مساهمات مهمة للحفاظ على استقرار السلسلة الصناعية العالمية وسلسلة التوريد.
ويعتقد بيل غيتس، الرئيس الشريك لمؤسسة غيتس، أن إمدادات السوق من المواد الخام الصيدلانية لم تتوقف أثناء انتشار الوباء، "الحقيقة هي أن الصين هي الآن المورد الأكثر موثوقية للمواد الخام." وتدعو الصين إلى تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي الدولية، وعمل جميع الدول معًا للحفاظ على التجارة السلسة وتعزيز الروح المعنوية للانتعاش الاقتصادي العالمي. كما تلتزم الصين بتوسيع الإصلاح والانفتاح دون هوادة، والاسترخاء في الوصول إلى الأسواق، والتحسين المستمر لبيئة الأعمال، وتوسيع الواردات بنشاط، وتوسيع الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الرخاء المشترك للاقتصاد العالمي بطريقة مفتوحة ومبتكرة.
تشترك البشرية في مصير واحد. وخروج الاقتصاد العالمي من التحديات والصعاب التي سببها تفشي الوباء يتطلب استجابة الدول المشتركة والانفتاح والتعاون والتطور معًا. ستقام الدورة 127 لمعرض كانتون عبر الانتنرت لأول مرة في يونيو من هذا العام، وسيعقد معرض الصين الدولي الثالث للإستيراد في شنغهاي كما هو مقرر في نوفمبر، وهذه كلها مظاهر ملموسة تثبت أن الصين مصدر قوة للاقتصاد العالمي. وإن الصين التي نجحت في اختبار الوباء تصر على الانفتاح والابتكار، وتتقدم بثبات على طريق التنمية عالية الجودة. ويؤدي هذا طريق المشمس المليء بالإلهام إلى التقدم المشترك والازدهار المشترك للعالم.