16 ابريل 2020، تقنية صينية وتقني فرنسي بصدد مراقبة جودة منتج لشركة هوتشينسون بسوتشو. تصوير هوا شيقان، صورة الشعب |
15 مايو 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تعمل الصين في الوقت الحالي على تعزيز أعمال الوقاية من الوباء والسيطرة عليه واستعادة نسق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونظام الانتاج والحياة. وبفضل سلسلة من السياسات الحكومية الهادفة لتعزيز استقرار الاستثمار الأجنبي في ظل الوباء، تسارعت وتيرة استئناف العمل والانتاج في الشركات ذات التمويل الأجنبي في الصين. وتقدم بناء المشاريع الكبيرة بخطى ثابتة، كما سرعت عدد من الشركات متعددة الجنسيات وتيرة الاستثمار في الصين.
ويعتقد المسؤولين التنفيذيين الأجانب وخبراء الصناعة أن بيئة الأعمال في الصين بصدد التعافي من تأثيرات الوباء، وأن العمل والانتاج في الشركات ذات التمويل الاجنبي بدآ استعادة نسقهما الطبيعي، كما عبروا عن ثقتهم في آفاق التنمية الاقتصادية في الصين.
في 22 أبريل الماضي، انطلق مشروع إكسون موبيل قوانغدونغ بشكل رسمي. ويعد هذا الاستثمار الذي بلغت قيمته 10 مليارات دولار أمريكي أول مشروع للبتروكيماويات كبير الحجم بتمويل أمريكي كامل في الصين. واستغرق المشروع من بداية الاعداد الى تقديم الطلب والموافقة على استخدام الأراضي البحرية الى الاطلاق، ما يزيد عن العام بقليل.
وقال وان ليفان ، رئيس شركة إكسون موبيل (الصين) للاستثمار المحدودة، إن الاستثمار على نطاق واسع والقيمة المضافة العالية للمشروع يمتلكان أهمية استراتيجية للشركة ومفيدان للطرفين. وتعد منطقة تطوير خليج دايا واحدة من سبع قواعد صناعية للبتروكيماويات في الصين. وتتمتع ببنية تحتية جيدة ومرافق عامة وبيئة عمل أفضل. كما تتميز سياساتها ولوائحها بالشفافية والوضوح وسرعة التنفيذ، كما تحظى الاستثمارات الاجنبية في المنطقة بالدعم الحكومي على مستوى السياسات.
يونيو 2019، حفل افتتاح ثاني متجر لسلسلة "سام كلوب" بشنغهاي.
وفي 31 مارس الماضي، تم تنظيم حفل توقيع مشاريع صناعية كبير في شنغهاي، من بينها، المقر الرئيسي لشركة "بوش" وشركة ميتسوبيشي وشركة "سام تشاينا فلاغ شيب"، وعدة مشاريع اجنبية أخرى، تجاوزت قيمتها الاجمالية 16 مليار دولار أمريكي.
أما متجر "سام كلوب" التابع لعملاق التجزئة "وول ميرت"، فافتتح أكثر من 20 متجرًا في الصين، في اطار سياسة توسعها في السوق الصينية. وقال سام أندرس، رئيس أعمال متاجر سام كلوب في الصين: "من المتوقع أنه بحلول نهاية عام 2022، سيكون لدى "سام كلوب" ما بين 40 إلى 45 متجرًا في الصين ومتاجر تحت الإنشاء، وهو ما يمثل التزامنا تجاه السوق الصينية".
في الربع الأول من هذا العام، عقدت شانغهاي نشاطين تعاقديين جماعيين للمشاريع الاجنبية، حيث تم التوقيع على 129 مشروعًا بتمويل أجنبي، بإجمالي استثمارات قدرت بـ 23.9 مليار دولار أمريكي. بما في ذلك ما يقرب من 30 مشروعًا باستثمار أكثر من 100 مليون دولار أمريكي، و10 مقار إقليمية للشركات متعددة الجنسيات ذات الاستثمارات الأجنبية، وخمسة مراكز بحث وتطوير ذات استثمارات أجنبية.
وقال السيد جون كانغ، رئيس اللجنة الصينية لشركة "نامورا هولدينغ"ونائب الرئيس التنفيذي لشركة نامورا للاوراق المالية، أن شركة نامورا قامت في شهر مارس الماضي بتأسيس أول إدارة أعمال للأوراق المالية في شنغهاي، لتصبح أول إدارة أعمال أنشأتها شركة أوراق مالية قابضة اجنبية خلال السنوات الأخيرة. وقد بدأت الادارة في الوقت الحالي قبول الموظفين.
في ذات الصدد، قال يانغ تشاو، نائب مدير لجنة التجارة ببلدية شنغهاي، "سواء كان توقيعًا ناجحًا لنوايا الاستثمار، أو كان تأسيسا لمقرات الشركات متعددة الجنسيات في شنغهاي، فإنها تُظهر ثقة الشركات الاجنبية في السوق الصينية وتفاؤلها بأفاقها".
وحول ذات الموضوع، قال تيتسوبا، رئيس مدير عام شركة " باناسونيك إلكتريك –الصين" أن مصنع باناسونيك في الصين قد استعاد وضعه الطبيعي في العمل والانتاج في 17 مارس الماضي. "بصفتها ضمن الدفعة الأولى من الشركات ذات التمويل الأجنبي التي دخلت الصين في بداية الإصلاح والانفتاح. كانت باناسونيك شاهدا على تطور الإصلاح والانفتاح في الصين. وخلال الحرب ضد الوباء، رأينا قدرة الحكومة الصينية الفعالة على الإدارة واتخاذ القرارات ودعم الشركات. وأظهر الاقتصاد الصيني مرونة عالية، وخاصة تحرير امكانات السوق الاستهلاكية بشكل تدريجي، مما منحنا الثقة الكاملة في الاقتصاد الصيني،" يقول تيتسوبا.
ندوة مهنية تنظمها شركة "مرك" الألمانية في شنغهاي. مصدر الصورة: شركة "مرك"
وقال ستيف ويلمونت، رئيس مجلس ادارة شركة "مرك" الألمانية إن الصين هي السوق الاستراتيجية لشركة "مرك" ومحرك نمو مهم بالنسبة لها. ونحن واثقون في السوق الصينية وسنواصل التوسع داخلها ".
أما غونغ أنمينغ، رئيس الشركة السويدية ميديكال كوداك-الصين، فقال: "إن ثقتنا في السوق الصينية تأتي من الاتجاه طويل الأجل لاستقرار الاقتصاد الصيني، والزيادة المستمرة لحجم الطبقة الاستهلاكية المتوسطة والراقية، والتزام الصين بمواصلة الانفتاح".
وفقًا لتقرير صادر عن غرفة التجارة الأمريكية في جنوب الصين في نهاية مارس الماضي، لا تزال الشركات التي تمت مقابلتها لديها رغبة قوية في إعادة الاستثمار في الصين خلال السنوات الثلاث المقبلة. وتخطط حوالي 70٪ من الشركات لإعادة الاستثمار في الصين في عام 2020. وفي هذا السياق، قال هاري سايدين، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في جنوب الصين ،" التمركز في الصين، وتوجيه الخدمات نحو السوق الصينية"، لاتزال الاستراتيجية الرئيسية لغالبية الشركات الاجنبية في الصين.