أنقرة 25 ديسمبر 2019 (شينخوا) قال خبراء إن روسيا وتركيا تشهدان توترات في علاقاتهما الدافئة على خلفية الخلافات بشأن سوريا وليبيا، حيث تتصادم مصالح البلدين ولكنهما قد تختاران التعاون من أجل مصالحهما المتبادلة.
كانت تركيا بعثت بوفد إلى موسكو سعيا إلى تعليق للعملية العسكرية السورية بعدما شنت قوات الحكومة السورية، المدعومة من روسيا، هجوما على محافظة إدلب شمال غربي سوريا وهي آخر المعاقل الكبرى للمتمردين في البلاد، الأمر الذي يهدد بموجة لاجئين جديدة نحو الحدود التركية.
وكان إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، ذكر مساء الثلاثاء أن أنقرة طلبت من موسكو وقف إطلاق النار في إدلب بعدما شهدت المنطقة تصاعدا في العنف على مدار الأيام الماضية.
وذكر للصحفيين "أبلغوا وفدنا بأنهم سيبذلون جهودا لوقف هجمات النظام السوري في غضون 24 ساعة."
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن الهجمات تسبب موجة نزوح صوب تركيا، العضو فى الناتو، التي تستضيف بالفعل أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم بواقع 3.6 مليون.
وقال الزعيم التركي يوم الأحد "أكثر من 80 ألف شخص نزحوا تحت وطأة القصف الجوي هناك قاصدين حدودنا"، رافضا تماما قبول المزيد من اللاجئين السوريين، حيث يعاني أردوغان من ضغط داخلي كبير على خلفية سياساته حيال اللاجئين.
كما يهدد الهجوم وقف إطلاق النار الذي تراقبه روسيا وتركيا وإيران في المنطقة، حيث نشرت تركيا عدة مئات من القوات في إطار هذه المهمة في إدلب.
وتظهر الخلافات أيضا بين موسكو وأنقرة حيال الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، حيث تدعم الدولتان طرفين متعارضين.
وقالت تركيا إنها قد ترسل قوات إلى طرابلس دعما لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المدعومة دوليا، التي وقعت معها أنقرة على مذكرتي تعاون بشأن ترسيم الحدود البحرية والدفاع، وهو التحرك الذي حظي بانتقاد من جانب المنافسين الإقليميين شرق المتوسط.
وتقول التقارير إن موسكو تدعم المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي المتمركز شرقي البلاد، عبر عملاء روس.
وقال كريم هاس، المحلل في الشئون الروسية المقيم في موسكو، خلال حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "التوجه التركي بشأن ليبيا مؤشر قوي على احتكاك صاعد في العلاقات الروسية-التركية"، متوقعا أن دعم موسكو لحفتر لن يتراجع، الأمر الذي "يتعارض مع رغبات أنقرة".
ورجح الخبير أن الخلافات بشأن ليبيا يمكن أن يجعل العلاقات الثنائية أكثر هشاشة، حيث سيحاول الجانبان توطيد موقفهما.
علاوة على أن الحكومة التركية على خلاف ليس فقط مع روسيا، ولكن أيضا مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين مثل اليونان ومصر وإسرائيل وسوريا.
على الرغم من أنه من غير المرجح رؤية مواجهة بين الجنود الأتراك والروس في ليبيا، إلا أن الاتفاقات بين طرابلس وأنقرة أثارت التوترات التركية-الروسية، وفقا لما قال.
وأوضح "تركيا تواجه سيناريو ربما تنخرط خلاله عسكريا في منطقة بعيدة أجنبية ليس لديها فيها أية لوجيستيات أو ربط بري بها. وهذا يحمل في طياته مخاطر كبرى."
كما اتفق كان كساب أوغلو، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز بحوث (إيدام) في اسطنبول، مع ذلك، مؤكدا في تقرير "من المحتمل أن ترسل تركيا فرقة عسكرية مشتركة من قوات النخبة إلى ليبيا قريبا."
وقال إن تركيا لديها خيارات محدودة في المجال الجوي الليبي باستثناء نشر طائرات بدون طيار مسلحة تكتيكية حيث "لا تمتلك تركيا قدرة طيران بحري كافية للتدخل في الصراع الليبي".
كما وضع التصعيد في إدلب تركيا في وضع هش داخل الناتو، حيث أصبح التحالف التركي مع الدول الأخرى ضعيفا على خلفية تقاربها العسكري والسياسي والاقتصادي مع موسكو.
وعلى الرغم من التصعيد في طرابلس وإدلب، وتبادل الاتهامات بين أنقرة وموسكو، لا يزال البلدان يتطلعان إلى التعاون في ليبيا كما فعلا في سوريا.